بعد أن أكد على أن الوضع السياسي في البلاد هو السبب الأول لارتفاع الأسعار، وأن الدورة الاقتصادية أصبحت محكومة بالدورة السياسية في الوقت الذي تتصف به الدورة السياسية بالجمود والفساد والأزمات , قال الخبير الاقتصادي علي الوافي أن هناك نسيج مصالح نشأ بين جزء من النخبة السياسية والمتنفذين وجزء من رجال الأعمال الأمر الذي أدى إلى الاستهتار بكثير من الثروة، وحرمان الأغلبية الساحقة من الشعب، وقاد إلى الفقر والبطالة وسوء الأوضاع المعيشية وتردي الاستثمار وتراجع التنمية. وأضاف الوافي في حوار أجراه معه موقع (الصحوة نت) أن السياسات الاقتصادية الفاشلة تأتي في المرتبة الثانية كمسبب لارتفاع الأسعار، معتبراً الاحتكار الداخلي وضعف القدرة التفاوضية للتاجر اليمني المستورد أسباباً ثانوية،إذ أن الأسباب الرئيسية هي أسباب سياسية بدرجة أولى انعكست على الوضع الاقتصادي، إضافة للسياسات الفاشلة المتخذة من قبل الحكومة في الإطار الاقتصادي، إلى جانب ارتفاعات الأسعار العالمية حسب قوله. كما انتقد الوافي في ذات الحوار ما أسماه بسياسات الإنفاق العام للدولة التي استخدمت الإيرادات الزائدة في السنوات الأخيرة كإنفاق عام جاري استهلاكي غير استثماري ابتداء بالإنفاق السياسي على الانتخابات ومرورا بالإنفاق العسكري على الحرب بصعدة والإنفاق الأمني بشكل عام، والإنفاق التبذيري غير المبرر، فضلاً عن الأموال التي تتسرب إلى جيوب الفساد حتى في إطار الإنفاق الاستثماري كما يحدث في المناقصات إذ يذهب جزء كبير من الكلفة إلى جيوب الفساد حسب قوله. وقال الوافي أنه من خلال استعراض السياسات الحكومية يثبت أنها لم تعمل من أجل إيجاد استقرار نسبي ولا من أجل تخصيص كفؤ للموارد، ولم تحقق عدالة في توزيع الثروة داخل المجتمع من خلال عملية تنموية شاملة تعود ثمارها على الجميع. وحذر الوافي من ارتفاع معدلات نسبة الجوع بين اليمنيين قائلاً أن نسبة عالية من اليمنيين يعانون من الجوع، ونسبة أكبر لا تقل عن ثلث السكان كما ذكر تقرير الأسكوا لعام 2005م، يعانون من الحرمان الغذائي، وأن الحديث اليوم لم يصبح عن الفقر فقط، وإنما عن الجوع والفقر الشديد. وفي رد الخبير الاقتصادي علي الوافي عن ما إذا الشعب اليمني مقبل على ثورة للجياع في ظل هكذا وضع رد الورافي بالقول : قد لا يثور الجياع، ولكن مانخشاه أن يموتوا في بيوتهم من الجوع، وأنا قرأت لعالم الاقتصاد البنجلاديشي الذي حصل على جائزة نوبل، كيف أن بنجلادش مرت في مرحلة من المراحل أن الناس يأتون من الأرياف إلى المدن للحصول على طعام، ويخرج أحدهم من بيته فيجد أن بعض هؤلاء الجوعى قد مات. وفي ختام الحوار قال الوافي : نتمنى الا يموت الجياع في عتبات قصور الأغنياء،، ويجب أن نمنع أي حالة من حالات موت الناس جوعا، و"إطعام الناس" هي الوظيفة الأساسية التي لا تسبقها أي وظيفة للحكومة، وما عداها يأتي ثانيا وثالثا.