ساعتين منتزعة على هامش مؤتمر لندن بشأن أفغانستان لتدويل مشكلات اليمن الداخلية امنيا وسياسيا ..هكذا لخص السفير البريطاني بصنعاء في مؤتمر صحفي طارئ مساء الأربعاء دعوة بلاده لعقد مؤتمر لندن المرتقب في ال27من الشهر الجاري. وفيما يبدوا رسالة ضغط على الحكومة اليمنية للقبول بمناقشة الملفات الداخلية التي أعلنت الأخيرة رفض مناقشتها خارج إطار تنظيم القاعدة ودعم التنمية في اليمن ، لوحت بريطانيا عبر سفيرها بصنعاء (تيم نور لوت) باستبعاد الملف الاقتصادي وعدم بحث المؤتمر الدولي حول اليمن توفير تعهدات مالية لتحدياته ، في وقت كان قد استبق رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، الداعي للمؤتمر ، بالإعلان عن "تعليق" الرحلات الجوية المباشرة بين المطارات البريطانية واليمنية، ضمن سلسلة من الإجراءات الرامية إلى "تعزيز الأمن" في المملكة المتحدة. السفير البريطاني بصنعاء في مؤتمره الصحفي اوضح ان حكومة بلاده تعمل حاليا جنبا إلى جنب مع الحكومة اليمنية والشركاء الدوليين للتحضير للمؤتمر الذي سينعقد في ال27من يناير الجاري في لندن ، مشيرا إلى انه سيكون قصير بطريقة إستراتيجية – مدته ساعتين- وسيتم إعداد قائمة بالمشاركين قبل المؤتمر بفترة قصيرة". ولفت السفير البريطاني إلى أن الهدف الرئيسي من المؤتمر هو أن يلتقي وزراء الخارجية المعنيين بنظرائهم الشركاء الدوليين في دعم اليمن, وأن الخطة الحالية تتضمن قيام رئيس الوزراء البريطاني ورئيس الوفد اليمني بافتتاح الاجتماع, ومن ثم يترأس وزير الخارجية البريطاني (دافيد مليباند)الفعالية, وأن الحكومة اليمنية ستعد مسبقا أوراق عمل عن التحديات الأساسية التي تواجهها اليمن اقتصاديا, سياسيا, تنمويا, وأمنيا, وستعطى الأوراق تركيزا في النقاش. وبحسب السفير (تيم نور لوت) فان المؤتمر سيركز على التحديات الأمنية التي تواجه اليمن "تشمل أسباب التطرف وعدم الاستقرار ", مشيرا الى مناقشة قضية انفصال الجنوب والتمرد المسلح في الشمال,والحوار الوطني بين الاطراف السياسية والاحزاب الأمر الذي سيقود في الأخير إلى وضع حل شامل يتفق عليه ويطرح على الحكومة اليمنية والشركاء الدوليين. كما أستبعد السفير (تيم) وجود أية مساعدات مالية أو تعهدات من قبل المانحين للحكومة اليمنية, بقدر ما يعد المؤتمر بداية لعملية جديدة تقوم بمراجعة الدروس المستفادة من مؤتمر المانحين الدوليين في 2006 وأساليب تقيم الدعم للحكومة اليمنية, وكذا تضمن العملية الجديدة توسيع قاعدة العمل من أجل ضمان تعاون جميع المانحين بما يجعل منها عملية دعم مستدامة وبما يعطي زخما أكبر لبرنامج الإصلاحات السياسية والاقتصادية في اليمن, وتطوير التنسيق الدولي في الدعم- بحسب قوله. وأكد السفير البريطاني بأن مصالح اليمن لن تكون جيدة مالم تكن يمن موحد ومع حكومة واحدة تهتم بأبناء اليمن في جميع إطرافه المترامية, معبرا عن خشيته من كارثة في حال قسمت اليمن لا سيما في ظل ضعف الموارد, وأن عدم الاستقرار سيستدعي القيام بالعديد من الأشياء لحل قضية عدم الاستقرار كون ذلك سيشكل خطر على أمن المنطقة. وارجع السفير البريطانيا قرار تعليق رحلات اليمنية (الناقل الوطني في اليمن ) إلى لندن, لأسباب أمنية بحتة, مشيرا إلى وجود فريق من الخبراء