أعلنت اللجنة العليا لمتابعة حوادث الطيران المدني توقف أعمال التحقيق في حادثة سقوط طائرة الخطوط الجوية اليمنية قرب جزر القمر أواخر الشهر الماضي إلى ما بعد انتشال الصندوقين الأسودين. وقالت اللجنة في بيان لها إن فريق التحقيق اليمني عاد إلى صنعاء بعد أن أنهى الأعمال الأولية للتحقيق وتسجيل وجمع البيانات المرتبطة بالتحقيق. وأضافت :" تقرر عودة اغلب أعضاء الفريق مع الإبقاء على عضوين لمراقبة وتحريز القطع التي يمكن العثور عليها من أجزاء الطائرة في موروني أو غيرها من الدول المجاورة ، ومواصلة أعمال المسح والبحث مع الفريق القمري ". وأشار البيان الصادر عن اللجنة العليا لمتابعة حوادث الطيران المدني إلى عودة فريق التحقيق اليمني لاستئناف أعماله مع وصول السفينة الفرنسية التي ستقوم بانتشال الصندوقين الأسودين في الأسبوع الأول من شهر أغسطس المقبل. وقال بيان اللجنة :" إن السفينة الفرنسية الخاصة بالمسح والتصوير أنهت مهمتها في الشواطئ القمرية حول الدائرة التي يقع فيها الصندوقين الأسودين للطائرة اليمنية المنكوبة التي تم تحديدها حسب الإشارات التي رصدها فريق البحث والإنقاذ الفرنسي". وأضاف : " أن السفينة الفرنسية قامت بمسح وتصوير المنطقة المحددة وبدائرة أوسع ، وحددت الأعماق ما بين 880 م إلى 577 ر 1 م، ولم يتم اكتشاف أي جزء من حطام الطائرة أثناء التصوير. وأفاد الجانب الفرنسي أن السفينة المجهزة والتي سيكون على متنها الروبوت الذي سيقوم بانتشال الصندوقين ستتجه من جنوب أفريقيا إلى موروني ، ومن المتوقع وصولها يوم 4 او 5 أغسطس المقبل. إلى ذلك انتقدت الهيئة العربية للطيران المدني الأسلوب الذي تعاملت به جهات أوروبية مع حادثة سقوط الطائرة اليمنية واعتبرتها سابقة ومخالفة للقواعد والإجراءات الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع مثل هذه الحوادث. وقال رئيس المجلس التنفيذي للهيئة رئيس الهيئة العامة للطيران المدني بدولة قطر الشقيقة عبد العزيز النعيمي أمام الجمعية العامة للمؤتمر الأوروبي للطيران المدني في اجتماعها الذي عقد الأسبوع الماضي بمدينة "ستراسبورغ" الفرنسية :" إن الجمهورية اليمنية التي هي عضو في الهيئة العربية للطيران المدني وعضو كذلك في منظمة الطيران المدني الدولي (الأيكاو)، تعمل جاهدة إلى تحقيق أقصى درجات السلامة والمتابعة في إطار الالتزام بالخضوع إلى عمليات التفتيش والمراقبة الدورية لأسطولها الجوي طبقاً للمعايير والمقاييس الدولية المعتمدة من منظمة الطيران المدني الدولي". واستغرب النعيمي التصريحات التي صدرت عن جهات أوروبية رسمية وواكبتها عدة وسائل إعلام تضمنت إصدار أحكام مسبقة على الحادثة الأمر الذي أساء إلى سمعة شركة الخطوط الجوية اليمنية وكذا سلطة الطيران المدني اليمني وإلحاق الضرر بِهِمَا. واعتبر رئيس المجلس التنفيذي للهيئة العربية للطيران المدني هذه التصرفات المتسرعة مخالفة للقواعد والإجراءات الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع مثل هذه الحوادث. . منوها في ذات الوقت بأنه لم يسبق للجهات الرسمية أو وسائل الإعلام أن تناولت مثل هذا النوع من الحوادث بهذه الصورة، والتي كان آخرها حادث طائرة الإيرباص التابعة للشركة "ايرفرانس" التي سقطت مؤخراً في المحيط الأطلسي حيث عولج الموضوع بهدوء وبدون تسرع وبدون نتائج تحقيق مسبقة. وأكدّ النعيمي أن المعلومات والمعطيات الفنية المبنية على الدقة والتحقيق العلمي الذي تشرف عليه اللجنة المختصة بالتحقيق هي الكفيلة بالوصول إلى النتائج الحقيقية والدقيقة ذات المصداقية في سياق الالتزام بالضوابط والقواعد والإجراءات المعمول بها دولياً.