أكد فخامة رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح إن الدعوة للانفصال ورفع الشعارات المعادية للوحدة الوطنية العظيمة خيانة وطنية كبرى، وأن من يطلقون مثل هذه الدعوات السخيفة هم أولئك النفر الذين أضروا بأبناء شعبنا في جنوب الوطن في عهد التشطير طوال خمسة وعشرين عاما ومارسوا بحقهم شتى صنوف الظلم والقهر والتشريد والسجن والتصفيات الجسدية. . جاء ذلك خلال زيارته أمس الثلاثاء إلى كلية الشرطة. وحث فخامة الرئيس جميع أبناء الوطن بأن لا يصغوا لأولئك النفر من دعاة الردة والانفصال، وأضاف: لقد جاءت الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م، إنقاذا للوطن بشكل عام شماله وجنوبه من مآسي التشطير لأنه في حقيقة الأمر كان هناك صراعا جنوبيا جنوبيا وتصفيات كل ثلاث إلى أربع أو خمس سنوات، حيث كانت تحدث دورات دموية ووجبات من التصفيات من أجل التسلط على نظام الحكم في جنوب الوطن، كما كان هناك صراع شطري شطري وبإعادة تحقيق الوحدة المباركة انتهت دورات الصراعات الدموية والتصفيات سواء في إطار الشطر الواحد أو بين الشطرين فتعمق الحب والوئام بين أبناء الوطن وتعزز اختلاط المواطنين وتعارفهم وتفرغوا للتنمية فتضاعفت المنجزات واتجه النشء والشباب نحو التعليم للتسلح بالعلم والمعارف، فالتحقوا بالمدارس والكليات والمعاهد وتشابكت مصالح أبناء الوطن هنا وهناك وتعارف الناس كأسرة واحدة. وأكد رئيس الجمهورية أن لا أحد يقدر أن يشكك في يمنية أي يمني أو يسلخ عنه هويته الوطنية، فنحن أمة يمنية واحدة أرضها واحدة ودينها واحد وتاريخها واحد وثورتها واحدة (26 سبتمبر و 14أكتوبر)"، وأما أولئك النفر الذين يحلمون بإمكانية إعادة عقارب الساعة إلى الخلف، قال فخامته: نقول لهم أن ذلك مستحيل وهم سيكونون الخاسرين في كل الأحوال، فدائما من يسعى للإضرار بمصالح الوطن والمواطنين ومن يدعو إلى الباطل هو الخاسر لأنه يسعى إلى باطل، فنحن أمة واحدة عزتها وكرامتها في وحدتها حيث تتوحد الطاقات والإمكانيات ماديا وبشريا وثقافيا وسياسيا وأمنيا ودفاعيا لما فيه خير شعبنا اليمني العظيم وتحقيق تطلعاته في التنمية والرخاء والازدهار، ولهذا فأن الوحدة مرتكز قوته وعظمته. وأشار إلى أن الشعب اليمني يدرك عظمة الوحدة وضرورة أن يكون اليمن عصبة واحدة لمواجهة كل أنواع التحديات، سواء كانت عسكرية أو أمنية أو إرهابية أو تنموية أو أيا كان نوعها من التحديات الأخرى. . واستطرد قائلا: لقد فشلت المؤامرات التي واجهت شعبنا منذ فجر الثورة المباركة سبتمبر وأكتوبر، حيث أحاطت بالثورة عند قيامها مؤامرات عديدة من كل الاتجاهات، إلا أنها تحطمت على صخرة صمود أبناء شعبنا، وحبهم وولائهم للوطن، كما تحطمت على صخرة إرادة شعبنا الوحدوية ووعي أبناء قواته المسلحة والأمن مؤامرة فتنة محاولة الردة والانفصال في صيف عام 94م. وتابع فخامة الرئيس قائلا: كما تحطمت الآن على صخرة الوعي الوطني وبفضل دماء الشهداء الشرفاء من الضباط والصف والجنود والمواطنين في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان، تحطمت مؤامرة من طراز آخر، وهي مؤامرة محاولة الردة والعودة بالوطن