استبعد مراقبون سياسيون أن يكون تنظيم القاعدة باليمن قد خطط لمؤامرة تفجير طائرة ركاب أمريكية فوق مدينة ديترويت وأن يكون قد تم تجهيز العبوة الناسفة في اليمن. واعتبر المراقبون هذه الإدعاءات تأتي في إطار ما تحيكه أجهزة الاستخبارات الأميركية التي عمدت مؤخراً إلى الترويج الإعلامي لهذه الإدعاءات ،وذلك لتحقيق انتصارات مزعومة على القاعدة بعد إخفاقاتها والضربات الموجعة التي تتلقاها القوات الأميركية من عناصر التنظيم بأفغانستان، كما أعتبر المراقبون ما ذهبت إليه تلك المزاعم بأنها تأتي في إطار دبلجة استخباراتية غربية . وكان محققون أمريكيون قد قالوا لشبكة إي بي سي الإخبارية الأمريكية إن مؤامرة تفجير طائرة ركاب أمريكية فوق مدينة ديترويت قد خطط لها ودفع بها زعماء تنظيم القاعدة في اليمن الذين دسوا على ما يبدو مواد القنبلة في الملابس الداخلية للمشتبه فيه قبل إرساله في مهمته. وحسب صحيفة تلغراف البريطانية فأن عمر فاروق عبد المطلب، 23 عاما، حاول إشعال فتيل مادة ناسفة مربوطة إلى ساقه على متن طائرة تحمل على متنها 278 راكبا و 11 من أفراد الطاقم لكن محاولته فشلت وهبطت الطائرة في مدينة ديترويت الأمريكية. وأن عبد المطلب يعاني من حروق من الدرجة الثانية قبل أن يتم القبض عليه، في حين تعرض اثنان من الركاب لإصابات أيضا، أحدهم بحاجة لعلاج في المستشفى. ونسبت الصحيفة إلى متحدثة باسم الشرطة البريطانية قولها: "إننا نجري تحقيقات بالتعاون مع السلطات الأمريكية، وعمليات البحث تجري كجزء من جهودنا في التحقيقات الجارية". وأن في التحقيقات الأولية، ادعى عبد المطلب أن العبوة الناسفة كانت مجهزة في اليمن وأنه عميل للقاعدة. وأشارت "إي بي سي "الإخبارية إلى أن السلطات الفدرالية اتهمت القاعدة في اليمن وراء عملية المؤامرة هذه،مع استحالة أن يمر المدعو " عبد المطلب" بتلك العبوة الناسفة عبر عدة دول ثم يركب الطائرة دون اكتشافه إلى أن شرع بسحب صاعق القنبلة لدى تنفيذه للعملية التي فشلت بالصدفة ولم يتم إحباطها،إذ قال المحققون الأمريكيون إن عملية التفجير تلك فشلت بسبب أن الصاعق ربما كان قصيرا جدا أو أنه لم يكن متصلا بشكل صحيح مع المواد المتفجرة. ويقول المحققون إن المشتبه فيه كان يحمل أكثر من 80 غرام من مادة البيتين، وهو مركب كيميائي يستخدمه الجيش. وكان ما سمي بمفجر الحذاء، ريتشارد ريد، قد حمل 50 غراما لمادة مشابهة في محاولته الفاشلة في عام 2001 لتفجير طائرة متجهة إلى الولاياتالمتحدة. وأشار المحققون إلى أن المشتبه فيه، عبد المطلب، طالب نيجيري الجنسية ويدرس في جامعة بريطانية احتفل بعيد ميلاده يوم الثلاثاء الماضي، قد قدم معلومات مفصلة عن عملية تجنيده وتدريبه حتى يقوم بتنفيذ ما كان من المفترض أن يكون هجوم عيد الكرسميس الانتحاري.