صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الانهيارات الأرضية في بعض مناطق محافظة تعز
نشر في الجمهورية يوم 15 - 12 - 2006

الدكتور / عبد الوهاب صالح العوج - نائب مدير مركز الدراسات البيئية وخدمة المجتمع- جامعة تعز - تصوير/عادل العريقي
تأثرت بعض المناطق من محافظة تعز بظاهرة الانهيارات الأرضية وحركة الكتل الصخرية خلال السنوات الأخيرة من هذا العقد. إن هذه الظاهرة تحدث لأسباب عديدة منها ماهو طبيعي أو مرتبط بأحداث وأسباب جيولوجية أو بيئية والآخر ناتج عن استحداثات قام بها الإنسان أدت أو ساعدت على حدوث هذة المخاطر والكوارث. . وهنا سنسلط الضو على بعض الأمثلة مما حدث في مناطق من محافظة تعز ومحاولة شرح الأسباب التي أدت إلى حدوثها، وتقديم توصيات ومعالجات يمكن إتباعها للتقليل أو لتجنب حدوث هذة المخاطر ومعالجة الآثار المتوقعة، كما تتعرض الدراسة إلى خطورة حدوث انهيارات وانزلاق لبعض الكتل الصخرية من على سفوح جبل صبر على مدينة تعز.
أن الإنزلاقات والانهيارات الأرضية وتساقط الكتل الصخرية وما تمثله من مخاطر جيولوجية وبيئية في عدد من مناطق الجمهورية اليمنية قد تزايد بشكل ملحوظ في الا ونه الأخيرة والأمثلة على ذلك كثيرة وأحدثها ما خلفه الانهيار الصخري لكتل من الحجر الرملي التابع لمجموعة الطويلة في قرية الضفير - مديرية بني مطر والذي أوقع عدد من القتلى والجرحى من هذه القرية المنكوبة . وفي يوم الثلاثاء الموافق 21 فبراير 2006م توفى عدد من الأشخاص في حادث تساقط وانزلاق للكتل الصخرية نتيجة استحداث وشق طريق في منطقة عزلة بني سعيد بمديرية الجعفرية - محافظة ريمة ، وكذلك الحال عند شق طريق مشورة - وراف - مديرية جبلة - محافظة أب ، والأمثلة تتكرر وتتعدد وجميعها ترجع إلى عدد من الأسباب بعضها طبيعي نتيجة ضعف في القشرة والركام الصخري وما احدثتة الحركات التكتونية وعلاقتها بخطوط الضعف والخطوط والقسمات البنائية من فوالق وصدوع وتشققات وخلافه والبعض الآخر ناتج أو ساعدت الأعمال الإنشائية و الإنمائية كشق الطرق والتفجيرات وطرق التصريف السيئ للمياه بأنواعها من مياه صرف صحي إلى مياه الأمطار والسيول....الخ ، والتفجيرات بغرض شق الطرق أو اقتلاع الأحجار وأعمال التعدين وعمل المحاجر كلها أدت أو ساعدت في حدوث ظاهرة الانهيارات والانزلاقات للتربة والكتل الصخرية.
