بعد أن لقي ضابط في الشرطة السياحية مصرعه مع ابنته في ساحل الكثيب بالحديدة قبل يومين أعلن مصدر أمني بالحديدة يوم أمس عن العثور على جثتين لغريقين مجهولين لم يتم التعرف عليهما بعد، كما نقلت جهات مطلعة ل«أخبار اليوم» أن طفل في الثالثة عشر من عمره مات غريقاً يوم أمس الثلاثاء. وذات المصادر أكدت أن سلطات أمن محافظة الحديدة قررت منع السباحة في كافة السواحل المطلة على كورنيش الحديدة حيث يرتادها الزوار كل عام وخاصة في موسم الأعياد وتبلغ «17» كيلو متر تقريباً وذلك حفاظاً على حياة المواطنين لهيجان البحر وارتفاع الأمواج هذه الأيام من جهة، ولعدم وجود خرائط توعوية بالأماكن التي يُحضر فيها السباحة. وجاء قرار الأمن في الحديدة بمنع السباحة في الكورنيش كلياً أخذاً بقاعدة «دفع الضرر أولى من جلب المنفعة» ودفع هذا القرار إلى اندفاع عشرات الآلاف من الزوار الذين يقضون إجازة العيد في الحديدة هذا العام إلى التوجه جنوباً ناحية شواطئ الخوخة، وأبو زهر والغازة وغيرها لكي يمارسوا هواياتهم المفضلة في السباحة أو ركوب القوارب في رحلات بحرية وغيرها من الهوايات البحرية. هذا وحملت مصادر مطلعة مسؤولية سقوط ضحايا غرقى في كورنيش الحديدة هذا العام، إلى وزارة السياحة في المقام الأول بسبب عدم إعطائها أي اهتمام بتطوير السياحة الداخلية وتركيز نشاطها السياحي الداخلي على أمانة العاصمة حيث صرف عشرات الملايين هذا العام للترويج لفعاليات صيف صنعاء الفاشلة التي لم تترك أي أثر إيجابي، وقيل أن الغرض منها فقط عرض نشاط الوزير الفقيه في مناطق قريبة من مراكز صنع القرار فقط، ومع أن الحديدة هي أكثر المحافظات الإيرادية لصندوق الترويج السياحي الذي يشرف عليه الفقيه، إلا أن مبلغ ضئيل من هذا الصندوق يكفي لتحسين وجه الحديدة سياحياً ووضع خارطة لشرح الأماكن الخطرة والممنوع السباحة فيها في الكورنيش وغيره. هذا ولا يوجد في مدينة سياحية تاريخية هامة مثل زبيد أي فندق سياحي، وسواحل الخوخة وزبيد والتحيتا كان بها عدد من الشاليهات الجيدة تم تدميرها وتدهورت حالتها بعد تراجع السياحة في اليمن، وأصبحت الآن محطات ومخازن واستراحات للمهربين بالذات مع عدم توفر الكهرباء العامة بها. هذا ويتحمل المجلس المحلي بالحديدة الجزء الآخر من التقصير والإهمال السياحي الذي تعيشه الحديدة هذه الأيام.