أكدت المفوضية العليا لشئون اللاجئين العثور على اثنتي عشرة جثة قرابة الشواطئ اليمنية، وبأن ثمانية وعشرين شخصا مازالوا في عداد المفقودين، بعد قيام المهربين بإلقاء أربعين شخصا من بين مائة وخمسة عشر شخصا كانوا على متن مركب في رحلة(هي الثالثة من هذا النوع في اقل من اسبوع) ما بين الصومال واليمن. وقالت المفوضية في بيان مساء الثلاثاء الأربعاء ان باقي الركاب وعددهم خمسة وسبعون، وصلوا إلى مركز استقبال تابع للمفوضية، حيث يتلقون المساعدة. وذكر( رون ردموند) المتحدث باسم المفوضية العليا لشئون اللاجئين عن رواية الناجين، إن المركب كان قد غادر السواحل بشمال الصومال يوم الجمعة في طريقه إلى اليمن، في رحلة تستغرق عادة ستا وثلاثين ساعة، وأن معظم ركابه من الصوماليين والإثيوبيين، ومن بينهم عدد من النساء والأطفال. وأضاف "ويوم الأحد، وبينما شارف المركب على الوصول إلى السواحل اليمنية، وأثناء وجوده في المياه العميقة، طالب المهربون مزيدا من الأموال من كافة الركاب، الذين دفع كل واحد منهم بالفعل مائة دولار قبيل المغادرة". وقال الناجون "إن اولئك الذين لم يدفعوا أو لم يتمكنوا من الدفع قد تعرضوا للضرب الشديد من قبل المهربين، وتم إلقاء أربعين منهم معظمهم من الإثيوبيين من فوق المركب، رغم طلبهم للرحمة". وأشار ردموند الى ان أحد ركاب المركب مات بالأمس في إحدى عيادات منظمة أطباء بلا حدود، متأثرا بالجراح الشديدة التي ألحقها به المهربون، كما يتلقى لاجئ آخر العلاج من إصابات بالرأس وأجزاء أخرى. وكانت منظمة أطباء بلا حدود قالت انها عثرت مطلع الاسبوع على 60 جثة للاجئين من الصومال واثيوبيا على شاطيء في اليمن بعد أن أجبر مهربون الكثير منهم على النزول من القارب الذي كان يقلهم. وذكر اللاجئون الذين نجوا من الرحلة أنهم قدموا من مدينة بوصاصو الساحلية في الصومال فرارا من الحرب والفقر المدقع. ونقلت المنظمة عن ناجين قولهم "ان المهربون أجبرونا على النزول إلى البحر ليلا بعد أن لاحظوا أضواء على البر وخشوا أن يكون خفر السواحل قد رصدهم". واضافوا"أجبرونا على النزول إلى البحر رغم أن المياه كانت بالغة العمق. ولم يكن عدد منا يجيد السباحة فغرقوا." وقال ناجون آخرون "أصيبت امرأة حبلى في ثمانية أشهر بسبب مروحة القارب بعد أن أجبرت على النزول إلى البحر." وفي واقعة أخرى عثر عاملون في أطباء بلا حدود على مجموعة تمكنت من الوصول إلى الشاطئ بعد انقلاب قاربهم. وقال أفراد المجموعة انهم دفنوا 23 مهاجرا كانوا معهم. وقال أحد العاملين في المنظمة "انقلب القارب رأسا على عقب تقريبا في الرمال ولم يكن بعيدا عن الشاطئ. وحاول الصيادون العثور على ناجين أسفل القارب لكن لم يتمكنوا من ذلك." وأضاف "لذلك اضطررت للغوص. وتمكنت بعون الله من الوصول إلى بدن القارب وأنقذنا امرأتين ورجلا." ونقلت منظمة أطباء بلا حدود الشهر الماضي عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة قولها ان نحو 32 ألف شخص فروا من الصومال إلى اليمن منذ أوائل العام حتى أكتوبر تشرين الاول. ولاقى 230 شخصا على الاقل حتفهم وفقد 365 شخصا آخرون. وقال فرانسيس كوتور مدير المنظمة باليمن "أولي قدر كبير من الاهتمام في الاونة الاخيرة لمعالجة قضية القرصنة في المياه قبالة القرن الافريقي... وللاسف لا يولى اهتمام كبير بأزمة اللاجئين الذين يعبرون المياه في نفس المنطقة في ظروف مروعة. يتعين بذل الكثير لمعالجة هذه القضية."