إلى ما قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر. ولفت إلى أن مشعلي هذه المؤامرة كانوا يحاولون العودة بوطننا إلى العهد الإمامي الكهنوتي العنصري البغيض إلا أنها تحطمت على صخرة صمود شعبنا وقواته المسلحة والأمن الذين قدموا نهرا من الدماء في الملاحيظ وصعدة وسفيان، وسقط في سبيل التصدي لهذه المؤامرة عدد من خيرة الضباط الشرفاء والجنود والمواطنين وهم يتسابقون على الموت حبا لهذا الوطن ودفاعا عن الثورة والجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية ومنجزات ومكاسب الوطن. ودعا فخامة الرئيس الوحدويين في القرى والمحافظات إلى نبذ دعاة الانفصال ورفض الشعارات التي يرفعونها. وقال: نثق أن أبناء الوطن الوحدويين في كافة مناطق محافظات الجمهورية سيحافظون على منجز الوحدة في حدقات أعينهم وأنهم ينظرون إلى وجوه رموز العمالة والخيانة من دعاة الانفصال ويقولون لهم بئست مشاريعكم. . وتابع قائلا: لقد رفع أولئك النفر من الحاقدين والمأجورين في بعض المناطق شعارات معادية للوطن ووحدته عدة أشهر وسعوا إلى بث بذور الحقد والكراهية والحقد بين أبناء الوطن الواحد عندما كنا مشغولين بمواجهة فتنة التخريب والتمرد في صعدة، وكما يقول المثل الشعبي إذا غاب القط يلعب الفأر، فهؤلاء الفئران خونة الوحدة، هم الآن في النمسا وعند أسيادهم الذين ترعرعوا وتربوا على العمالة والاستخبارات، وهم أصحاب مجزرة سالمين وقحطان الشعبي وفيصل عبد اللطيف ومجزرة 13 يناير، وعار عليهم أن يظهروا مرة أخرى على شاشة أو على أي صحيفة وهم قتله وعملاء ضد الوطن، ولو كانوا شجعان لكانوا معنا. وأضاف: تعالوا حاورونا وتفاهموا معنا كيف كان جنوب الوطن قبل الثاني والعشرين من مايو، فالذين يتحدثون أن الظلم في الجنوب كذابين، جاءت الوحدة بالأمن والآمان والاستقرار والخير، جاءت بالتنمية بالطريق بالتعليم بالمدرسة والاستقرار والخير. وتساءل فخامته من الذي نهب الأراضي؟! وقال: هم الذين نهبوها قبل إعلان الوحدة بساعات محدودة في الثاني والعشرين من مايو. وأضاف: لقد أعدنا إنجاز طريق عدن إلى حضرموت، التي كانت ضيقة ومواصفاتها سيئة وأشبه بالكرفته، وهي اليوم من أروع الطرق الدولية، وأصلحنا مطار عدن الدولي وبنينا كليات حديثة لجامعة عدن التي كانت قبل الوحدة تضم ثلاث كليات للتربية والطب، والحقوق، وحاليا تضم أثنى عشر كلية، إلى جانب ثمان أو تسع كليات في حضرموت وكليات أخرى في شبوةوأبين و لحج. وأردف قائلا: الوحدة أو الموت هذا شعار كل اليمنيين الشرفاء في كل أنحاء الوطن سيردد هذا الشعار في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية و كل التجمعات و المهرجانات والكرنفالات، هذا هو شعار اليمن الوحدة أو الموت، فهل نريد أن نكون قوة عظيمة أم أقزام، ولن نكون قوة عظيمة كبرى، إلا بوطن موحد بتنمية شاملة وأمن و استقرار وثقافة واحدة وأسرة واحدة، فهل نكون قوة عظيمة كبرى أم نتحول إلى أقزام ونعود إلى عهد التجزئة الاستعمارية مشيخات وسلطنات، فيا للعار أن يكون هناك من يتبنى هذا النهج التآمري وأضاف أن الشعب اليمني أسرة واحدة، ويا للعار في وجوه أولئك الخونة