يمثل الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطريةالدوحة، وبالتحديد الوفد المفاوض لحركة حماس، تصعيدًا خطيرًا وتحديًا سافرًا لجميع الأعراف والمواثيق الدولية. هذا العدوان ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو رسالة واضحة من إسرائيل بأنها دولة "مارقة" لا تحترم سيادة الدول ولا القوانين الدولية. إنه يؤكد مجددًا أن الكيان الإسرائيلي يستهدف من يشاء وحيثما يشاء، دون اعتبار لأية حدود أو اتفاقيات. انتهاك صارخ للقانون الدولي إن الهجوم على وفد مفاوض في دولة ثالثة مستقلة يُعد انتهاكًا جسيمًا لمبدأ "سيادة الدولة" المنصوص عليه في ميثاق الأممالمتحدة. المادة (2) من الميثاق تؤكد على أن "تكون لجميع الأعضاء سيادة متساوية"، وتمنع التهديد باستعمال القوة ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة. بالتالي، فإن القصف الإسرائيلي المزعوم لأراضي قطر، حتى لو لم يؤدِ إلى إصابات، هو خرق واضح لهذه المادة. كما أنه يمثل انتهاكًا للقانون الإنساني، حيث إن محاولة اغتيال مفاوضين أثناء تواجدهم في بلد محايد هو عمل غادر يتنافى مع أبسط قواعد الأخلاق الدبلوماسية. تساؤلات حول الدفاعات الجوية والتحالفات يُثير هذا العدوان أسئلة هامة حول فعالية الدفاعات الجوية في المنطقة. أين كانت الدفاعات القطرية التي قيل إنها تصدت للصواريخ الإيرانية بنجاح؟ ولماذا لم تتحرك أو ترصد الدفاعات الأمريكية في قاعدة العديد، التي يُفترض أن وجودها يهدف إلى حماية الأجواء القطرية؟ هذا الهجوم يكشف ضعفًا واضحًا في الأنظمة الدفاعية والتحالفات الأمنية القائمة. فبينما يتم الحديث عن قوة هذه الدفاعات وفاعليتها في حماية سيادة الدول العربية، يأتي الهجوم الإسرائيلي ليكشف زيف هذه الادعاءات ويؤكد أن إسرائيل تستعرض قوتها العسكرية في كل من اليمن، لبنان، وسوريا، والآن في قطر، في تجاهل تام لسيادة هذه الدول. هذا يدعو إلى إعادة النظر في كل ما قيل عن هذه الدفاعات وقدرتها على حماية سيادة الدول العربية. استعراض للقوة وتحدٍ لجهود السلام يؤكد توقيت هذا الهجوم، الذي جاء بعد الإعلان عن مقترحات سلام يقدمها الرئيس الأمريكي، أن إسرائيل لا تسعى للسلام أو الاستقرار، بل تسعى لتدمير أي فرصة لتحقيقهما. إنها دولة تستعرض قوتها، وتتجاهل أي جهود دبلوماسية. صمت المجتمع الدولي، وخاصة الولاياتالمتحدة، على مثل هذه التجاوزات يضع علامات استفهام كبيرة على مصداقيته. كيف يمكن لواشنطن أن تكون راعية لعملية سلام بينما يتم التخطيط لاغتيال وفد المفاوضات في عاصمة صديقة لها؟ هذا يضع الإدارة الأمريكية في موقف حرج ويدعو للتساؤل عن مدى موافقتها المحتملة على هذه العملية الجبانة. خاتمة إن العدوان على قطر ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو رسالة واضحة من إسرائيل بأنها لا تحترم أي حدود، ولا تُقيّدها أية اتفاقيات. إنه تأكيد على أننا أمام "دولة مارقة" لا تريد الأمن للمنطقة ولا التعايش مع دولها. إن هذا الهجوم يكشف ضعفًا في الأنظمة الدفاعية والتحالفات الأمنية، ويطرح تساؤلات جدية حول مستقبل الأمن الإقليمي. على دولة قطر والدول العربية أن تتخذ موقفًا حازمًا تجاه هذا العدوان، وأن تطالب المجتمع الدولي بمساءلة إسرائيل على هذه الجرائم التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي.