أحدثت مغادرة عائلة يهودية اليمن إلى إسرائيل الأربعاء الماضي في عملية تهريب نفذت سراً بتعاون الوكالة اليهودية مع الاتحاد الأميركي ليهود اليمن أحدثت صدى إعلامياً محلياً ودولياً اعتبر خروج عائلة سعيد بن إسرائيل من اليمن تخلصاً من محنتها في منطقة ريدة باليمن. صحيفة "جرو سليم بوست" الإسرائيلية والتي وصفت تهريب العائلة بعملية خاصة أحيطت بالسرية قالت في تقريرها بشأن تهريب العائلة اليهودية: إن الانتقال من العالم القديم في اليمن إلى العالم الحديث المتطور بوتيرة عالية في إسرائيل سيكون شاقاً للأسرة اليمنية، وكان ذلك واضحاً في خطواتهم الأولى على الأرض. فأول مرة تركب هذه الأسرة اليمنية الطائرة، ومن دون شك أن أرضية الرخام البراقة والأضواء المشرقة في المطار هي على نقيض حياتهم السابقة في الدولة الإسلامية النامية. كانت زوجة بن إسرائيل وأطفالها الصغار، فتيات يرتدين ملابس إسلامية تقليدية وأولاد يرتدون بدلات وربطات عنق، يتلفتون من حولهم مبتسمين للصحفيين بتوتر عندما حاولوا التحدث معهم باللغة العربية. قالت إحدى بنات ابن إسرائيل، إستر، وهي منبهرة بأضواء الكاميرات وتدافع الصحفيين أمامها: "كنا مسجونين في بيتنا لذلك غادرناه". قبل عدة أسابيع، ألقى متطرفون إسلاميون قنبلة يدوية إلى فناء منزل العائلة، والتي انفجرت دون أن تحدث إصابات. وقال سعيد إنه أخذ عائلته على عجل وذهب للعيش في العاصمة اليمنية صنعاء، قبل مغادرته البلاد إلى إسرائيل، مضيفاً بقوله: "ليس لدي الكثير لأقوله غير أننا متعبون، لكن حظنا الجيد أننا وصلنا في النهاية إلى هنا". عند مغادرتهم المطار برفقة فريق من الوكالة اليهودية للتوجه إلى بيت شمس، جلس الأطفال الصغار على مقعد بينما حمل والديهم الأمتعة إلى سيارة تاكسي كانت في انتظارهم. منظر العائلة اليمنية أثار فضول المارة فبدؤوا في الاستفسار عن رحلتهم. ديفيد غرافي، سائق تاكسي سأل الأطفال باللغة العربية: "هل يمكنكم تأدية أغنية السبت؟"، مشيراً إلى أن والديه قد هاجرا من اليمن قبل أن يولد. وبعد أن شاهدهم في مطار بن غوريون، قال غرافي إن ذلك أعاده للصور التي كانت معلقة من قبل على جدار بيت أسرته، مضيفاً: "إنهم يذكروني بوالدي". في حين أن اليهود اليمنيين يحظون بحماية خاصة من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، إلا أنها تزايدت المضايقات التي يتعرض لها اليهود هناك من قبل المتطرفين الإسلاميين في السنوات الأخيرة، ووصل التوتر إلى ذروته في ديسمبر الماضي عندما أقدم أحد المسلمين على قتل ماشا النهاري، وهو أب لتسعة أبناء، وتصاعدت حدة التهديدات ضد الطائفة اليهودية في اليمن في الآونة الأخيرة في أعقاب العملية العسكرية على قطاع غزة. وتعتبر أسرة سعيد بن إسرائيل أول اليهود اليمنيين الذين غادروا اليمن إلى إسرائيل منذ مقتل النهاري. مسئولوا الوكالة اليهودية كانوا كلهم مبتسمين ومبتهجين بوصول العائلة اليمنية، منعكساً على شهور من العمل الشاق والسري لنقل هذه العائلة إلى إسرائيل. مدير عام الوكالة اليهودية موشيه فيغدور قال: "نأمل في أن تكون هذه هي البداية لقدوم المزيد في المستقبل. ونتابع عن قرب أوضاع الطائفة اليهودية في اليمن، وهذا هو مدى مهمتنا هناك". من جانبه قال مدير إدارة الهجرة والاستيعاب بالوكالة اليهودية ايلي كوهين: "هذه العملية كانت دقيقة، وذلك بسبب الوضع في اليمن ونظراً للاحتياجات الدينية والثقافية الخاصة بهذه العائلة".