حيث تقع مدينة تعز في الجزء الجنوبي الغربي من الجمهورية اليمنية عند خطي طول N 13 35 25 وعرض E 44 01 24 وتقع المدينة على منحدر جبل صبر المتكون من الصخور الجرانيتية والجرانوديورتية (الميوسين) واغلب المدينة مبنية فوق الصخور البركانية التابعة لمجموعة بركانيات اليمن (Yemen Volcanic Group) أو رواسب العصر الرباعي (Quaternary Deposits) وهي عبارة عن رواسب مفككة غير متصلبة متكونة في البيئة الرسوبية لأقدام الجبال (Pediment Sedimentary Environment) والتي تصاحبها رواسب المراوح الجبلية (Alluvial Fan deposits) ورواسب الوديان الموسمية (Alluvial and Intermittent Stream Sediments) وتحتوي على رواسب متعددة الإحجام من الجلاميد والحصى والرمال والرواسب الطينية والغرينية وجميعها تكونت خلال العصر الرباعي من تجوية وتعرية الصخور البركانية للعصر الثلاثي والتي تغلب عليها الصخور البركانية المتوسطة التركيب الي المقذوفات البركانية ( Pyroclastics Rock) من صخور بركانية لمخاريط قديمة وانسيابات بركانية متوسطة الي حامضية التركيب في الأجزاء الغربية والجنوبية الغربية للمدينة والتابعة لمجموعة بركانيات اليمن(Yemen volcanic Group) ، وكذلك تمثل رواسب المرواح الجبلية على منحدرات جبل صبر كنواتج تعرية وتجوية للصخور الحامضية الجوفية التي تكشفت نتيجة اندفاع كتلة جبل صبر الجرانيتية والمصاحب لانفتاح البحر الأحمر وخليج عدن خلال العصر الثلاثي (الخرباش والأنبعاوي 1996) 1998 (Beydoun et al.,)وفي الأيام الأخيرة حدث الأنهياروت وتساقط لكتل صخرية كبيرة في قرية الخلل بمديرية الصلو أدت الي حدوث بعض الأضرار المادية والخطر لا يزال قائماً ولقد قامت قيادة المحافظة ممثلة بالأخ المحافظ القاضي / أحمد عبد الله الحجري والأمين العام للمجالس المحلية الأستاذ / محمد أحمد الحاج ووكيل المحافظ والوكيل المساعد الأستاذ/ محمد أحمد العنسي بالتفاعل الكبير والاهتمام الشديد وشكلت لجنة علمية وفنية لدراسة المنطقة المنكوبة وتقديم تقرير علمي موضحاً فية المعالجات السريعة والطويلة المدى وهذا الفريق العلمي يراسة الأخ الدكتور / شوقي محمد نصر مدير مركز الدراسات البيئية وخدمة المجتمع بجامعة تعز وعدد من الأخوة من مكتب الإشغال العامة والطرق من الأخوة الصحفيين الأستاذ/ رفيق على أحمد والأستاذ/ عادل العريقي وقد قام هذا الفريق مع الأخوة أعضاء المجلس المحلي بالمديرية بالنزول الميداني ورفع التقارير والتوصيات الضرورية لمواجهة هذه الحوادث الطارئة وتقديم العون لأهالي هذه المناطق المنكوبة.
مما يجدر الإشارة آلية أن ظاهرة الانهيارات الأرضية وتساقط الكتل الصخرية قد اشتدت في محافظة تعز وقد توالت في مناطق عديدة من المحافظة منها:-
- مدينة تعز (وادي القاضي -كلابة- الجبل الابيض....الخ).
- مناطق من مديرية شرعي.
- مناطق من مديرية الموسط( قرية ضرايمة- بني حماد).
- مناطق من مديرية جبل حبشي (وخاصة في المناطق الغربية من جامع أحمد بن علوان رحمة الله).
- مناطق في قدس وغيرها من مناطق محافظة تعز.
- هذة الإحداث المتلاحقة لهذه الضاهرة الطبيعية تستحق مزيدا من الاهتمام وتشكيل فريق علمي متخصص يقوم بدراستها على مستوي المحافظة ويقدم الحلول والمقترحات على أساس علمي ومما يجدر الإشارة إلية بأن مركز الدراسات البيئية وخدمة المجتمع - جامعة تعز مستعد للقيام بهذة المهمة بالتعاون مع الإطراف المعنية عندما يتخذ القرار من قيادة المحافظة ويوفر له أسباب النجاح،حيث إن الدلائل الجيولوجية والبيئية والتركيبية تؤكد وجود علاقة وثيقة بين هذة الظاهرة ومناطق الضعف في القشرة الأرضية وحركة الجزيرة العربية وانفتاح البحر الأحمر وخليج عدن خلال حقبة الحياة الحديثة.
