شكى عدد من مواطني منطقة«راتخ» بمديرية بني حشيش بمحافظة صنعاء من خسائر التشققات والانزلاقات التي أصابت منازلهم وإنهيار عدد من مدرجات الأراضي الزراعية التابعه لهم. وأدت تلك التشققات الى نزوح عدد من الأسر بعد تعرض منازلها للتشققات وتزايد حجم ومساحة الانزلاقات في المدرجات الزراعية في المنطقة بصورة متعاقبة. وقال المواطن محمد صالح حرمل ل «الجمهورية»: إن تلك الانزلاقات بدأت في المنطقة بشكل بسيط قبل أشهر وتوسعت في الفترة الأخيرة ونتج عنها تشقق في المنازل، مما أدى الى نزوح أبناء المنطقة الى المناطق المجاورة. وطالب الحقوقي محمد غالب النمر قيادة المحافظة والجهات المعنية الأخذ بعين الاعتبار خسائر المواطنين والأضرار القادمة وإيجاد الحلول العملية لمعالجة أسباب هذه الانهيارات وتجنب توسعها ووصولها الى المناطق المجاورة. وكان قد أشار المسؤول العلمي لمشروع خارطة الانهيارات الأرضية بهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية المهندس صالح احمد مجوحان الى ان الدراسة الأولية للمنطقة وأسباب هذه الظاهرة بينت ان السبب الرئيسي للمشكلة وتفسيره بأنه من الانزلاقات الدورانية.. موضحاً ان من أسبابها نوعية صخور بركانيات اليمن الثلاثية والتي تظهر هذه الصخور بشكل عام على هيئة طباقية. وقال: «إن الخارطة الجيولوجية وكذلك العمل الحقلي يظهر صخارية المنحدر المدروس من تعاقب الصخور البازلتية والتافو الريولايت ويتخلل هذا التتابع طبقات من الاطيان الانتفاخية (الكاؤلين) وقد ادت عوامل التعرية على هذه المكونات الصخرية والأتربة الى تشكل منحدر ركامي ضعيف التماسك في المنطقة والذي حدث فيه الانزلاق الدوراني». وأستطرد قائلا: «إن من ضمن الأسباب هو الوضع التركيبي للمنطقة، حيث إن المنطقة تقع ضمن منخفض صنعاء الانهدامي الذي لوحظ فيه صدوع اعتيادية في المنطقة، وقد تم رصد الحزوز على أسطح الحركات في منحدر منطقة الدراسة.. بالإضافة الى أسباب اخرى تتمثل في الوضع الهيدرولوجي».. لافتاً الى ان المياه تعد من العوامل الرئيسة المساهمة في حدوث الانزلاقات الدورانية التي ساهمت في وجودها عدة عوامل منها الري المفرط للحقول الزراعية وفي مقدمة ذلك ري مزارع القات، ووجود مجرى مائي لمياه الأمطار التي تتحرك من المنحدر ويأخذ المجرى اتجاه الشمال، وكذا وجود سد خلف المنحدر من الجنوب. وأردف المهندس مجوحان قائلا: «كما أن من الأسباب التي لا يمكن تجاهلها في مثل الحالات هو العامل البشري ويتمثل في التدخل البشري، حيث إن الاستصلاحات العشوائية وغير المدروسة ساهمت في زيادة الانهيار». وبحسب تقرير فريق هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية ومشروع خارطة مخاطر الانهيارات الأرضية فان منطقة الانزلاق تعد منطقة مدرجات زراعية مستحدثه ويقدر عرض خط الانزلاق الرئيس حوالي 120 متراً في الاعلى وحوالي 60 متراً أسفل المنحدروينقطع خط الانزلاق في الجانب الشرقي بسبب وجود صخور بازلتية عالية التماسك. إلى ذلك توقع فريق هيئة المساحة الجيولوجية المتواجد حاليا في وادي روسح بمديرية بني حشيش، استمرار التشققات والتصدعات الارضية في المنطقة خلال الفترة القادمة. الفريق الجيولوجي الذي يزور المنطقة حذر من اتساع مساحة الخطورة في المنطقة مما يتطلب اخلاء العديد من المساكن الواقعة في دائرة الخطر والتي تعتبر عرضة للانهيار.. كما حذر من خطورة الصخور الواقعة في أعلى المنحدر والتي من المتوقع سقوطها في أي لحظة على المنازل والمزارع.