سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
متحدثاً ل «أخبار اليوم» من غزة عن الأوضاع فيها وعن تعاطي الأنظمة العربية مع القضية .. د.الحوراني:قضيتنا ليست إنسانية ومستعدون لأن نصمد ولكن كيف نستعيد قومية القضية الفلسطينية؟
في الوقت الذي يواصل الكيان الصهيوني اعتداءاته الوحشية بحق إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة ويقابل استمرار الوحشية الصهيونية تزايد عدد الضحايا والذي وصل يوم أمس إلى ألف وثلاثمائة شخص بين شهيد وجريح ومعدل ارتفاع الضحايا لا يزال أيضاً قابلاً للزيادة ويظل مفتوحاً حتى يقضي الله أمره من عنده ويصحوا ضمير القادة العرب الذين ذهب البعض منهم إلىجعل المأساة والمعاناة الفلسطينية جراء العدوان الصهيوني محطة لتصفية الحسابات واستغلال رخيص للقضية الأم القضية الفلسطينية ومحاولة لسحب الهوية العربية الإسلامية وإلباسها عباءة جديدة لا يتأتى الوقت الراهن لحصد ثمرة هذه المحاولات التي يقابلها أيضاً غباء عربي وإسلامي فتح المجال لتلك الأنظمة والقوى والتوجهات وفتح لها الباب أيضاً على مصراعيه من خلال هذا الغباء والتخاذل والخوف على المصالح حتى بلغ هذا الغباء والتخاذل والخوف على المصالح إلى أن وصل تصنيفه من قبل الجميع تآمراً وتواطئاًً لا يقل خطراً وضرراً عن العدوان الصهيوني بحق قضية الأمة والشعب الفلسطيني الذين يتم إبادتهم في "غزة" بنيران العدو وتواطؤ الأنظمة من جهة وبتباينات المواقف العربية التي تسير نحو مربع المكايدات وتصفية الحسابات من جهة ثانية وجميعها تصب بشكل أو بآخر لتدمير الشعب الفلسطيني المدافع عن قضية الأمة العربية والفلسطينية وسحب البساط من تحت حركات المقاومة ذات الهوية العربية الإسلامية الأصيلة لحصر القضية الفلسطينية والتعاطي معها في خانة الإدانة بدافع الإنسانية ضد جرائم أهالي "غزة" لا بدافع القومية العربية والإسلامية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الصامد منذ عقود والذي يدافع عن شرف وهوية أمة بأكملها وتسعى أنظمتها اليوم للمشاركة في إبادتهم وتسطيح مفهوم مقاومة الاحتلال الصهيوني وكذا تسطيح مفهوم التعاطي مع القضية الفلسطينية. وفي هذا السياق وبين مواقف الأنظمة العربية الهزيلة واستمرار جرائم الكيان الصهيوني أكد الدكتور/ عبدالله الحوراني عضو المؤتمر القومي العربي الذي تحدث ل "أخبار اليوم" مساء أمس من مدينة "غزة" المحاصرة والمحترقة أن الأوضاع في "غزة" قاسية جداً، وأن القصف الإسرائيلي مستمر. وقال: ولكم أن تتخيلوا سقوط ألف وثلاثمائة فلسطيني بين شهيد وجريح في ظرف "36" ساعة فضلاً عن إشكالية الحصار الذي تعيشه "غزة" منذ أشهر واليوم ضرب العدو الإسرائيلي الأنفاق التي كانت تدخل منها بعض المواد الضرورية لمجتمع "غزة" ليكتمل بهذا الحصار والخوف على "غزة". وأوضح د/ الحوراني الذي يقطن في مدينة غزة ويبعد منزله عن الشاطئ ثلاثمائة متر، وكان يتحدث للصحيفة ودوي الانفجارات والغارات الإسرائيلية تقطع حديثه أوضح أن المطلوب من الشارع الفلسطيني أن يتوحد، وأن توجد فصائله