والعملاء الذين يتسكعون في الخارج أو في الداخل ويدعون إلى الشطرية. . يا للعار (ويخس) على وجوه أولئك العملاء الذين يرفعون العلم الشطري، وأنه إذا كان لدى أيا من أولئك أي مطلب قانوني دستوري فبإمكانه أن يأتي ليشارك في الحوار فالأبواب مفتوحة والوطن يتسع لجميع أبنائه، ولكن الذي يرفض الحوار ليس لديه حجة ولا منطق وفاقد الشيء لا يعطيه. ومضى بالقول: أولئك العملاء قوى مفلسة قوى تسلطية تريد أن تتسلط مرة أخرى على جنوب الوطن الحبيب ونحن نقول لها لا وألف لا ونعم لوحدة ال22 من مايو المجيد نعم ل22 مايو، يوم ارتفع علم الجمهورية اليمنية خفاقا في القصر الجمهوري في المعلا بعدن وسيظل مرفوعا وإلى الأبد. وأردف: نعم سيظل علم الجمهورية خفاقا إلى الأبد، وسيكون دعاة الانفصال هم النادمين مثلما ندم أولئك الذين رفعوا الشعارات المعادية للثورة اليمنية وحاربوا الثورة اليمنية حتى وصلوا إلى أبواب صنعاء في السبعينات وخسروا الرهان ونحن أبناء اليمن كسبنا الرهان وقدمنا قوافل من الشهداء وحافظنا على الثورة والجمهورية، لأن لدينا مشروعا وطنيا كبيرا وندافع عن الثورة والجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية أما الخاسرين فلديهم مشاريع تآمرية ضد الوطن وثوابته ومكتسباته (فيخس) على وجوه أولئك العملاء الذين يتآمرون على الوحدة التي تمثل أعظم منجز تحقق لشعبنا اليمني، فبئس لمشاريعهم التآمرية ولوجوههم القبيحة. وتحدث الرئيس في خطابه إلى الضباط و طلبة الكلية قائلاً: ندرك أن للشرطة مهام كبيرة ومهام وطنية عظيمة ولهذا التحقتم بهذه الكلية من أجل خدمة الوطن في المقام الأول والتأهيل العلمي والعسكري والأمني، مشيراً إلى أن شعبنا اليمني يعلق أمالا كبيرة على أبنائه منتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية من اجل خدمة الوطن والدفاع عن ثوابته والذود عن مكتسباته من خلال أدائهم لمهامهم في عدة مسارات المسار الأمني والمسار التنموي، ومسار الحفاظ على المكتسبات والمنجزات الوطنية والإسهام في ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب اليمني الواحد الذي أعاد لحمته وتوحده قبل عشرين عام في 22 مايو 90 وانتهى بذلك التشطير البغيض إلى الأبد. . واستطرد بالقول: هؤلاء الطلاب من كل أنحاء الوطن، هؤلاء الوحدويون الذين سيحافظون على الوحدة و يلقنون أولئك العملاء درسا لا ينسوه، ليس اليوم فقط بل غدا وبعده، هؤلاء المخلصين شباب الوحدة ترعرعوا على وحدة الثاني والعشرين من مايو وتعلموا في الجامعات والكليات و مهامهم الوطنية الكبرى الحفاظ على وحدتهم. وخاطب فخامة رئيس الجمهورية قوى التخلف والردة والانفصال بالقول: يا قوى التخلف يا قوى الردة والانفصال هذه خيرات ومنجزات الوحدة التي تحاكمكم اليوم وعهدكم الشمولي المظلم ما دفعكم إلى أن تسعون مرة أخرى لرفع شعار الانفصال، فمن العار عليكم أن ترفعوا شعار الانفصال مرة أخرى، فارفعوا شعار الوحدة عاليا، وإذا كان لدي أيٍ منكم حق أو مطالب فيأتي للحوار ويضع مطالبه تحت سقف الدستور والوحدة ولا ينزلق للتأمر والعمالة للمساس بالوحدة، فالوحدة خط احمر يحميها الوحدويون الشرفاء المخلصين