البريطانيين في مجال الطيران باليمن للبحث مع المسئولين اليمنيين مجالات السلامة الأمنية في مطار صنعاء. وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، الداعي للمؤتمر الدولي حول اليمن، المتوقع أن تستضيفه لندن في وقت لاحق من الشهر الجاري، استبق إيضاحات السفير في صنعاء بالإعلان عن "تعليق" الرحلات الجوية المباشرة بين المطارات البريطانية واليمنية، ضمن سلسلة من الإجراءات الرامية إلى "تعزيز الأمن" في المملكة المتحدة. وذكر بيان لرئاسة الحكومة البريطانية في "10 داونينغ ستريت"، أن براون أبلغ مجلس العموم الأربعاء، بأنه بحث القرار مع السلطات اليمنية، في أعقاب محاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية ليلة عيد الميلاد، أثناء رحلتها من العاصمة الهولندية أمستردام، إلى مدينة ديترويت بولاية ميتشغان الأمريكية. وأشار البيان إلى أن هذا القرار، الذي تم تطبيقه على الفور، بحسب ما أكد براون، سيبقى سارياً حتى يتم النظر في "اتخاذ تدابير أمنية مشددة"، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء أعرب عن توقعاته بأن يتم بحث هذا الإجراء في المؤتمر الذي تستضيفه لندن الأسبوع المقبل. وتابع البيان أن الإجراءات الأمنية الإضافية، التي أعلنها براون، تتضمن تعديل قائمة الدول التي يحظر استقبال رحلات جوية منها، وكذلك توسيع قائمة الأشخاص الذين سيخضعون لعمليات تفتيش خاصة، قبل السماح لهم بركوب الطائرات إلى المملكة المتحدة. كما تتضمن تلك الإجراءات، وفقاً للبيان- الذي لم يعلق عليه رسميا الجانب اليمني- تعزيز التعاون بين أجهزة الاستخبارات البريطانية وشركائها الخارجيين، مشيراً إلى أن بريطانيا بدأت بالفعل في تشكيل فرق عمل مشتركة، كخطوة في هذا الاتجاه. وكان وزير الخارجية الدكتور القربي اكد ان اليمن يدرس كل السيناريوهات والاحتمالات حول مؤتمر لندن الدولي وما سيطرح فيه والذي دعا اليه رئيس الوزراء البريطاني نهاية الشهر الجاري . مجددا رفض اليمن أي تدخل عسكري أجنبي على الأراضي اليمنية أو قرارات أو خطوات أو اتفاقات من شأنها التدخل في شئونه الداخلية والإضرار بسيادة البلاد ومصالحها الوطنية العليا. وقال ردا على تساؤلات في مؤتمر صحفي عقد مؤخرا ا حول غموض أجندة المؤتمر وعدم تبلور صورة واضحة لجدول أعماله بخلاف المعلن عن تكريسه لدعم التنمية في اليمن ومكافحة الإرهاب "أن الحكومة اليمنية لن تقبل بأي شيء بمؤتمر لندن يمس بسيادتها أو التدخل في شؤونها الداخلية". وبيَن رفض اليمن لأي توجيهات من أي طرف في القضايا الداخلية كالتمرد الحوثي اوالحراك الجنوبي الانفصالي او طرحها على طاولة مؤتمر لندن لأنها قضايا يمنية وداخلية معالجتها في إطار اليمن.غير أنه تحدثت عن "أهمية الدعم الدولي لليمن في مواجهة الإرهاب في إطار الشراكة الدولية في هذا الشأن". واعرب القربي عن امل الحكومة اليمنية أن يخرج المؤتمر بإستراتيجية تدعم الاقتصاد الوطني والحصول على دعم دولي لتعزيز قدرات اليمن في الحرب على الإرهاب وكذلك دعمها في المشاريع الاقتصادية وإيجاد المزيد من فرص العمل لمواجهة مشكلات البطالة والفقر. مشيرا إلى ما تطرحه اليمن حول تشكل آلية للمتابعة لضمان تنفيذ ما تتضمنه هذه الإستراتيجية من التزامات وتعهدات.