في الثاني عشر من ربيع الأنور 1447 للهجرة، اتجه أبناء يمن الإيمان والحكمة والمدد والنصرة إلى ساحات الاحتفال بذكرى مولد خير البرية، تسبقهم قلوبهم العاشقة وأرواحهم المعتلقة بمن أرسله الله رحمة للعالمين.. تدفقوا من كل حدب وصوب كالسيول الجارفة في العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة الأبية، يحفُّهم شوق عظيم ويغمرهم سعد مقيم ويحركهم حب وولاء وتسليم.. مجددين البيعة والولاء والعهد على الوفاء والسير على درب الأجداد والآباء انصارًا لله ورسوله خاتم الأنبياء.. مجسدين بمشاهد الاحياء الاستثنائية المبهرة والحشود المليونية غير المسبوقة أرقى معاني الفرح والسرور وأصدق شواهد التعظيم والإجلال والوصل والاتصال والتقديس والامتثال لأمر الله العلي المتعال حيث قال: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.. في التقرير التالي سنستعرض رسائل الحشود المليونية التي صدحت بها مواكب الاباء المحمدية من ساحات الاحتفال المركزية، فتردد صداها في سماء الكون كله، مؤكدة الاستمرار على درب المدد والنصرة لرسول الله الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والدعم والاسناد لغزة ومقاومتها الباسلة ومواصلة معركة المواجهة المباشرة مع الصهاينة حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها. موسى محمد حسن في سياق الامتثال لأمر الله تعالى في الفرح بفضله ورحمته والسرور بمن أرسله الله هادياً للناس أجمعين ورحمة للعالمين، احتفل شعبنا اليمني العظيم بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، بحضور متفرد وحشود غير مسبوقة في الاعوام الماضية، وتميز ومنقطع النظير عن كل شعوب العالم العربي والإسلامي، مجسداً بذلك كمال محبته وعظيم شوقه وقوة صلته وارتباطه الوثيق بالرسول الأعظم والنبي الخاتم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. رسائل الحشود وقد بعثت الحشود المليونية اليمانية المحمدية التي لم تسعها الساحات والميادين المخصصة للفعاليات الاحتفالية المركزية بذكرى المولد النبوي الشريف 1447 هجرية، برسائل هامة وعظيمة وقوية أيضاً، من ضمن هذه الرسائل، ان شعبنا اليمني العظيم متمسك برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، محافظ على هويته الإيمانية اليمانية الأصيلة. كما بعث شعبنا العظيم برسالة تميز وتصدر وتفرد في الإحياء والاحتفاء بذكرى خاتم الأنبياء، مؤكداً أن اليمنيين الذين هم مادة الإيمان ونفس الرحمن وأنصار المصطفى العدنان سيكونون على الدوام متصدرين ومتفردين ومتميزين عن بقية الشعوب العربية والإسلامية في الفرح والسرور وفي المحبة والحضور وفي التعظيم والاجلال والوصل والاتصال وفي تجسيد حقائق الصدق في إتباع إمام الصادقين والارتباط الوثيق بأشرف المرسلين وخاتم النبيين والسير على نهجه القويم، تأسيا واقتداء وولاء واهتداء لنكون أعزاء كما اراد لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أشداء على الكفار رحماء بيننا، ولنفوز برضى المولى في الحياة الدنيا وبجنة المأوى في الحياة الأخرى، فنحقق السعادة والفوز بالحسنى وزيادة. وبعث الحشود المليونية رسائل هامة ومزلزلة لقوى الاستكبار والطغيان، بان اليمنيين الأحرار الذين هم أهل الإيمان والحكمة وشعب المدد والنصرة وأولي البأس الشديد والقوة سيظلون متمسكين بالرسول والرسالة الالهية انصارا لرسول الهدى ودين الحق، مجاهدين في سبيل الله وسيوفا مسلولة ومسلطة على اعداء الله ورسوله، ثابتين على مواقفهم المشرفة والعظيمة في نصرة قضايا الأمة العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والدفاع