تشهد منطقة راتخ بمديرية بني حشيش نزوح جماعي لعشرات الاسر بسبب الانزلاقات في المدرجات الزراعية وتشقق منازل السكان. وبدأت الانزلاقات في المنطقة الواقعة شمال شرق العاصمة صنعاء قبل نحو خمسة اشهر نتج عنها تشقق المنازل وإنهيار المدرجات الزراعية.
ونقلت وكالة الانباء اليمنية سبأ عن مدير عام مديرية بني حشيش محمد يحيى القاضي قوله "إن تلك الانزلاقات بدأت في المنطقة بشكل بسيط قبل أشهر ولكنها توسعت في الفترة الأخيرة ، مما أدى الى نزوح أبناء المنطقة الى المناطق المجاورة.
وقال القاضي إن خسائر المواطنين من هذه التشققات والانزلاقات اقتصرت على خسائر مادية تمثلت في تشقق منازلهم وإنهيار عدد من مدرجات الأراضي الزراعية.
وعكفت لجنة من هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية ومشروع خارطة مخاطر الانهيارات الأرضية على دراسة وضع المنطقة ومعرفة اسباب هذه الظاهرة.
وطالبت الهيئة قيادة المحافظة والجهات المعنية الاخذ بما جاء في التقرير المقدم بعين الاعتبار وإيجاد الحلول العملية والعلمية لمعالجة أسباب هذه الانهيارات والحد من اضرارها وتجنب توسعها ووصولها الى المناطق المجاورة.
وقال المسؤول العلمي لمشروع خارطة الانهيارات الارضية بهيئة لمساحة الجيولوجية والثروات المعدنية المهندس صالح احمد مجوحان ان الدراسة الاولية للمنطقة بينت ان السبب الرئيسي للأنزلاقات التي وصفها بالدورانية وجود صخور بركانية على هيئة طباقية.
وأضاف " الخارطة الجيولوجية وكذلك العمل الحقلي يظهر صخارية المنحدر المدروس من تعاقب الصخور البازلتية والتافو الريولايت ويتخلل هذا التتابع طبقات من الاطيان الانتفاخية (الكاؤلين) وقد ادت عوامل التجوية على هذه المكونات الصخرية والترب الى تشكل منحدر ركامي ضعيف التماسك في المنطقة والذي حدث فيه الانزلاق الدوراني".
وأستطرد قائلا:" إن من ضمن الأسباب هو الوضع التركيبي للمنطقة حيث ان المنطقة تقع ضمن منخفض صنعاء الانهدامي الذي لوحظ فيه صدوع اعتيادية في المنطقة وقد تم رصد الحزوز على اسطح الحركات في منحدر منطقة الدراسة .. بالإضافة الى اسباب اخرى تتمثل في الوضع الهيدرولوجي ".. لافتا الى ان المياه تعد من العوامل الرئيسة المساهمة في حدوث الانزلاقات الدورانية التي ساهمت في وجودها عدة عوامل منها الري المفرط للحقول الزراعية وفي مقدمة ذلك ري مزارع القات، ووجود مجرى مائي لمياه الامطار التي تتحرك من المنحدر ويأخذ المجرى اتجاه الشمال ، وكذا وجود سد خلف المنحدر من الجنوب.
وأردف المهندس مجوحان قائلا:" كما أن من الاسباب التي لا يمكن تجاهلها في مثل الحالات هو العامل البشري ويتمثل في التدخل البشري حيث ان الاستصلاحات العشوائية وغير المدروسة ساهمت في زيادة الانهيار".
وبحسب تقرير فريق هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية ومشروع خارطة مخاطر الانهيارات الأرضية فان منطقة الانزلاق تعد منطقة مدرجات زراعية مستحدثه ويقدر عرض خط الانزلاق الرئيس حوالي 120 متر في الاعلى وحوالي 60 متر اسفل المنحدروينقطع خط الانزلاق في الجانب الشرقي بسبب وجود صخور بازلتية عالية التماسك .