استبق رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، المؤتمر الدولي حول اليمن، المتوقع أن تستضيفه لندن في وقت لاحق من الشهر الجاري- بالإعلان عن "تعليق" الرحلات الجوية المباشرة بين المطارات البريطانية واليمنية،تحت ذريعة سلسلة من الإجراءات الرامية إلى "تعزيز الأمن" في المملكة المتحدة. وذكر بيان لرئاسة الحكومة البريطانية في "10 داونينغ ستريت"، أن براون أبلغ مجلس العموم أمس الأربعاء، بأنه بحث القرار مع السلطات اليمنية، في أعقاب محاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية ليلة عيد الميلاد، أثناء رحلتها من العاصمة الهولندية أمستردام، إلى مدينة ديترويت بولاية ميتشغان الأمريكية. وأشار البيان إلى أن هذا القرار، الذي تم تطبيقه على الفور، بحسب ما أكد براون، سيبقى سارياً حتى يتم النظر في "اتخاذ تدابير أمنية مشددة"، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء أعرب عن توقعاته بأن يتم بحث هذا الإجراء في المؤتمر الذي تستضيفه لندن الأسبوع المقبل،وذلك في إطار التهويل الإعلامي الغربي للقاعدة بغية تقويتها. وتابع البيان أن الإجراءات الأمنية الإضافية، التي أعلنها براون، تتضمن تعديل قائمة الدول التي يحظر استقبال رحلات جوية منها، وكذلك توسيع قائمة الأشخاص الذين سيخضعون لعمليات تفتيش خاصة، قبل السماح لهم بركوب الطائرات إلى المملكة المتحدة. كما تتضمن تلك الإجراءات وفقاً للبيان ، تعزيز التعاون بين أجهزة الاستخبارات البريطانية وشركائها الخارجيين، دون أن يصدر تأكيد رسمي من الجانب اليمني ، مشيراً إلى أن بريطانيا بدأت بالفعل في تشكيل فرق عمل مشتركة، كخطوة في هذا الاتجاه. وكان رئيس الوزراء البريطاني قد دعا مطلع يناير/ كانون الثاني الجاري، إلى عقد مؤتمر دولي حول اليمن، في 28 من الشهر نفسه، لمناقشة سبل التصدي ل"المد الإرهابي" المتزايد من قبل الجماعات المتشددة، التي تتخذ من الدول العربية ملاذاً لها ،ولاقت دعوة براون لهذا المؤتمر ردود فعل قوية من مختلف الشرائح الاجتماعية والأطياف السياسية والعلماء في اليمن ،محذرين الحكومة اليمنية- التي رحبت بالدعوة لهذا المؤتمر- من أجندات غربية تسعى من خلال مؤتمر لندن لاستهداف اليمن وفقاً لسياساتها الطامعة بالمنطقة ،معتبرةً ذلك تدخلاً سافراً بشؤون اليمن الداخلية. وجاءت دعوة براون، في أعقاب مسرحية تفجير السروال الفاشلة التي تحاول أمريكا إتقانها لإيجاد ذرائع أكثر للتدخل باليمن ، بمبرر أن المشتبه به الرئيسي، النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب في محاولة تفجير الطائرة الأمريكية،تلقى تدريباً ودعماً مادياً من قبل عناصر تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" باليمن.