عن مقدسات الأمة في أرض الرباطفلسطين ونصرة أبناء شعبها المظلومين في كل المدن والمناطق الفلسطينية ومنها قطاع غزة الذي يتعرض أهله لحرب إبادة جماعية وحصار وتجويع وهدم وتدمير متواصل للمباني والمنازل وتهجير قسري ومحاولات تطهير عرقي.. فيؤكد شعبنا اليمني العظيم بحشوده المليونية انه إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم لم ولن يتركه لوحده في معركة الطوفان والتصدي للعدوان الصهيوني الاجرامي الجبان ومواجهة قوى الاستكبار والطغيان، وذلك بالمسيرات المليونية الحاشدة وبمختلف أنواع واشكال التضامن الصادق والفاعل والمؤثر، وذلك إلى جانب خوض معركة المواجهة المباشرة مع كيان العدوان وداعميه، وإسناد ونصرة ودعم المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة بالعمليات العسكرية النوعية سواء البحرية أو عمليات القوة الصاروخية وسلاح الطيران المسير، والتأكيد على الاستمرار في هذه العمليات النوعية وبشكل تصاعدي مؤلم ومزلزل للعدو الصهيوني، حتى يتوقف العدوان على غزة ويرفع الحصار عنها.. لسان حال اليمنيين الأحرار أهل الإيمان والحكمة والمدد والنصرة وأولي إلباس والقوة أننا على الدرب سائرون..ولغزةِ ناصُرون.. وفي سبيل الله مجاهدون..حتى يتحقق وعدُ الله بالنصر والتمكين. الخروج الملاييني بصنعاء والمحافظات لإحياء المولد النبوي الشريف مثَّل رسالة للعالم بمدى تمسك وارتباط شعب الإيمان والحكمة برسول الله، والمضي على نهجه الجهادي في مواجهة طواغيت العصر وعلى رأسهم الشيطان المتكبر أمريكا وربيبها كيان الاحتلال الصهيوني، وكذلك المضي على نهج الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في نصرة المستضعفين من أبناء الأمة في غزةوفلسطين. رشفات من خطاب السيد القائد في خطابه الملهم والحكيم الذي القاه بهذه المناسبة الدينية المباركة والعظيمة أمام أهل الإيمان والحكمة والمدد والنصرة الذين احتشدوا بالملايين في مختلف الساحات والميادين المخصصة للاحتفال بذكرى المولد النبوي يوم الخميس الماضي -الثاني عشر من ربيع الاول 1447 للهجرة- أكد قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- ان "شعبنا يحيي مناسبة المولد النبوي الشريف كل عام عرفانا للنعمة وشكرا لله وفرحا وابتهاجا وسرورا بفضله وبرحمته"، مشيراً إلى أن "شعبنا يؤكد بإحياء المولد النبوي الشريف إحباط كل المساعي لفصل الأمة عن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما انه يستضيء بهذه المناسبة ويستلهم ما يزيده إيمانا ووعيا وعزما وثباتا وتحقيق الاستقلال على أساس من هويته الإيمانية". وشدد قائد الثورة على ان "أحفاد الأنصار يحملون الراية عاليا وسندا للمسلمين المستضعفين وتصديا للطغاة الكافرين وأعوانهم المنافقين"، وقال "تأتي مناسبة المولد النبوي ونحن في نهاية العام الثاني من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بدعم أمريكي". الانحدار الرهيب ولفت السيد القائد إلى أن "مظلومية الشعب الفلسطيني كشفت مستوى الانحدار الرهيب على المستوى الإنساني والأخلاقي والديني الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية ومدى التأثير للحرب الناعمة الشيطانية"، مشيراً إلى أن "اليهود استهدفوا بالحرب الناعمة أمة الملياري مسلم إلى حالة من الهوان مقابل حفنة من اليهود الصهاينة". مخطط العدو وأوضح السيد القائد ان "مخطط العدو الإسرائيلي لا يقف عند فلسطين، وكبار مجرميه يجاهرون علنا بمخططهم الذي يستهدف المنطقة تحت عنوان تغيير "الشرق الأوسط" و"إسرائيل الكبرى"، لافتًا إلى أن "الخطر الرهيب على أمتنا أن تستمر في هذه