مخاطر الانهيارات الصخرية لجبل صبر على مدينة تع
أن مخاطر الانهيارات الصخرية من جبل صبر على مدينة تعز وسأكنيها من الأخطار الجيولوجية المتوقعة والتي يمكن الاستدلال عليها من خلال الدراسة الجيولوجية الأولية لما تحويه الكتل الصخرية الواقعة على سفوح ومنحدرات جبل صبر المطل والواقع فوق مدينة تعز والمتكونة من كتل ضخمة ومتوسطة الحجم من الصخور الجرانيتية والجرانوديورتية وزاوية استقرارها تكاد تصل إلى الزاوية الحرجة وأي هزة زلزالية مستقبلية سوف تحرك هذه الكتل الصخرية لتنزلق باتجاه مدينة تعز لتحطم وتدمر وتترك آثارا" بيئية مدمرة على الإنسان والممتلكات حيث أن الصور الجوية وصور الأقمار الفضائية توضح ذلك للباحثين والدارسين وبشكل جلي أخطار هذا الوضع القائم ولقد حدثت مثل هذه الظاهرة في مدينة القاهرة الكبرى من خلال تحرك كتل صخرية من جبل المقطم على بعض أحياء المدينة فخلفت دمارا هائلا وعندها بداء الجميع يتحدث عن الظاهرة ولكن بعد حدوثها (السنوي، 1997).
وعليه يجب الأخذ بعدد من الأسباب والعوامل التي تقلل خطر تساقط وانهيار الكتل الصخرية من سفوح جبل صبر على مدينة تعز ومحيط جبل صبر ومنحدراته، وهي بشكل مختصر على النحو الأتي:
1- عمل غطاء نباتي وتشجير سفوح ومنحدرات جبل صبر لزيادة تماسك التربة وتقليل الانهيارات.
2- عمل قنوات لتصريف وتوزيع مياه الأمطار في بعض المناطق الخطرة والمهددة بالانهيار.
3- إنشاء حواجز وسدود خرسانية وحجرية حاجزة ومانعة لتساقط وانهيار التربة والصخور في بعض المواقع.
4- إزالة الكتل الضخمة من الصخور الجرانيتية القابلة للانهيار والسقوط والتي يمكن أن تتحرك بفعل الهزات الزلزالية البسيطة.
5- منع وإيقاف أي عمل تفجيري أو إنشائي كبير يهدد بتساقط وانهيار هذه الكتل الصخرية أو يساعد على حدوث هذه الظاهرة الجيولوجية.
6- ضرورة عمل دراسة علمية متكاملة تشمل دراسة الجبل من النواحي الجيولوجية و الجيولوجية الهندسية والتركيبية والجيومورفولوجية وغيرها، ووضع خطة متكاملة للمعالجات السريعة والطويلة المدى بما يمنع حدوث الانهيار والانزلاق للتربة أو الكتل الصخرية.
ولعل الظواهر الجيولوجية المتعلقة بتساقط وانهيار الكتل الصخرية أو الانزلاقات الأرضية تزداد يوما " بعد يوم في كثير من مناطق الجمهورية اليمنية والأمثلة تتعدد وتكثر ولعل السبب الرئيسي لحدوث هذه الظواهر وجود الفوالق والتصدعات والشقوق التي تأخذ الاتجاهات الرئيسية التالية:
1- الاتجاه الرئيسي الموازي لفوالق نجد التصدعية (شمال غرب- جنوب شرق) وهذا الاتجاه حدث له تجدد خلال انفتاح البحر الأحمر وهو موازي لاتجاهه.
2- الاتجاه الأخر للفوالق الموازية لانفتاح خليج عدن وبحر العرب وتأخذ اتجاه (شمال شرق- جنوب غرب) والتي تتقاطع في كثير من الأحيان مع الاتجاهات السابقة الذكر وتولد مناطق ضعف شديدة تكون مهيئة لحدوث ظاهرة الانزلاق والانهيار الصخري.
3- الاتجاه الثالث للفوالق والشقوق وهو باتجاه (شمال-جنوب) وهو الأقل تأثيرا على الصخور.
4- وهناك اتجاه رابع (شرق-غرب).
ومما يساعد في انتشار هذه الظاهرة الجيولوجية ازدياد معدل سقوط الأمطار وخاصة في فصل الصيف مما يؤدي إلى انهيار وانزلاق التربة أو تحرك للكتل الصخرية وانهيارها كما حدث مؤخرا في بعض المناطق من محافظات ريمه وأب وعمران وتعز.
