سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المختطف الهولندي ل «أخبار اليوم»: أطلب من السفارة التواصل مع السلطات للتوصل إلى اتفاق.. أحد الخاطفين: نحن وطنيون والاختطاف خطأ ولكن..ونطلب من الرئيس العفو
ماهي إلا أشهر قليلة تمر ويشهد «اليمن السعيد» حادثة إجرامية تعتبر قديمة جديدة أكانت تفجيراً أو تقطعاً أو اختطاف وغيرها من الحوادث التي تمثل خروجاً عن القانون والدستور. اختطاف الأجانب من سواح أو موظفي مؤسسات وشركات عاملة في اليمن أو مندوبي منظمات دولية حادثة تحولت في فترة من الفترات إلى ظاهرة في اليمن يقصد من ورائها منفذوها الضغط على الدولة والسلطات اليمنية لتحقيق مطالبهم إلا أن الظاهرة كادت أن تختفي أو بالأصح توقفت لفترة متوسطة لتعد بعد تلك "الاستراحة" والتوقف إلى الواجهة من جديد، حيث كانت حادثة اختطاف اثنين من السياح الألمان في النصف الثاني لشهر ديسمبر 2008م بمثابة إسدال الستار على مشاهد الاختطاف للعام المنصرم فقط. ظهر يوم أمس الثلاثاء دشنت مجموعة قبلية تنتمي إلى قبيلة "بني ضبيان" بمديرية خولان شرقي العاصمة صنعاء العام الحالي 2009م بقيامها باختطاف مهندس هولندي وزوجته من وسط العاصمة واقتيادهما إلى منطقة قبيلة "آل سراج" إحدى قبائل "بني ضبيان". . "علي ناصر سراج" وهو أحد الخاطفين أكد ل "أخبار اليوم" إن مماطلة أجهزة الدولة في حل قضيتهم التي مضى عليها زهاء عام هو ما دفعهم إلى القيام بعملية الاختطاف هذه كوسيلة ضغط على الدولة لتستجيب لمطالبهم المتمثلة في ضبط من اعتدوا عليهم - أواخر إبريل 2008م عند مدخل محافظة مأرب بالرصاص وأدى الاعتداء إلى إصابة خمسة أشخاص أحدهم مصاب بإعاقة دائمة جراء ذلك الاعتداء- ، ورد اعتبارهم وتعويضهم تعويضاً عادلاً. المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة تشير إلى أن السلطات في مأرب تتواصل مع "آل سراج" منذ اسبوع وتطالبهم بالحضور لاستلام الحكم والتوقيع عليه. . حيث يقضي بتعويضهم بمبلغ وقدره تسعة مليون ريال، إلا أن الخاطفين من "آل سراج" رفضوا الحضور. ورداً على هذه المعلومات يقول "علي سراج" أحد الخاطفين: قضيتنا لم تحل حتى الآن ومضى عليها سنة، ونحن نطرق باب النيابة والقضاء، وذهبنا إلى النائب العام وأعطانا أمراً للمرة الثانية وجه لنيابة مأرب إلا أن أوامره لم تلق إلا التسويف والمماطلة واللامبالاة، ثم لجأنا بعد ذلك إلى منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام إلا أن شيئاً من ذلك لم يجدي نفعاً. "سراج" الذي تحدث ل "أخبار اليوم" عبر الهاتف وأوضح أن الدولة لم تقم حتى بمعالجة أحد المصابين رغم أن الحادثة وقعت بالخطأ بحسب ما يقول حيث تم الاشتباه بهم، ويؤكد أن قيامهم باختطاف "سائحين" لا يقبله قانون أو عرف أو شرع. . ويضيف: نحن أناس نظاميون، لكن ما رأيك في الدولة التي لم تضبط عصابة هدرت دم مواطنين أبرياء. . جازماً في الوقت ذاته أن اختطافهم للسيد "جان هندريك جنترون" الذي تحدث ل "أخبار اليوم" أيضاً يوم أمس وزوجته يمثل وسيلة ضغعط على الدولة، وأن عملية الاختطاف أفضل من أن يقوموا بقتل أحد المعنيين في محافظة مأرب بحسب ما يفيد "سراج" كونهم سيصبحون بعدها قتلة وإرهابيين. في الأخير يقول "سراج": نحن ندرك بأن ما أقدمنا عليه خطأ، ولكن من سيضبط الدولة؟ وماذا نفعل بعد أن عجزت سلطات القضاء عن إنصافنا وتحقيق مطالبنا بتسليم الجناة الذين سفكوا دماء أبنائنا وتسديد غرامتنا، وأن يعفو فخامة الرئيس عنا لأننا أناس وطنيون، والدولة هي من دفعتنا إلى الخطف لأنها لم تنصفنا. السيد "جان هندريك" أفاد للصحيفة من المنطقة المختطف فيها مع زوجته أن الوضع في المكان الذي يتواجدان فيه جيد. ويقول وصوت صراخ الأطفال يكاد أن يطغى على صوت السيد "جان" واصفاً الحالة التي يعيشها في تلك اللحظات: هناك الكثير من الخاطفين يترددون علينا، وقد أخذنا الخاطفون إلى منطقة بعيدة عن صنعاء كما اعتقد، مشيراً إلى أن صحته وزوجته "يون سن" بحالة جيدة، وأنه يعمل لدى مؤسسة هولندية بمحافظة تعز. وطالب السيد "جان" في ختام حديثه مع الصحيفة من السفارة الهولندية التواصل مع السلطات اليمنية للتوصل إلى اتفاق يساهم في إطلاق سراحه وزوجته في أقرب وقت. وعلى صعيد متصل قال محافظ محافظة صنعاء الأستاذ/ نعمان دويد الذي ينتمي إلى مديرية خولان، وكذا الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة قال دويد: أنهم تمكنوا من تحديد المنطقة التي يتواجد فيها المختطف الهولندي وزوجته، مشيراً في تصريح صحفي إلى أن ثمة إجراءات أمنية عاجلة قد تم اتخاذها وهي كفيلة بالمحافظة على حياة السائحين الأجنبيان والإفراج عنهما. من جانبه أكد مصدر مسؤول بوزارة الداخلية في اليمن بأن عناصر خارجة عن القانون من مديرية بني ضبيان بخولان أقدمت أمس الثلاثاء على اختطاف خبير هولندي مع زوجته يعملون في أحد المشاريع التابعة لوزارة المياه والبيئة أثناء عودتهم من عملهم في طريق تعزصنعاء وأوضح المصدران أن أجهزة الأمن باشرت إغلاق وحصار المكان الذي يتواجد فيه الخاطفون والخبير الهولندي وزوجته. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن المصدر المسئول قوله : أن الهولنديين في صحة جيدة ويتم التواصل معهم عبر السلطة المحلية في المحافظة. وأكد أن وزارة الداخلية اتخذت كافة الإجراءات لتأمين إطلاق سراح الخبير الهولندي وزوجته بسلام وضبط الجناة وتقديمهم إلى العدالة. تجدر الإشارة إلى أن الخاطف الذي تحدث للصحيفة أشار إلى أن السيد "جان" يعمل رئيساً للدعم المؤسسي للمشروع الهولندي وأنهم سمحوا للمختطفين بالتواصل مع من يريدان عبر الهاتف.