الوضعية الخطيرة عليها والمتنافية مع مبادئها والمؤدية بها إلى الهلاك". طريق النجاة وأكد السيد القائد ان "طريق النجاة لأمتنا الإسلامية ليس بالاستمرار في التخاذل والتنصل عن مسؤولية الجهاد ودفع خطر اليهود ودرء فسادهم وإجرامهم"، مبينًا ان "الإعراض عن القرآن الكريم وعن الاقتداء والاهتداء بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو ما انحدر بالأمة". وأوضح السيد القائد ان كل الخيارات والبدائل التي تشبثت بها الأمة وبنت عليها مواقفها ونظرتها ورؤيتها، ثلت فشلها، مشددًا على انه "لا خلاص من الجاهلية الأخرى إلا بنور الله الذي أخرج البشرية من الجاهلية الأولى". وتابع قائلا: "إننا في هذه المناسبة المجيدة نؤكد ثبات شعبنا على الانطلاقة الإيمانية بالتمسك بالقرآن الكريم والاقتداء بالنبي الكريم ورفع راية الجهاد ومواجهة طاغوت العصر "اليهود الصهيوني" ومن يقف معهم، مضيفًا "نؤكد ثبات موقفنا في نصرة الشعب الفلسطيني، وندعو أصحاب الضمائر الحية لمنع الإجرام الصهيوني الذي يمارس الإبادة الجماعية والتجويع لأهالي قطاع غزة". مشهد ايماني محمدي متفرد وفي ختام تقريرنا الموجز والمتواضع جداً مقارنة بعظمة المشهد اليماني المحمدي الذي تجسد يوم الثاني عشر من ربيع الاول ابتهاجاً واحتفالاً بذكرى مولد النور والهدى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، نؤكد ان هذا المشهد اليماني الإيماني المحمدي المتفرد عن كل مشاهد التعظيم والاجلال والابتهاج والاحتفال بذكرى مولد النور والجمال في كافة بلدان عالمنا العربي والإسلامي وعن كل ما سبقه من الفعاليات الاحتفالية خلال الأعوام الماضية، يجسد ان شعبنا اليمني العظيم المجاهد ماضٍ نحو الأمام بعزة وقوة ووعي وبصيرة وحكمة وايمان في ظل قائد حيدري ملهم وحكيم ومجاهد وشجاع، نحو استعادة المكانة اللائقة بأمة الاسلام، من خلال امتثال نهج خير الأنام والتمسك بالرسول والرسالة والقرآن الكريم، وأيضا من خلال الاهتمام بهذه المناسبة الدينية العظيمة والتي تعد اعظمها واجلها هي مناسبة المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم.. فالاهتمام بمناسبة المولد النبوي الشريف والحرص على اعطائها حقها من التعظيم والإجلال والإحياء والاحتفاء، له اثره الكبير على أبناء أمة الإسلام في تعزيز ولائهم وارتباطهم برسول، وفي هذا السياق الإيماني وتحقيق هذا المقصد الديني العظيم في امتثال أمر الله الذي تعبدنا به في الفرح بفضل ورحمة رسول الله الأعظم ونبيه الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، نجد اليمنيون يظهرون في كل عام جديد في شهر ويوم وذكرى مولد الحبيب المصطفى، حضوراً أكبر وفرحاً اكثر فأكثر تعبر عنه تضاعف الحشود وتميز فعاليات الاحتفاء بأشرف الخلق في هذا الوجود، وبتجسيد مشاهد الشوق العظيم في حضرة خاتم الأنبياء والمرسلين، تعظيماً واجلالا ووصلا واتصالا وولاء واهتداء وتأسيا واقتداء ومحبة وصلة ومددا ونصرة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. لسان حالهم يقول: إن حب المصطفى مكسبنا .. وكذا الآل نجوم الاهتدا كن عظيم الشوق في حضرته .. تتحسى كأس ذوق السعدا سعدت نفسٌ أحبت أحمدا .. وتفانت في إتباع المقتدا ايها الاحباب صلوا جهرة .. واسمعوا العالم هذا المشهدا نعم هذا ما جسده اليمنيون خلال احتفالهم بذكرى مولد النور والهدى.. حبٌ وتفانٍ وشوقٍ وذوقٍ وتعظيمٍ وتوقيرٍ وارتباطٍ وانتماءٍ وتجديدٍ للبيعة والولاء.. فهاكذا كان مشهد الحب اليماني المحمدي للحب حشر في السعيدة هائجٌ .. أمواجه صداحة الإكبار شعب يجدد للنبي ولاءه .. ويعيد جهراً بيعة الأنصار