تنوه وتعتذر الصحيفة للقراء الكرام والبروفسور/ سيف العسلي وزير المالية السابق عن الخطأ الفني الذي حدث في الصحيفة بعددها الصادر يوم أمس حيث تم إسقاط بقية الخبر الذي تناول تأثير الفساد على الاقتصاد اليمني، ونظراً للخطأ الذي حصل يوم أمس دون قصد تعيد الصحيفة الخبر كاملاً وفيما يلي نصه: في الوقت الذي حذر فيه اقتصاديون يمنيون من تأثير أعمال القرصنة الصومالية على الاقتصاد الوطني قلل البروفسور/ سيف العسلي - أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء - من تأثيرها على الاقتصاد اليمني مؤكداً أن الشيء الوحيد الذي يهدد اقتصادنا هو الفساد وقرصنته التي حطمت الحياة دون أن يوجد من يتصدى لها. واستبعد البروفسور في تصريح خاص ل"أخبار اليوم" وجود أي مقارنة بين تأثير أعمال القرصنة البحرية على الاقتصاد اليمني وبين تأثير الفساد وقال: القرصنة لا تستهدف السفن اليمنية، وإنما تستهدف السفن العالمية وبالتالي فمحاربتها يقع على عاتق الدول الكبرى التي لها تواجد بحري في المنطقة، ولها تجارة وسياحة. وأضاف العسلي: إن الفساد العدو الأكبر الذي يهدد حياتنا يومياً، والذي نتعرض لأذاه بين اللحظة والأخرى حتى أصبحت روائحه تزكم الأنوف، مؤكداًَ أن نتائجه باتت كارثية، إذ لا يتوقع لأي دولة أن تتقدم وتتطور وتعمل على تحسين مستوى معيشة أبنائها في ظل وجود الفساد، وأكد البروفسور العسلي أن أثار الفساد تنعكس على الجميع ومقاومته أيضاً تقع على عاتق الجميع؛ لأنه يستهدف وطناً ولا يستهدف فرداً بعينه مشيراً إلى وجود بعض الشخصيات التي تستفيد من هذا الفساد من خلال المنافع الآنية. . وعودة إلى الاقتصاد اليمني والذي أشار الاقتصاديون إلى تأثير عمل القرصنة البحرية المتكررة والتي يقوم بها قراصنة صوماليون على اقتصاد اليمن - أكد أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء أن اقتصاد لديه مقومات طبيعية كبيرة للنهوض، فلديه قوى عاملة شابة وموارد طبيعية سياحية وموقع ممتاز وموارد أخرى كالغاز والأحجار وغيرها والتي يمكن استغلالها من خلال توفير المناخ الصحي الذي يمكن للأفراد استغلال قدراتهم بحيث يعرف كل فرد ما عليه من واجبات وما له من حقوق ويدرك أن الطريق الوحيد لتحسين وضعه هو العمل الجاد وليس العيش متطفلاً على الآخرين، لكن في ظل استمرار الفساد يستحيل ذلك. وشدد العسلي على شباب الوطن تطوير أنفسهم وحذرهم من البحث عن الوساطة أو البحث عن وظيفة في الدولة والاتكال عليها، وإنما عليهم تعليم أنفسهم والاستعداد للعمل بجد. وحمل العسلي الدولة مسؤولية حماية المبدعين وإيجاد قانون لذلك، واعتماد الحوافر، فإذا اشتغلت بجد وحصلت على شيء فمسؤولية الدولة حمايتك حتى لا يستطيع أحد مصادرة جهدك تحت أي مبرر أو أي سبب كان. ورداً على سؤال الصحيفة عن وسائل حماية وإنقاذ الاقتصاد من الفساد قال البروفسور: إن ذلك يحتاج إلى إرادة وشجاعة ومخاطرة، مشدداً على الدولة ألاَّّ تقف عقبة أمام المبدع بل تساعده وألا تسمح للمستهتر أو المتطفل بأخذ حقوق الآخرين، وعليه أن يواجه نتائج عمله. . واختتم حديثه بالقول: إن اليمن كأي دولة متطورة لدى أفرادها مواهب وقدرات يستطيعون تحسين مستواهم لكن متى ما انعدم الفساد وإلا فالفرد يجتهد ويتفوق لكنه في الآخير لا يحصل على الوظيفة فيتساءل لماذا يتعب؟