الانهيارات الأرضية وانجراف بعض المدرجات في مناطق من محافظة تعز:
أن الانهيارات الصخرية والانزلاقات الطينية والترابية لبعض المناطق الجبلية و المدرجات الزراعية في مناطق جبل حبشي وقدس الواقعة جنوب غرب مدينة تعز ومنطقة الدعيسة على طريق شرعب شمال غرب مدينة تعز من محافظة تعز وبعض الانهيارات والتشققات للمباني والمنازل في مدينة تعز وخاصة في وادي القاضي وجبل الأبيض ومنطقة كلابة كلها تدل على حدوث تموضع ومحاولة استقرار وإعادة استقرار للقشرة الأرضية والركام الصخري في هذه المناطق، ويمكن ملاحظة أن المناطق المذكورة سابقا تحتوي على ترب طينية وغرينية ورواسب صخرية غير متماسكة وغير متجانسة في مكوناتها الكلية وهي نواتج تعرية وتجوية للصخور البركانية التابعة لمجموعة بركانيات اليمن المتكونة خلال العصر الثلاثي والمصاحبة لانفتاح البحر الأحمر وخليج عدن، ولقد ساعدت الأمطار المتساقطة على هذه المناطق في زيادة عدم استقرار هذه الرواسب والتربة الزراعية الواقعة فوق منحدرات هذه الجبال وعلى هيئة مدرجات زراعية وكذلك حجب مياه الأمطار عن التصريف من هذه المدرجات كمحاولة من المزارعين للاستفادة من مياه هذه الأمطار في زراعة المحاصيل وندرة الأشجار المعمرة المزروعة في هذه المناطق والتي تعمل على تثبيت التربة وكذلك إزالة الغطاء النباتي من خلال الرعي الجائر واستخدام طريقة التحطيب للاستفادة من هذه الأشجار في الوقود (إزالة أشجار الطلح كمثال)، وقص الحشائش للاستفادة منه كعلف وغذاء للحيوانات كل هذه العوامل ساعدت التربة والرواسب المفككة التي تحتوي على خليط غير متجانس من أحجام متعددة كالجلاميد والحصى والزلط والرمال والغرين والأطيان وجميعها واقعة فوق منحدرات زاوية استقرارها حرجة وقابلة للانهيار والانزلاق(عبد الرحمن، 2002) (Abd El-Azeam et al., 2003, Khawlie,1985)
أن الصخور التي تسفل هذه التربة أو المدرجات الزراعية عبارة عن صخور بركانية متعددة من الفتات البركاني كنواتج للمقذوفات البركانية (Pyroclastics Rocks) وصخورالتف والاجنمبيريت (Tuff & Ignimbrite) تتخللها عدد من القواطع والسدود البركانية من صخور البازلت والدولوريت (Sills, Dykes of Basalt and Dolorite Rocks) إن الكتل الصخرية المتحركة والترب المنزلقة والجلاميد المنهارة في هذه المناطق الغير مستقرة نتيجة عدم التجانس في المكونات الصخرية وسقوط الأمطار يعمل على تركيز الترب الطينية التي يكثر بها أنواع الأطيان من معدن المونتموريلينيت (Montmorillinite) ومعدن السماكتيت(Smactite) وهذه الترب والمعادن الطينية تتركز في مناطق الضعف والتكسر والتشقق بفعل الأمطار ودورها في غسيل الركام البركاني والفتات والصخور البركانية لتتجمع هذه الأطيان وتعمل كمادة مساعدة للانزلاق (Lubricate Soil) كتربة وأطيان شحمية تسهل حدوث الانزلاقات والانهيارات وتصبح الحركة على طول الصدوع والفوالق الموجودة في هذه المناطق الغير مستقرة من محافظة تعز والتي تكثر بالاتجاهات التالية :
1 فوالق باتجاهات شمال شمال غرب - جنوب جنوب شرق(NNW-SSE) 2 فوالق باتجاهات شمال شرق - جنوب غرب (SW-NE)
3 فوالق باتجاهات شمال- جنوب (S-N)
4 فوالق باتجاهات شرق- غرب (W-E)