إستراتيجية جديدة لا تتعلق بمفاوضات السلام من جهة ولا تتعلق بإطلاق صواريخ لا تؤدي إلى نتائج من جهة ثانية. . مستدركاً بالقول: علينا أن نوجد إستراتيجية عملية سواءً سياسية أو مقاومة نستطيع بها أن نؤثر على الجانب الإسرائيلي. وعن رؤيته لتباين المواقف العربية والاستغلال الرخيص للقضية الفلسطينية في تمديد بعض المشاريع أكد الحوراني أن الهم اليوم هو كيف نستعيد قومية القضية الفلسطينية حتى تصبح قضية عربية لا قضية فلسطينية فقط، مضيفاً: الدور العربي يستطيع بالتأكيد أن يفعل الكثير من أجل فلسطين ويملك كل المقومات ولكنه لا يستخدمها ولا يريد ذلك وليست لديه إرادة وإلا فهو يمتلك مقومات اقتصادية وسياسية وعسكرية ولديه كل المقومات التي تمكنه من أن يفعل شيء من أجل القضية الفلسطينية ولكن النظام العربي لا يريد استخدام أي شيئاً من هذه المقومات. وحول سبب عزوف النظام وعدم رغبته في استخدام هذه المقومات قال الحوراني: لأن قسماً كبيراً من هذه الأنظمة تخضع للسياسات الأميركية ولا تفكر إلا بكراسيها واستمرارها على رأس أنظمتها، ولا تفكر بأن فلسطين عربية، وأن المقدسات التي فيها هي مقدسات عربية وإسلامية، ولا تفكر أيضاً بأن هذا الخطر الإسرائيلي هو خطر على الأمة بأكملها ووجودها أي إسرائيل هو الذي فرق الأمة منذ الأساس كونها عندما خطط لإيجاد إسرائيل كان ذلك يقوم على تقسيم هذه الأمة. وأضاف: وبالتالي فإن لم تعد هذه الأمة لوحدتها فلا يمكن أن تهزم الكيان الصهيوني. وأوضح عضو المؤتمر القومي العربي بأنه يجب عودة قومية القضية الفلسطينية على أحزابنا وقوانا السياسية العربية والضغط على الأنظمة العربية الرسمية من أجل أن تغير سياساتها تجاه إسرائيل، مشيراً إلى أن هناك دولاً عربية تقيم علاقات مع إسرائيل وأخرى تتسابق على إقامة علاقات مع إسرائيل. وتساءل الحوراني عن دور الأحزاب السياسية العربية ودور الجيوش العربية في الضغط على أنظمتها السياسية والمنظمات المدنية، داعياً كافة القوى الحزبية والشعبية والسياسية والمنظمات المدنية ووسائل الإعلام إلى تهيئة الشارع والشعب العربي من أجل تسيير السياسات العربية الرسمية. مؤكداً في ختام تصريحه أن على القادة العرب والشارع العربي ألا ينظروا إلى القضية الفلسطينية وكأنها قضية "غزة"، وأن قضية فلسطين هي قضية إنسانية كون هذه النظرة لا تختلف عن نظرة المجتمع الدولي التي تنظر إلى القضية أنها إنسانية مستدركاً بالقول: قضيتنا ليست إنسانية ونحن مستعدون أن نصمد وأن نجوع وأن نضحي لكن غيروا مواقفكم السياسية واتخذوا مواقف ضاغطة على إسرائيل وعلى السياسات الأميركية فنحن نملك الاقتصاد والنفط وغيره، أميركا وأوروبا اليوم تبحث عن حل لازمتها المالية على حساب المال العربي، فماذا لو أن العرب اتخذوا موقفاً إزاء هذه الأمور وغيروا من سياستهم؟! ألا يشكل هذا ضغطاً على السياسات الأميركية والأوروبية. وأضاف: انظر إلى العراق، ألم يغزى من أراض عربية ومياه عربية وأجواء عربية؟ إذاً فالعرب ليسوا ساكتين عما يجري في فلسطين فحسب، بل هم يشاركون ويساهمون فيه.