ذكرت مصادر مطلعة في مديرية عبس بحجة «سهل تهامة» ان منطقة «الجر» التي يوجد بها أكبر مزارع المانجو في اليمن ومن ضمنها مزرعة الرئيس الصالح التي اوقفها للايتام ومزارع عديدة لكبار المسؤولين والتجار بالدولة وبحسب المصادر ان غالبية اشجار المانجو التي بها لم تعد منتجة وفقدت قيمتها بسبب تزايد نسب الملوحة في التربة نتيجة استنزاف المياه الجوفية العذبة وهو ما اضطر إلى استبدال اشجار المانجو باشجار النخيل وزراعة محاصيل أخرى مما سبب خسائر مادية تقدر بمليارات الريالات نتيجة غياب الرؤية الزراعية والمستقبلية والاتجاه إلى السياحة الزراعية بدل الاستثمار الزراعي وهو ما قضى على آلاف الهيكتارات الزراعية التي زرع فيها المانجو. وكانت «أخبار اليوم» قد اتصلت بالاخ د.عبده بكري - استاذ المحاصيل الزراعية بكلية الزراعة جامعة صنعاء بأن المياه الجوفية العذبة «فريش وتر» وحلت مكانها المياه المالحة التي تؤثر على المانجو لأن شجرة المانحو لا تتحمل الملوحة ويسمونها دلوعة الفاكهة لا يتحمل التركيز الكلي للأملاح غير الإسي يساوي واحد فقط فاذا زاد عن نسبة واحد أو واحد ونصف فنبات المانحو تتأثر بتأثر النمو الخضري والانتاج وامتصاص المياه ويتأثر عملية التمثيل الضوئي تقل نتيجة عدم اخذ الاحتياجات المائية فتتأثر عملية تكوين المادة الجافة في الثمار فتتأثر الثمار فتصبح صغيرة ومجعدة ما يجعلها عديمة الفائدة، وكان يفترض ان يتنبه لعملية الملوحة تلك قبل زراعة المانحو بالجر وخاصة ان المنطقة قريبة من البحر وبها مياه مالحة والتربة تتأثر بالترب المنقولة التي تأتي من البحر شتاء والترب المنقولة مالحة ومع وجود الماء المالح يزيد الطين بله وعن امكانية المعالجات والحلول لاستصلاح الارض اضاف د. بكري ان الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية العذبة يجب ان يتوقف لأن الملوحة تزيد يوماً بعد يوم ويجب تغذية الآبار الجوفية بمياه الامطار الموسمية ومياه السيول وكذلك اختيار المحاصيل المناسبة للتربة مثل النخيل والاعلاف التي تتحمل الملوحة وحتى البصل مع الأخذ في الاعتبار بإراحة الارض فترة محدودة وجعلها مراعي لكي تخف الملوحة وقال د. بكري الموضوع يحتاج إلى دراسة متكاملة وانا اجيب على سؤالك تلفونياً ولا يعني ذلك «رأيي العلمي والاكاديمي كاملاً». على صعيد آخر ذكرت مصادر بمنفذ حرض الحدودي ان محصول المانجو الذي كان يصدر بكميات كبيرة في السنوات الماضية للأسواق السعودية قد تراجع بنسبة «80%» عما كان عليه منتصف ونهاية التسعينيات بسبب تراجع جودة المحصول من ناحية ونتيجة لزراعته الواسعة في مزارع جنوب السعودية يستثمرها مزارعون سعوديون ومعظم عمالها من العمالة اليمنية الرخيصة التي تدربت على زراعة المانجو في مزارع تهامة ومنها مناطق الجر والكدن التي بها مزارع كبار المسؤولين بالدولة. وكانت دراسة ميدانية للباحثين حسين الواشعي وناصر المحي الباحثان في المحطة الاقليمية للبحوث الزراعية بتهامة «الكدن، سردد» حيث اجريت الدراسة ما بين عامي 2005/2004م قسمت تهامة لثلاث مناطق جنوبية ووسطى وشمالية اضافة للجر وحرض بحجة، وحذرت الدراسة من تزايد معدلات الهبوط تشير إلى خطورة الوضع المائي بتهامة وان هناك استنزاف جائر يتطلب سرعة التدخل وخاصة ان الدراسة اظهرت ان اغلب المياه في تهامة مياه متوسطة ومرتفعة الملوحة حسب تصنيف منظمة الفاو والتصنيف الأميركي، واشارت الدراسة إلى ان عشوائية حفر الآبار وعدم وجود قوانين ولوائح منظمة سيؤدي إلى وضع كارثي للمياه والأراضي الزراعية بتهامة خلال السنين القليلة القادمة.