وتتحرك هذه الفوالق في هذه المناطق المنكوبة بإزاحة رئيسية تصل إلى حوالي خمسة عشر متراً (15م) وتتناقص باطراد حتى تصل إلى عدة سنتمترات على الجوانب، والإزاحة الأفقية تصل إلى عدة أمتار، والمناطق المتأثرة سواء كانت في جبل حبشي أو منطقة قدس لا تزيد عن (200م) طولاً وأقصى عرض حوالي (70م) (عبد الرحمن 2002)
حيث تتضمن الانهيارات في منطقة جبل حبشي بسيادة الفوالق (NNE- SSW) شمال شمال شرق-جنوب جنوب غرب واتجاة(E-W) شرق غرب بينما في منطقة قدس نلاحظ أن أتجاة الفوالق السائد والموثر في حدوث الأنهيارهو (NW-SE) شمال غرب -جنوب شرق ويلاحظ ان الكتل والركام المنهار والمنزلق يتساقط بأتجاة الجنوب الغربي(SW) وهذا الإتجاة هو نفس أتجاة حركة مياه الأمطار المتساقطة على هذه المناطق الجبلية وبإتجاة مناطق الوديان المنخفضة ومما يلاحظ أن الأستحداثات التي يقوم بها المواطنون في هذة المناطق للاستفادة من مياه الأمطار المتساقطة بالحجز واستغلالها في الزراعة ساعدت على تشبع الكتل والركام المنهارة بالمياه وأدت إلى تركيز وغسل المعادن الطينية وتركيزها في مناطق الفوالق والشقوق مما أسهم في تشحيم وانزلاق هذه الكتل المنهارة.
المناقشة والاستنتاجات :-
تتلخص العوامل الرئيسة المسببة لحدوث هذه الظاهرة فيما يأتي:-
1- ارتفاع معدل الأمطار في هذه المناطق وزيادة التشبع بالمياه في الركام الصخري والتربة .
2- غياب وقلة الغطاء النباتي وارتفاع معدل التحطيب والرعي الجائر.
3- سؤ التصريف أو تغيير انظمة التصريف الطبيعية لمياه الأمطار أو انعدام التصريف للمياه المتجمعة واستخدام طرق زراعية تمنع التصريف لهذه المياه.
4- نوع التربة والركام الصخري ووجود تركيز للترب الطينية التي تعمل كمادة انزلاقية مساعدة للحركة (Lubricating Soil and lubricating)
5 الوضع الطبوغرافي وعدم استقرار بعض المنحدرات واستخدام هذه المناطق في البناء أو الزراعة كمدرجات زراعية.
6- الأستحداثات العمرانية التنموية كشق الطرق وبناء المنازل وغيرها من الإنشآت المستحدثة وما يصاحب ذلك من استخدام المتفجرات واستخدام المعدات الثقيلة دون وجود دراسة جيولوجية متكاملة لهذة المناطق والمواقع ووضع التوصيات المناسبة.
7- التاريخ التكتوني والجيولوجي ومناطق التراكيب البنائية واتجاهات الخطوط البنائية ومناطق الضعف المرتبطة بها.
8- التغيرات المناخية وتناوب فترات متتابعة من التشبع بالمياه ثم فترة جفاف فتتولد فترات متتابعة من الجفاف والتشبع بالمياه مما يؤدي الي حدوث الانكماش والانتفاخ للرواسب والركام الصخري مما يحدث الانهيار والانزلاق لهذا لركام غير المتجانس.
ونلاحظ أن هذه الانهيارات وحركة الكتل الصخرية المتساقطة أو انزلاق الركام الصخري وانزلاق التربة تتواجد بشكل واضح فيما يأتي:-
1- حدود الوحدات الصخرية المختلفة (Stratigraphic Contact )
2 الوحدات الصخرية المتفلقة (المتصدعة) أو المتكسرة
(fracturing units and Faulted Rock)
3 مناطق الضعف البنائي(Structural weak places)
4 مناطق المنحدرات والمرتفعات والشواهق العالية
(Steep Slopes and Cliffs)
5 مناطق الركام الصخري الغير متجانس أو الرواسب الغير المتصلبة
(Inhomogeneous debrise and unconsolidated deposits)
6 وجود عوامل مؤثرة في تركيب الصخور أو مدى ثباتها ومن أمثلة ذلك التشبع بالمياه ،شق الطرق واستخدام المتفجرات وغيرها من العوامل المؤثرة على استقرارية الصخور او الركام الصخري والرسوبي المنهار.
