علمت "أخبار اليوم" من مصادر مطلعة بمحافظة عدن أن الأجهزة الأمنية والسلطات المعنية بميناء المنطقة الحرة تمكنت من ضبط عدد "2" مليون و"610" ألف حبة مخدرة نوع "كبتاجون" كانت قادمة من مصر على متن حاوية تحتوي على مخبز آلي "فرن" وتم العثور على كمية المخدرات داخل خمسة صناديق كانت مخبأةداخل الفرن بشكل محكم إلا أن رصد الأجهزة الأمنية للعملية قبل وصول الكمية إلى اليمن يوم أمس الأول هو الذي سهل اكتشاف كمية المخدرات المضبوطة. وأوضحت المصادر أن كمية المخدرات التي ضبطت داخل الفرن خاصة بشخص سوري الجنسية يدعى عمر "خلدوماني" تم القبض عليه يوم أمس الأول ومواطن يمني آخر، مشيرة إلى أن الفرن كان بداخل حاوية "40" قدم قادمة من جمهورية مصر وقد تم معاملتها ببيان جمركي رقم "160)" بتاريخ 31/1/2009م باسم "ي. ع. م. ح". وكشفت المصادر أن هذه الحاوية كانت قد تم معاملتها ببيان جمركي "مسار اصفر" أي أنه غير خاضع للتفتيش الجمركي بحسب تعميم جمركي رقم "3817" بتاريخ 5/11/2008م والذي حددت فيه مصلحة الجمارك إن المسارين الأصفر والأخضر لا يخضعان لعمليات التفتيش الجمركي وهو مخالف لقانون الجمارك خاصة ما نص عليه الباب السابع في الفصل الثاني من القانون رقم "14" لمصلحة الجمارك. وأفادت المصادر أن عملية كشف كمية المخدرات تمت بعد إصرار مدير عام جمرك المنطقة الحرة بعدن دخول الحاوية دون تفتيش رغم أنها كانت تعامل ببيان جمركي مسار أصفر بعد أن اكتشف بأن الحاوية كانت قد سجلت في البيان باسم "ع. ص. د" الذي ليس له أي علم ولا تربطه أي علاقة بهذه الحاوية، وهو الشخص الذي قام بإبلاغ الجهات المعنية بأن هذه الحاوية ليست تابعة له وليس له صلة بها الأمر الذي أثار لدى الأجهزة الأمنية والمعنيين بجمرك المنطقة الحرة الكثير من التساؤلات التي قادت الأجهزة الأمنية إلى شخص يدعى توفيق نشوان سبق له وأن لعب دور الوسيط في إدخال ثلاث حاويات. ضغوطات الأمن على توفيق نشوان دفعه للكشف عن هوية الشخص السوري سالف الذكر ما دفع الأجهزة الأمنية وسلطات جمرك المنطقة الحرة إلى إنهاء عملية ترسيم هذه الحاوية باسم أحد الضباط حتى تتمكن من القبض على بقية أفراد العصابة وهو ما تم فعلاً في عملية أمنية ناجحة قادت إلى ضبط كافة المتورطين في العملية. تجدر الإشارة إلى أن من بين الأسباب التي أدت إلى ضبط كمية المخدرات هي المعلومات والبلاغات التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية والتي تضمنت معلومات عن مرور حالات مماثلة من جمرك ميناء عدن في فترات سابقة أثر محاولة فاشلة لإخراج حاوية كانت تحتوي على ثلاجات تبريد ضبط بداخلها أكثر من "200" ألف حبة مخدر صنف كبتاجون ببيان جمركي رقم "4828" الأمر الذي قاد الأجهزة الأمنية إلى طلب صور لمعاملات للثلاث الحاويات السابقة المعاملة ببيانات جمركية سبق للصحيفة وأن ذكرتها وكان آخرها الخبر الذي نشرته بالعدد "1605" تحت عنوان "عبدالغني" وقف ضد الفاسدين ومنع دخول المخدرات فأوقف عن العمل، حيث كانت تحمل تلك البيانات أرقام 3199 و"3200" باسم طاهر عبدالله أحمد بالإضافة إلى بيان جمركي رقم "3469) باسم عايش أحمد كزم مع العلم أن الثلاث الحاويات كانت تصل في البداية باسم توفيق نشوان وجميعها لم تخضع للتفتيش كونه تم معاملتها بالمسارين الأصفر والأخضر اللذان لا يخضعان للتفتيش. ونوهت المصادر إلى أن التحقيقات مع من تم ضبطهم وعدد من العناصر المتعاونة من موظفي الجمارك كشفت عن حالتين جديدتين بالإضافة إلى الحالات الثلاث السابقة وتم تمرير المعاملتين التي كانت عبارة عن حاويتين داخلهما مخبزين آليين تابعة للتاجر السوري نفسه. الغريب في الأمر أن إحدى الحاويات التي كانت تحتوي على فرن آلي وبداخله كمية من المخدرات تم خروجها من ميناء عدن ووصلت إلى منطقة الربع الخالي وتكتشف العصابة التي كانت ستسلم البضاعة أن الحبوب المخدرة ليست ذات الصنف المتفق عليه لتعود بعد ذلك إلى ميناء عدن ليتم إعادتها إلى بلد المنشأ "مصر" دون أي تفتيش. ودعت المصادر الأجهزة الأمنية أن تقوم بضبط ومراقبة كافة المشتبهين بهم سيما المخلصين الجمركيين اللذين لا زالوا يمررون البضائع دون تفتيش تحت مسميات "مسار أخضر ومسار أصفر".