احتشد العشرات من صيادي مديرية الريدة وقصيعر الساحلية بحضرموت، في اعتصام لهم صباح أمس الثلاثاء ، حيث نصبوا خيامهم أمام مبنى المحافظة بمدينة المكلا، احتجاجا على قيام بارجة حربية ترافقها طائرة هليكوبتر أجنبيتان بإحراق قارب كبير "عبري" وأربعة هواري صيد، مطالبين الجهات المعنية بحماية المياه الإقليمية اليمنية وحماية الصيادين من السطو والقتل التي يتعرضون لها من قبل قوات البوارج الحربية. وكانت قوارب الصيادين اليمنيين قد أبحرت يوم الاثنين 12/4 لغرض استغلال موسم صيد سمك الثمد، ففوجئ الصيادون بطائرة هليكوبتر توجه إليهم الأسلحة وتشير إليهم بالتحرك مع العبري نحو بارجة حربية ترفع علم دولة أجنبية ، كانت قريبة من موقع "السول" وهو مكان تجمع سمك الثمد، وكما أضافت المصادر المطلعة أن الصيادين تحركوا اثر ذلك برفقة العبري المسمى بالبدر(1)ص3/96 ومالكه حيدر سعيد البكري إلى البارجة الحربية والتي تحمل رقم 543 وعليها نجمة حمراء فتم على الفور احتجاز الصيادين وعددهم 35، ونهب مالديهم في العبري وهواري الصيد من ممتلكات؛ كالمكائن والشباك والحبال والماجلان وأجهزة الأعماق وجوالات الاتصال والملكية والترقيم. كما قام الجنود الذين وصفوا بأنهم أجانب بتمزيق العلم اليمني. وبعد احتجاز دام أكثر من ست ساعات ربطت هواري الصيد مع الصنبوق وأطلقت النيران الكثيفة عليها حتى أحرقت بالكامل. . ولم يصب أحد الصيادين بأذى حيث استقلوا العبري الآخر الذي ظل معهم. وبحسب الرسالة التي رفعها مجلس إدارة تعاونية صيادي قصيعر أن الأربعة القوارب الأخرى من نوع فيبرحلاس تابعة للصيادين: ( أحمد صالح نصيب، محمد خميس باحشوان، عوض عبدالله، صالح عوض باحشوان. وأشارت الرسالة التي حصلت الصحيفة على نسخة منها إلى أن "4" عسكريين من البارحة قاموا بنهب معدات العبريين والمعدات التابعة للقوارب ومكائنها البحرية وآخذوها إلى البارجة. . الصيادون الذين نفذوا اعتصاماً بمدينة المكلا أمس طالبوا السلطة بحمايتهم من السطو والقتل التي يتعرضون لها من البوارج الأجنبية، وأحضر الصيادون معهم القارب " العبري" إلى الساحل لمشاهدة آثار الدمار. وكان مصدر مسئول مطلع قد أكد في وقت سابق أن بارجة حربية روسية قد أقدمت على تدمير سبعة قوارب صيد يمنية ، مشيراً المصدر لدى تصريحه ل"أخبار اليوم" مساء أمس إلى أن هناك توجيهات رئاسية منذ يومين بإستدعاء السفارة الروسية بصنعاء على خلفية الحادث، وأن هناك توجيهات - حسب المصدر- بشأن مناقشة ملف الصيادين بحضرموت. إلى ذلك أوضح بلاغ صحفي صادر عن المكتب التنفيذي للإتحاد التعاون السمكي بأن قوارب الصيد التقليدية تقع تحت طائلة الإعتداءات السافرة من قبل القوات الدولية المتواجدة في بحر العرب وخليج عدن بحجة مكافحة القرصنة. وآفاد البلاغ الذي صدر أمس بشأن قيام القوات الدولية بضرب وتفجير قوارب الصيادين وعلى رأسها القوات الهندية، أن بارجة تحمل رقم (543) يشتبه أنها أوكرانية قامت بضرب العبري المسمى البدر والقوارب التابعة له وعدد سبعة قوارب تم تدميرها عمداً رغم أنها ترفع العلم اليمني وعلى بعد "70" ميلاً بحرياً من قصيعر في قلب المياه اليمنية. وأشار البلاغ الذي حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه إلى أن القوات الدولية وعلى وجه الخصوص الهندية منها تقوم بالأعتداء على الصيادين بالضرب ونهب أغراضهم ومعداتهم والرمي بهم في عرض البحر وتفجير قواربهم، لافتاً إلى أن تلك الأحداث أخذت منعطفاً خطيراً وأن ذلك سيؤثر سلبياً على الإقتصاد الوطني. وناشد الإتحاد فخامة رئيس الجمهورية باتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها الحفاظ على أرواح الصيادين وممتلكاتهم وقواربهم والتوجيه بتعويضهم عما أصابهم جراء تلك الإعتداءات الوحشية، وذلك بموجب الإحصائيات التي يحتفظ بها الإتحاد بشأن الصيادين المعتدى عليهم سواء من قبل القوات الدولية أو القراصنة الصومال. ومن جانب أخر تعرض قارب صيد يمني لغرق مرتين في المياه الدولية وذلك قبل وبعد محاكمة طاقمه في السودان إثر ضبطه من قبل دورية سودانية بعد تعطله عن العمل في المياه الدولية. وقالت مصادر خاصة ل"أخبار اليوم" إن القارب الخشبي من نوع هوري يحمل رقم 187ص2 تعرض لحادثة غرق أثناء وجوده في المياه الدولية وعلى متنه 9 صيادين، وأن الصيادين تم إنقاذهم من قبل قارب صيد يمني أوصلهم ليلة أمس الأول إلي ميناء الاصطياد بالحديدة. وأوضحت أن القارب الذي تعرض للغرق غادر ميناء الاصطياد في الحديدة مع بحارته ال 9 في ال 20 من شهر فبراير الماضي وتعطل محركه بعرض البحر مما اضطر طاقم القارب إلي استخدام الأشرعه ليبقوا تائهين في عرض البحر لمدة 15 يوما. وأضافت أن الرياح الشديدة جرفتهم في الخامس من شهر مارس الماضي إلي المياه الإقليمية السودانية ومن ثم قاموا بتسليم أنفسهم إلي البحرية السودانية بمنطقة (راكبا) حيث تمت مصادرة الأسماك التي اصطادها طاقم القارب ،وإحالتهم إلي المحكمة السودانية المختصة في الخامس من ابريل الجاري والتي أصدرت حكما ببراءتهم. وأشارت المصادر إلى أن القارب أبحر في اليوم الذي يليه في اتجاه الساحل اليمني وخلال ذلك تعرض القارب مع طاقمه لحادثة الغرق في المياه الدولية يوم الجمعة الماضي وظل الطاقم متشبثاً بخزان القارب لمدة يومين حد قولها، حتي تم انتشالهم في اليوم الثاني لحادثة الغرق من قبل قارب صيد كان يبحر في المجرى الدولي وإعادتهم إلي ميناء الاصطياد بمحافظة الحديدة، مبينة المصادر ذاتها أن مالك القارب الذي قام بإنقاذ الصيادين ال"9"، يدعى عدنان سيف، فيما القارب الغريق كان تابعا للصياد محمد يحي حندج.