لا تزال مئات الأسر من القاطنين أسفل جبل الأكمة عزلة الشرف عسيلة بمديرية شرعب السلام بتعز يعيشون حالة من الخوف والفزع على حياتهم وحياة مواشيهم وعلى أمن مزارعهم بسبب تزايد التشققات والانهيارات الصخرية، التي تتزايد في جهات من جبل الأكمة الذي يعيشون على سفوح مدرجاته حيث تتزايد التشققات بشكل مرعب وحاول الأهالي معرفة السبب بالطرق التقليدية ولم يستطيعوا، ويقول المواطن/ محمد علي قائد من أهالي المنطقة :أن التشققات ليست بسبب الأمطار والسيول التي تأتي، وسبق في الثمانينات هطول أمطار غزيرة ولم يحدث شيئاً وأن خوف المواطنين زاد عندما يقوموا برمي حجر في التشققات ولا يسمعوا له صوت بما يؤكد عمق الهوة. وأضاف أنهم أبلغوا مدير المديرية العميد علي الشعز الذي أتى إلى الجبل مع لجنة جيولوجية من جامعة تعز في منتصف رمضان لتصوير التشققات وأخذ عينات من الأحجار لفحصها ومنذ ذلك اليوم لم نعلم بالنتيجة ليطمئن المواطنون الذين تتساقط الصخور أمام منازلهم يومياً وهم يسكنون أسفل الجبل وليس لهم مأوى ينزحون إليه، مضيفاً أنهم يُدْعون الجهات المعنية بعدم تجاهل الموضوع. هذا وكانت «أخبار اليوم» قد تواصلت مع د. أحمد عبدالعزيز عبدالقادر رئيس اللجنة الجيولوجية التي زارت المكان، وقال: إن اللجنة رفعت تقريرها للجهات المعنية في حينه وحصلت «أخبار اليوم» على صورة من التقرير الذي أكد أن هنالك انهيار وتصدع في الجهة الشمالية من الجبل يبلغ ارتفاعه عن مستوى القرية «100» متر تقريباً ويمتد التصدع «70» متر ويبعد عن أقرب بيت في القرية «60» متراً والصخور على شكل كتل عمدانية متراصة بسمك ظاهر يبلغ «25» متر تعلوها طبقة بسمك «8» متر من صخور البازلت الشديد التشقق ومعظم أماكن التصدعات توجد أعلى التل وانهيار جزئي في أسفل التل وصل إلى جدران بعض المدرجات الزراعية وخلص التقرير أن أسباب الانهيارات تتمثل في: 1- الطبيعة الجيولوجية والتركيبة المعقدة للمنطقة وتأثرها بتصدعات وتشققات وميول ناتجة عن تأثير العمليات المصاحبة لتكوين منخفض التعزية. 2- الطبيعة الطوبغرافية للمنطقة التي تجعلها أقل تماسكاً. 3- ضعف قوى التماسك بين أسطح غير متجانسة نتيجة اختلاف تركيب وأحجام المكونات. 4- مساهمة العوامل البيئية المختلفة، من أبرزها الأمطار التي تُسهّل انجراف التربة والتباين الحراري كذلك. 5- التأثير السلبي لأهالي المنطقة المتمثل بانحسار الغطاء الخضري، وبفتح محاجر، واستخدام المتفجرات أسفل الجبل مما يؤدي إلى اتساع الكسور والشقوق واختلال توازن الكتل الصخرية التي تعلوها، ثم خلص التقرير أنه من الواضح أن هذه الكتل في وضع خطير وقابلة للانهيار في أية لحظة، ويزيد من احتمال انهيارها تساقط الأمطار أو حدوث اهتزازات أرضية «لا سمح الله» وتزداد خطورة الوضع الحالي على الرعاة والأطفال والسيارات خاصة خاصة وجود طريق موصل لقرى أخرى يمر أسفل الجبل. ونلخص هذه الأضرار بالآتي: 1- تدمير المدرجات الزراعية على جانب المنحدر. 2- طمر الأراضي الزراعية على جانب المنحدر. 3- من المحتمل أن تصل الكتل الصخرية إلى المنازل القريبة من المنحدر مما قد يسبب انهيارها أو طمرها أو حدوث وفيات. كما أن شعور المواطنين بعدم الأمان في منازلهم أو عند تأديتهم أعمالهم أو في الحقول القريبة من موضع الانهيارات يشكل أيضاً دافعاً كبيراً لقيام الدولة بتنفيذ الحلول والتوصيات التالية: 1- بناء جدران ساندة بطول «150» متر وارتفاع «3» أمتار على الجانب الداخلي للطريق أسفل الجبل المقابل للقرية لإعاقة وصول الكتل الصخرية للمنازل والأراضي القريبة. 2- بناء جدران ساندة للكتلة العلوية من الجهة الغربية لحماية المساكن والمدرجات في تلك الجهة. 3- منع عمليات استغلال المحاجر والتفجيرات في الجبل. 4- تنبيه المواطنين لتوخي الحذر وتجنب الصعود إلى المناطق المنهارة. 5- تنمية الغطاء النباتي الطبيعي في المنطقة ليزيد من عملية تماسك التربة. هذا وعلى الرغم من أن تقرير اللجنة صدر بعد أيام قليلة من زيارتها للموقع إلاًّ أنه وبحسب مصادر «أخبار اليوم» لم تحرك الجهات المعنية ساكناً وكأن حياة المواطنين لا تعنيهم.