فقدت محافظة المهرة والوطن عامة أحد أعمدة الفن الأصيل ؛ برحيل الفنان الكبير محمد مشعجل مساء الاثنين 8 سبتمبر 2025م في مستشفى الغيضة بعد معاناة مع المرض، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا خالدًا سيبقى شاهدًا على مسيرة طويلة في خدمة الموروث المهرّي والفن الأصيل. لقد كان الفنان مشعجل بصوته الشجي وأدائه المتميز سفيرًا للأغنية المهرية داخل الوطن وخارجه إذ استطاع أن ينقل هذا اللون من محيطه المحلي إلى فضاءات أوسع، ليعرّف به جمهورًا عربيًا واسعًا ويجعله عنوانًا للأصالة والهوية الثقافية. كان صوته سجلًا مفتوحًا يحكي عن الأرض والإنسان ويجسد عمق الانتماء إلى المهرة والوطن.
كان الفنان مشعجل مثالًا للالتزام الفني وصدق التجربة إذ امتزج في أغنياته التراث بالمعاصرة، فترك بصمة لا تُمحى في وجدان الناس، وأغنى المكتبة الغنائية بأعمال خالدة ستظل تتناقلها الأجيال جيلًا بعد جيل.
برحيله خسر الوطن نجمًا استثنائيًا صنع مجده بجهده وإصراره، وأسهم في صياغة الذاكرة الجمعية لعشاق الفن الأصيل. إنها خسارة كبيرة لا تعوَّض، لكن عزاءنا أن إرثه سيبقى حيًّا، وأن صوته سيظل شاهدًا على إبداعه.
رحم الله الفقيد الفنان محمد مشعجل(( أبا أشجان)) وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه ومحبيه في المهرة والوطن عامة الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.