استهجنت الهيئة العربية للطيران المدني وانتقدت بشدة الأسلوب الذي تعاملت به جهات أوروبية مع حادثة سقوط طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية قبالة جزر القمر أواخر الشهر الماضي واعتبرتها سابقة ومخالفة للقواعد والإجراءات الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع مثل هذه الحوادث. جاء ذلك في كلمة الهيئة العربية للطيران المدني التي ألقاها رئيس المجلس التنفيذي للهيئة - رئيس الهيئة العامة للطيران المدني بدولة قطر الشقيقة عبدالعزيز النعيمي أمام الجمعية العامة للمؤتمر الأوروبي للطيران المدني في اجتماعها الذي عقد الأسبوع الماضي بمدينة "ستراسبورغ" الفرنسية. وقال النعيمي :" إن الجمهورية اليمنية التي هي عضو في الهيئة العربية للطيران المدني وعضو كذلك في منظمة الطيران المدني الدولي (الأيكاو)، تعمل جاهدة على تحقيق أقصى درجات السلامة والمتابعة في إطار الالتزام بالخضوع إلى عمليات التفتيش والمراقبة الدورية لأسطولها الجوي طبقاً للمعايير والمقاييس الدولية المعتمدة من منظمة الطيران المدني الدولي". وأضاف :" وفي هذا الإطار، فإن سلطة الطيران المدني اليمني شكلت لجنة تحقيق طبقاً للقواعد والنظم المنصوص عليها في اتفاقية "شيكاغو" للتحقيق في هذه الكارثة، والتحقيق مازال مستمراً بين الدولة التي وقع فيها الحادث وسلطة الطيران المدني اليمنية"، مبيناً أن سلطة الطيران المدني اليمنية دعت الجهات المعنية للتعاون معها بقصد التحقيق في الحادث والوصول إلى النتائج المطلوبة، وهو ما أكد حرصها على اتباع مسلسل التحقيق النظامي المعمول به في مثل هذه الحوادث ولضمان الاستفادة وتأكيد المصداقية بما يكفل تجنب الحوادث في المستقبل. وتابع قائلاً:" ولكن من الغريب أن تأتي تصريحات صدرت عن جهات أوروبية رسمية وواكبتها عدة وسائل إعلام تضمنت إصدار أحكام مسبقة على الحادثة، الأمر الذي أساء إلى سمعة شركة الخطوط الجوية اليمنية وكذا سلطة الطيران المدني اليمني وإلحاق الضرر بِهِمَا. واعتبر رئيس المجلس التنفيذي للهيئة العربية للطيران المدني هذه التصرفات المتسرعة مخالفة للقواعد والإجراءات الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع مثل هذه الحوادث. . منوهاً في ذات الوقت بأنه لم يسبق للجهات الرسمية أو وسائل الإعلام أن تناولت مثل هذا النوع من الحوادث بهذه الصورة، والتي كان آخرها حادث طائرة الإيرباص التابعة للشركة "ايرفرانس" التي سقطت مؤخراً في المحيط الأطلسي حيث عولج الموضوع بهدوء وبدون تسرع وبدون نتائج تحقيق مسبقة. وأكّد النعيمي أن المعلومات والمعطيات الفنية المبنية على الدقة والتحقيق العلمي التي تشرف عليه اللجنة المختصة بالتحقيق هي الكفيلة للوصول بالنتائج الحقيقية والدقيقة ذات المصداقية في سياق الالتزام بالضوابط والقواعد والإجراءات المعمول بها دولياً. وجاءت انتقادات الهيئة العربية للطيران المدني في ضوء صدور تصريحات لبعض المسئولين الفرنسيين والأوروبيين عقب الحادث بساعات سارعت إلى التشكيك في النواحي الفنية للطائرة المنكوبة وزعمت أنها كانت محظورة من الطيران إلى أوروبا بسبب تلك الجوانب الفنية، وفي ذات الوقت خرجت المفوضية الأوروبية للطيران بمقترح يطالب بإصدار قائمة سوداء جديدة لشركات الطيران على نطاق أوسع يمتد فيه الحظر خارج القارة الأوروبية، كما قالت المفوضية الأوروبية إنها ستعيد النظر في تقييمها لشركة الخطوط الجوية اليمنية عقب حادثة طائرة "الإيرباص" التابعة لها أمام شواطئ جزر القُمر، الأمر الذي أُعتبر تلميحاً غير مباشر للخطوط اليمنية باحتمال إدراجها ضمن القائمة السوداء. وفي ضوء مسارعة السلطات المعنية في اليمن لتنفيذ ما ورد في تلك التصريحات الاستباقية تراجع المسئولون الفرنسيون والأوروبيون عن تشكيكاتهم وأدلوا بتصريحات مناقضة لها، في حين أعلنت المفوضية الأوروبية للطيران الأسبوع الماضي قائمتها السوداء دون أن تدرج اسم اليمنية، بل وأكدت أن ليس لديها أية إشكاليات مع شركة اليمنية، وأن سقوط أية طائرة لأي شركة لا يمكن أن يكون مبرراً لإدراجها في القائمة السوداء. إلى ذلك قالت اللجنة العليا لمتابعة حوادث الطيران المدني: إن السفينة الفرنسية الخاصة بالمسح والتصوير أنهت مهمتها في الشواطئ القمرية حول الدائرة التي يقع فيها الصندوقان الأسودان للطائرة اليمنية المنكوبة التي تم تحديدها حسب الإشارات التي رصدها فريق البحث والإنقاذ الفرنسي . وأضافت اللجنة في بيان صادر عنها مساء أمس - حصلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» على نسخة منه: إن السفينة الفرنسية قامت بمسح وتصوير المنطقة المحددة وبدائرة أوسع ، وحددت الأعماق ما بين 880 م إلى 1,577 م، ولم يتم اكتشاف أي أجزاء من حطام الطائرة أثناء التصوير. وأفاد الجانب الفرنسي أن السفينة المجهزة والتي سيكون على متنها الروبوت الذي سيقوم بانتشال الصندوقين ستتجه من جنوب أفريقيا إلى موروني ، ومن المتوقع وصولها يوم 4 أو 5 أغسطس المقبل.. في سياق متصل عاد إلى صنعاء مساء أمس رئيس فريق التحقيق اليمني وعدد من أعضاء فريق التحقيق والدعم الفني بعد أن أنهوا الأعمال الأولية للتحقيق وتسجيل وجمع البيانات المرتبطة بأعمال التحقيق، وذلك نظراً لأن أعمال التحقيق ستتوقف إلى حين انتشال الصندوقين الأسودين...وذكرت اللجنة بأنه لهذا فقد تقررعودة أغلب أعضاء الفريق مع الإبقاء على عضوين لمراقبة وتحريز القطع التي يمكن العثور عليها من أجزاء الطائرة في موروني أو غيرها من الدول المجاورة ، كما يواصل أعمال المسح والبحث مع الفريق القمري. هذا من المتوقع أن يعود فريق التحقيق إلى استئناف أعماله مع وصول السفينة الفرنسية التي ستقوم بانتشال الصناديق في الأسبوع الأول من شهر أغسطس المقبل.