7- ومما سبق يمكن القول أن حركة الكتل أو الإنزلاقات تصنف الي الأنواع الرئيسية التالية:-
1- حركة الكتل الصخرية Mass movements
2 الإنزلاقات والانهيارات الأرضيةLand Slides
3 تساقط الصخور والكتل Rock& debris falls
4 الانزلاق والانهيار
Earth materil flows (Mud flow,debrise flow etc)
للمواد الأرضية (الانزلاق الطيني والركام.....الخ).
وهناك أنواع من الإنزلاقات والانهيارات الصخرية المرتبطة بالانهيار الجليدي (Avalanches) وهو بالطبع غير موجود في بلادنا.
وتتمثل نوعية الحركة لهذة الظاهرة الجيولوجية بالاتي:-
1- انتقال وحركة(Translation &movement)
2 سقوط وانهيار(Fall&Toppling)
3 انزلاق(Flow)
4 دوران وزحف(Rotation)
5 انفصال وتدي(Wedge Sparation)
التوصيات:
1 عدم تنفيذ المشاريع الإنمائية والتطويرية كشق الطرق وبناء السدود والاستحداث العمراني قبل إجراء الدراسات الجيولوجية و الجيولوجية الهندسية والبنائية لتفادي وقوع هذه المشاريع في مناطق الضعف والمخاطر الجيولوجية كا مناطق الانهيارات والانزلاقات الصخرية .
2 معالجة ووضع الحلول السريعة والطويلة المدى للمناطق السكنية الواقعة في مناطق الأخطار الجيولوجية(Geological Hazard)
3ضرورة التوعية العلمية بمخاطر البناء في المناطق المهددة بالانهيارات والانزلاقات الأرضية كسفوح جبل صبر مثلاً قبل إجراء المعالجات اللازمة.
4 عمل دراسة علمية متكاملة لمناطق الضعف والإخطار الجيولوجية في الجمهورية اليمنية من قبل الجهات المعنية كهيئة المساحة الجيولوجية وغيرها.
5 استمرار إقامة الندوات والمؤتمرات العلمية التي تخدم قضايا التنمية والحفاظ على البيئة ودراسة المخاطر والكوارث الطبيعية.
6 ضرورة التعامل مع الظروف الطبيعية كأنظمة التصريف الطبيعية للمياه وزيادة الغطاء النباتي ومنع الرعي والتحطيب الجائر بما لا يخل بالتوازن الطبيعي للبيئة ويودي الى حدوث الكوارث.
المراجع:-
1- الخرباش، صلاح عبد الواسع والأنبعاوي ، محمد إبراهيم (1996): جيولوجية اليمن الطبعة الأولى، دار عبادي للنشر والتوزيع ،206صفحة.
2- السنوي، سهل عبد الله (1997): الجيوتكنيك - التطبيقات الهندسية لعلم الأرض. مركز عبادي للنشر والتوزيع 174صفحة.
3- عبد الرحمن، سيد عبد العظيم (2002): الانهيارات الأرضية في بعض المدرجات الزراعية في محافظة تعز .النشرة الجيولوجية اليمنية ،العدد(23)صفحة24-25.
ِ1-Abd El- azeam,S; Ghlib,A.S. and AL-Shammary,T. (2003):The geological study of the landslides in Gabal Habashi and Qadas areas, Taiz,Republic of Yemen.Geelogical Bulletin of Yemen, no.24,p.11-18.
2-Beydoun, Z.R. ; As- Saruri, M.A.L; El- Nakhal,H.; Al- Ganad, I.N.;Baraba, R.S.; Nani,A.O. and Al- Aawah,M.H.: (1998) Stratigraphy of the Republic of Yemen: Intentional Lexicon of Stratigraphy; Vol. III, IUGS Publ. No. 34; 245p.
3-Khawlie,M.R:(1985) Mass movements:Anational plan for their assessment in Lebanon., Proceding of second Geological Congress on the Middle East (GeochmeII), Baghadad, Iraq, 1983, Publ. by the Arab Geologist Assoc., (eds: Al- Hashimi,W.S. and Al- Sadooni, F.N.);P.144-147.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.