في خطوة استباقية قد توصف بشبه دعوة لعقد صفقة سياسية مع الحزب الحاكم أعلنت الهيئة المركزية لحزب رابطة أبناء اليمن "رأي" مساء أمس ختام أعمال دورته الاستثنائية موقف الحزب من الانتخابات البرلمانية القادمة. وأوضحت في بيان صادر عنها الذي حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه أنه ومن منطلق إن الانتخابات لا بد أن تكون أداة تفعيل إيجابي حضاري في المشاركة الحقيقية للمواطن، وأن تكون مخرجاتها مرسخة لمفهوم المواطنة السوية بمرتكزاتها الثلاثة، مشيرة إلى أن العبرة ليست في إجراء الانتخابات واتمامها وإنما في تفعيل المشاركة الحقيقية للمواطن بعيداً عن الإجبار والتعصب والمغالاة والتحزب الضيق. وأكدت الهيئة المركزية للرابطة أن هذه المشاركة الحقيقية غير متوفرة حتى الآن على الساحة اليمنية، مستدركة بالقول: وبما أن منظومة الحكم تمتلك الغالبية العظمى من أوراق اللعبة السياسية في البلاد وذلك بحكم طبيعة مجتمعاتنا العربية، وبالتالي فإن بمقدورها أن بدأت الآن أن تجري التحسينات والتعديلات والإجراءات التي من شأنها تفعيل دور المواطنة السوية بمرتزاتها الثلاثة "العدالة في توزيع الثروة، الديمقراطية المحققة للتوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين فئات الوطن ومناطقه، والتنمية الشاملة المستدامة"، وفي هذه الحالة سيصبح الأمر مهيئاً لمشاركة كافة القوى السياسية في الوطن. وتأتي هذه الفقرة الأخيرة في بيان الهيئة المركزية للرابطة والتي أكدت فيها مقدرة الحزب الحاكم على إجراء التحسينات والتعديلات التي تكفل تفعيل دور المواطنة السوية بمرتكزاتها الثلاثة ليعتبرها مراقبون بمثابة الدعوة المبطنة من حزب الرابطة للمؤتمر الشعبي العام لعقد صفقة سياسية جديدة غير السابقة التي تزامنت مع دعوة الأستاذ/ عبدالرحمن الجفري رئيس الرابطة قبيل الانتخابات الرئاسية في 2006م والتي اعتبرها الجفري في حينها صفقة لصالح الوطن لن تؤتي أكلها حتى اليوم يبحث عنها المؤتمر ويسعى لها حزب الرابطة وتبدو ملامحها غير واضحة في الوقت الراهن. وأوضح المراقبون أن قيادة حزب الرابطة تدرك بأن هذه المرتكزات الثلاثة التي يراد تفعيلها واعتبرت في بيانها أن الحزب الحاكم قادر على تفعيلها، تدرك أن الحاكم غير قادر على تفعيلها كون المطالبة السوية وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة لم يتمكن الحزب الحاكم من إيجادها خلال السنتين والنصف الماضية، مشيرين إلى أن الحديث عن تقديم برامج ورؤى وتبنيها من قبل الشعبي العام وحزب الرابطة هو المراد القول به في هذه الفترة للتنفيذ كأي وعود ورؤى وبرامج يتم الحديث عنها قبيل أي عملية انتخابية إلا أن معظم هذه الرؤى والبرامج لا تجد طريقها إلى النور بعد الانتهاء من الانتخابات ليتم تكرار نفس الأسطوانة قبيل انتخابات قادمة. وفي هذا السياق وتزامناً مع خطوة حزب الرابطة الاستباقية التي وصفت بشبه دعوة لعقد صفقة سياسية أعلن المجلس الأعلى لأحزاب المشترك عبر منشور عنون بدعوة حضور أعلن فيها عن عقد مؤتمر صحفي يوم غدٍ الخميس سيخصص لطرح رؤية أحزاب المشترك حول المستجدات على الساحة الوطنية والأزمة الراهنة. وتأتي دعوة المشترك لعقد مؤتمر صحفي في وقت لا زالت ضبابية المشهد السياسي اليمني تحجب الرؤية عن أي توقعات أو استنتاجات يمكن التكهن بها عن مصير أي توافق سياسي ومشاركة أحزاب اللقاء المشترك في الانتخابات القادمة من عدمه، وكذا عدم القدرة على استنتاج ما سيشرع به الحزب الحاكم أهي المشاركة منفرداً مع بقية الأحزاب المغرضة أم التأجيل لفترة معينة دون معرفة بقية التفاصيل رغم التصريحات النارية لعدد من القيادات الحكومية والحزبية في الشعبي العام على أن الانتخابات ستتم في موعدها المحدد.