من أبناء الوطن وفي مقدمتهم الوحدويون أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية الذين يحافظون على هذا المنجز العظيم كما يحافظون على حدقات أعينهم، والجميع يدرك أن إعادة تحقيق هذه الوحدة المباركة جاء ترجمة لإرادة شعبنا اليمني وتضحيات ونضال طويل كون التشطير هو من مخلفات الإمامة والاستعمار ولهذا فإن الوحدة لم تفرض بالقوة وإنما جاءت بالوعي. وأضاف: الذين يبنون مشاريع الاستعمار ويرفعون شعار الجنوب العربي نقول لهم عار عليكم أن ترفعوا هذا الشعار وتحاولون تجريد اليمنيين في أبينولحجوشبوة من يمنيتهم، عار عليكم أيها العملاء والخونة أن تتبنوا مشاريع استعمارية كشف حقيقتها شعبنا وتصدى لها منذ عشرات السنين. وأكد فخامة الرئيس أن عظمة الشعوب في قوتها ووحدتها، مبينا أن الإتحاد الأوروبي توحدت دوله بالرغم من التباين الموجود في كل دولة أما نحن فنحن شعب واحد على مر التاريخ ولدينا قواسم مشتركة وثوابت واضحة هي الله، الوطن، الثورة، الجمهورية، الوحدة،الحرية،الديمقراطية، وشعارنا هو يمن واحد، أمة يمنية واحدة. وأضاف فخامته: أتحدث أمام ضباط و طلبة الشرطة لأنهم أقرب ناس إلى المجتمع فهم متواجدون في أقسام الشرطة وبوابات المؤسسات والوزارات والمصالح الحكومية وفي الجوازات و الضرائب و الجمارك وفي كل مكان تجد عليها ضباط وجنود الشرطة لذا يجب أن يكونوا قدوة من حيث الهندام والمظهر والتعليم والإخلاص و الولاء والاستعداد الكامل متحلين بالأخلاق مبتعدين عن العنجهية ومن خلال التعامل مع الناس بالأخلاق الحميدة وذلك ليس ضعفا فقوة الإنسان هي عندما يتخاطب بلغة مسئولة وليس بالألفاظ الرديئة أو غير المسئولة فالذي يتحدث بالكلام الجميل هو الإنسان الجميل. وأضاف فخامة رئيس الجمهورية: نحن نشد على أيدي هؤلاء المقاتلين من العسكريين والأمنيين، ونشد على أيديكم ونقول لكم الوطن أمانة في أعناقكم، أنتم يا شباب الوطن، أنتم لستم تجار سياسة فتجار السياسة الذين يحشون في المقايل ويكتبون في الصحف الصفراء إفرازاتهم الخبيثة ضد هذا الوطن وحقدهم الدفين ضد هذا الوطن، فعليكم أن تصموا آذانكم مما يتلفظ به العملاء والخونة والمرتزقة والمرتدون و انظروا إلى مستقبل الوطن وتعلموا وتثقفوا وتأهلوا وعمقوا بين صفوفكم الوحدة الوطنية. وخاطب الدارسين: أنتم زملاء وأحوج إلى الحب بعضكم البعض لأن من تدرس معه هو زميلك ورفيق دربك وسلاحك وأقرب إليك من أخيك. . فأنت تعود إلى أسرتك يومي الخميس والجمعة في حين أنك تظل مع زميلك ورفيقك في العنبر طوال أيام الأسبوع فهذه هي الأخوة الحقيقية وهو من سيقف إلى جانبك في السراء والضراء. مؤكداً أن الشابات الملتحقات بكلية الشرطة سيكون لهن مستقبل زاهر إلى جانب أخيها الرجل، مجددا الحرص على تشجيع تعليم المرأة وتعزيز مشاركتها الفاعلة في عملية التنمية في الوطن، مستهجناً وصم المرأة بالنقص وعدم المعرفة مع أن هناك من تعلموا لكن ليس تعليما صحيحا وإنما أتتهم الشهادات إلى البيت فمثل هؤلاء هم أصحاب الشهادات المزيفة، فيما ينبغي علينا أن نحترم و نرحب بالمرأة في مرافق العمل بمختلف مؤسسات الدولة ومعاملتها كما نعامل أخاها الرجل.