طالب علماء اليمن بصيانة وحماية المنظومة القانونية من العبث والتعديلات المخالفة للشريعة كتعديل قانون الجرائم والعقوبات والأحوال الشخصية وتحديد سن الزواج. وأكدوا في بيان - تنشر "أخبار اليوم" نصه - أن ذلك التعديل مخالف للشريعة الإسلامية وخرق صارخ للدستور. وفيما يلي نص البيان: الأخ رئيس الجمهورية المشير/ علي عبدالله صالح وفقكم الله تعالى لما يحبه ويرضاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، نحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو نسأله أن يصلح أحوال البلاد والعباد وأن يوفق الراعي والرعية لما فيه الخير والسداد، ونسأل الله أن يؤلف قلوب المسلمين أجمعين وأن يوحد كلمتهم على الحق والدين وأن يحفظ علينا ديننا ووحدتنا وأمننا واستقرارنا. وبعد/ فإنطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثاً ويسخط لكم ثلاثاً، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً وأن تناصحوا من ولى الله أمركم، ويسخط لكم: قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال). ونظراً لما تمر به الأمة من أحداث ومستجدات ودرءاً للمخاطر والفتن فإن علماء اليمن يضعون بين أيديكم جملة من القضايا والمطالب الملحة التي يسألون الله أن يوفقكم لمعالجتها: 1. يشيد العلماء بالخطوة المباركة المتمثلة في مشروع الإتحاد العربي الذي تقدمتم به إلى مؤتمر القمة العربية في " سرت" بليبيا، ويؤكد العلماء وقوفهم إلى جانبكم في السعي لتحقيقه والذي يمثل منطلقاً لتحقيق الوحدة الإسلامية الشاملة. 2. نطالبكم بحماية المنظومة القانونية المستمدة من الشريعة الإسلامية وصيانتها من العبث والتعديلات المخالفة للشريعة بضغط وإلحاح من المنظمات الأجنبية، كمشروع تعديل قانون الجرائم العقوبات وقانون الأحوال الشخصية، ومن ذلك تحديد سن الزواج، وفي ذلك مخالفة صريحة للشريعة الإسلامية وخرق صارخ للدستور للذي ينص على أن الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات، مما يعرض الحكومة لفقدان شرعيتها وإيجاد مبرر لمن يسعون للخروج عليها. 3. نطالبكم بحماية التربية والتعليم مما تعرض له من المؤامرات مثل: - تقليص المقررات الدراسية في القرآن الكريم والتربية الإسلامية واللغة العربية وتقليص حصصها. - حصول الاختلاط والتآمر على الحجاب. - فرض الرياضة النسوية والموسيقى والرحلات المختلطة. - التدخل من قبل المنظمات الأجنبية في العملية التربوية والتعليمية. - إلغاء الشهادة الثانوية التكميلية لحفاظ القرآن الكريم، وإهمال رعاية ودعم مدارس القرآن الكريم. - غياب الرقابة على المراكز والمعاهد والمدارس الأجنبية. وغير ذلك من الاختلالات في العملية التعليمية والتربوية التي تؤدي إلى إخراج جيل جاهل بدينه قابل لكل انحراف وفساد يفقد هويته ويضعف ولاءه لدينه وأمته. 4. حماية العقيدة الإسلامية والأخلاق والقيم من العبث وإيقاف استهدافها المتمثل: في انتشار التنصير والدعوات التغريبية والاستهزاء بالدين والشريعة والتهجم على العلماء وحماية الشريعة، واستهداف المرأة وإقحامها في السلك العسكري والأمني والقضائي دون الاقتصار على التوظيف المنضبط بالضوابط الشرعية وبقدر الحاجة ، وانتشار الرياضة النسوية المصادمة لفطرة المرأة وحشمتها، وانتشار التبرج والصور الفاضحة في وسائل الإعلام وغيرها، وانتشار القنوات الإباحية والخمور وأماكن المساج والمراقص والملاهي الليلية، والدعوة الصريحة إلى الفاحشة في بعض الصحف التي تملكها الحكومة مثل "صحيفة الثقافية وملحق أفكار" التابعين لمؤسسة الجمهورية وبعض الصحف الأهلية كصحيفة المستقلة ، إلى غير ذلك من المنكرات في عموم البلاد والتي تؤدي إلى الإنحلال وضياع الهوية وانتشار الجرائم وشيوع العصابات وانعدام الأمن. 5. نطالبكم برفع المعاناة الاقتصادية عن الرعية بدعم السلع الأساسية والنفط ومتشقاته، وإيقاف سياسة الجرعات مما يخفف من اتساع دائرة الفقر وتقليص البطالة والجرع ويمنع الإرتهان للخارج، واتخاذ قرار حازم لمنع الربا والذي يعد حرباً لله ولرسوله ،والذي كان السبب الرئيس في الأزمة المالية العالمية، ومما يساعد على الخروج من الأزمات الاقتصادية إيجاد سياسة اقتصادية واستثمارية هادفة ونافعة ومنضبطة بأحكام الشرع. 6. نطالبكم بالتعجيل برفع المظالم وإعادة الحقوق إلى أهلها وإطلاق سراح المسجونين دون أمر قضائي وإحالة أصحاب القضايا منهم إلى المحاكم الشرعية اتقاءً لدعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب والموجبة لاستجلاب العقاب والمتسببة في هلاك الأمم والشعوب " واتقوا فتنة لا تصبينّ الذين ظلموا منكم خاصة". 7. يؤكد العلماء على تمسكهم بوحدة اليمن ورفضهم لأي إخلال بالأمن ومطالبتهم بالمحافظة على منهج الحوار مع الجميع لإخراج البلاد من أزماتها. وأخيراً نرجوا من فخامتكم سرعة إصدار التوجيهات إلى الجهات المعنية بالمعالجات المطلوبة لما تم ذكره وأي أمر أو ظاهرة تخالف شرع الله. ونسأل الله أن يأخذ بأيديكم وأيدينا إلى ما يحبه ويرضاه. والحمدلله رب العالمين،، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.