رصد فريق من منظمة أطباء بلا حدود على الساحل الجنوبي لليمن "39" جثة من اللاجئين الصوماليين لقوا حتفهم ما بين "31" أكتوبر 1 نوفمبر كانوا قادمين من مدينة يوساسوا الصومالية فارين من الحرب والفقر المدقع، وقطع هؤلاء رحلتهم خلال يومين على قوارب مهربين في ظل ظروف قاسية للغاية في خليج عدن. وقد وصف الحادث للفريق أحد الناجين قائلاً: "بينما كنا نقترب من الشاطئ عند الساعة ال "8" مساءً لاحظ المهربون أضواء الشاطئ فأنتابهم الرعب خشية أن تكون قد رصدتهم قوات خفر السواحل، الأمر الذي جعلهم يجبروننا على النزول من القوارب إلى البحر والمياه كانت عميقة ومعظم الناس لا يعرفون السباحة مما أدى إلى غرقهم. وأضاف: إن امرأة حامل في شهرها الثامن كانت من ضمن الذين أجبروا على القفز إلى البحر أصيبت بجروح وأربعة كسور في ساقها وكانت في حالة حرجة عندما عثر عليها فريق أطباء بلا حدود، وفي مكان آخر وفي حادث مشابه وقع بعد ساعات قليلة اكتشف الفريق مجموعة من الصوماليين والأثيوبيين ملقون على الشاطئ وهم يحاولون التعافي والنهوض بعد انقلاب قاربهم، قالوا أنهم قاموا على الفور بدفن "23" من موتاهم إلا أنه كان هناك ناجين عندما وصل فريق منظمة أطباء بلا حدود بعد انقلاب القارب. وقد وصف المشهد أحدهم والذي يعمل مع موظفي أطباء بلا حدود المحليين قال: إن القارب كان مقلوباً رأساً على عقب على الرمال بالقرب من الشاطئ وفي تلك الأثناء كان بعض الصيادين يحاولون العثور على ناجين تحت القارب إلا أنهم لم يستطيعوا إكمال المهمة لذا اضطررت إلى الولوج تحت القارب فتمكنت بعون الله من الحصول على امرأتين ورجل لا زالوا أحياء ولكن لسوء الحظ كان هناك "2" قد لقوا حتفهم بالفعل، ولقد تم نقل اللاجئين إلى مركز استقبال أحور وذلك بعد إعطاء الإسعافات الأولية والأغذية ومواد الإغاثة على الشاطئ ثم نقل اللاجئين إلى مركز أحور حيث توفر المنظمة المساعدة الطبية والمشورة للوافدين الجدد. الجدير بالذكر إن مثل هذه القصص شائعة على الساحل الجنوبي من اليمن، حيث أن "32" ألف شخص قد حاولوا الرحلة أو الهجرة من القرن الأفريقي منذ بداية 2008م هذا تبعاً لتقارير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إضافة إلى أنها قالت: إن المهاجرين الصوماليين يفرون من الحرب والفقر المدقع فهم لا يملكون خياراً سوى أن يعرضوا أنفسهم للخطر خلال الرحلات البحرية التي يقومون بها. مع العلم بأن ظروف الرحلة قاسية للغاية، وأن عدد القتلى مهيأ للارتفاع فلقد تم العثور على "114" جثة في منطقة أبين منذ بداية أيلول سبتمبر 2008م، مع العلم أن هذا الرقم لا يتضمن أولئك الذين وجدهم الصيادون فدفنوهم. وقال فرانيس كوتير - رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في اليمن لقد نالت قضية القرصنة الكثير من الاهتمام العالي مؤخراً لمعالجتها ولكن دراما وقضايا اللاجئين ولسوء الحظ لم تنل إلا القليل من الاهتمام وأن هناك الكثير من القضايا المتعلقة بهم ينبغي معالجتها. هذا وقد بدأت منظمة أطباء بلا حدود مشروعها في الشاطئ الجنوبي لليمن في أيلول سبتمبر 2007م. المساعدات الطبية والإنسانية للاجئين والمهاجرين قدمت المساعدات الطبية والإنسانية للاجئين والمهاجرين القادمين من الشواطئ في محافظات أبين وشبوة. واستطاعت منظمة أطباء بلا حدود تقديم العون خلال عام 2008م والمساعدات لأكثر من "7" آلاف شخص. وفي يناير 2008م أصدرت المنظمة تقريرها الذي ضمنت فيه ظروف الرحلة المحفوفة بالمخاطر إلى اليمن داعية إلى مزيد من المساعدات لآلاف اللاجئين وطالبي اللجوء والفارين من بلدانهم إلى اليمن.