رصد محرر شبوة برس بيانًا صادِمًا أصدره مجلس النواب التابع للجمهورية العربية اليمنية، ذلك المجلس الذي تجاوز عمره الدستوري والقانوني منذ ما يقارب تسعة عشر عامًا، ولم يبقَ منه اليوم سوى بقايا كتلة هرِمة تشكلت في انتخابات شابتها الرشوة والنفوذ قبل أكثر من عشرين عامًا. بيان المجلس جاء هذه المرة محمّلًا بمفردات التهديد والتعالي في خطاب موجه للشعب الجنوبي، في لغة لا تختلف عن خطابات الإخوان والحوثيين والقاعدة. وأكدت مصادر شبوة برس أن خطاب المجلس كان مبتذلًا ورخيصًا، يكشف حالة العجز التي يعيشها هذا الكيان الذي فقد أهليته وبات مجرد واجهة سياسية تصدر بيانات من داخل الفنادق والأوتيلات، بينما رجال الجنوب يكتبون مواقفهم من قلب الخنادق وتحت وهج البنادق دفاعًا عن أرضهم وكرامتهم.
وأوضح ناشطون جنوبيون أن الشعب لم يعد يعترف بشرعية هذا المجلس ولا ببياناته، بعدما تحولت إلى أوراق مهترئة تُكتب لخدمة أطراف معروفة، وتستهدف الجنوب وحده دون غيره. وأضافوا أن المجلس لم يعد يمثل أحدًا سوى من تبقّى من أعضائه الذين يعيشون على رصيف الحياة أو فوق أسرّة المرض، فيما رحل كثير منهم عن الدنيا وبقيت مقاعدهم شاهدة على مجلس تحلّل وانتهى فعليًا.
وأشار متابعون إلى أن المجلس اليوم أقرب إلى "مجلس موميات محنّطة" يمكن الطعن في أهليته وشرعيته وتبعيته، وأن بياناته ليست قرآنًا منزلًا بل هراء وثرثرة على ورق، يجيد الجنوبيون تفنيدها وتمزيقها كما يمزقون كل ما يستهدف أرضهم وحقوقهم الوطنية.
وتأتي هذه المواقف في ظل تصاعد الهجوم السياسي والإعلامي الذي تقوده قوى الإخوان المسلمين وحلفاؤهم، وفي مقدمتهم سلطان البركاني، ضد مشروع استعادة دولة الجنوب العربي، في محاولة بائسة لإرباك المشهد بعد الانتصارات الميدانية والسياسية التي يحققها الجنوبيون.