في تطور خطير وخطوة تعكس طبيعة التمدد والنفوذ والسيطرة ا لمتزايدة للتمرد الحوثي- الذي يتزامن على أعتاب ضعف السلطات المحلية وتراجع القدرات الأمنية لفرض هيبة الدولة- وملاحقة الخارجين على النظام والقانون- وخطوة اعتبرها مراقبون بأنها بمثابة إعلان من الحوثيين عن سيطرتهم بصورة رسمية على معظم مديريات محافظة الجوف وذلك من خلال ما أعلنته أمس جماعة التمرد الحوثي في محافظة الجوف عن تمكنها من قتل أحد أبرز قطاع الطرق وزعيم عصابة سرقة السيارات في محافظة الجوف والمطلوب أمنياً للسلطات المحلية- وتأتي هذه العملية التي نفذتها جماعة الحوثي لتعلن من خلالها عن سيطرتها الرسمية عن معظم محافظة الجوف وهو ما يعتبره سياسيون مقدمات الحرب السابعة التي يخوضها الحوثيون من طرف واحد للسيطرة على محافظة الجوف - باعتبارها أحد أهم أهداف الحوثيين بعد أن أصبحوا مسيطرين على محافظة صعدة بصورة شبه كاملة في حال تم استثناء وسط المدينة - إضافة إلى منطقة حرف سفيان محافظة عمران. ويرى مراقبون إعلان جماعة التمرد الحوثي- من يمكنها من قتل أبو راوية أحد أبرز قطاع الطرق - يعد ضربة موجعة للسلطات المحلية والأجهزة الأمنية في المحافظة - كما أن الحدث قد عكس صورة مقزمة للأداء الأمني في المحافظة من قبل الأجهزة الأمنية وقوات الأمن في المحافظة، كما أنه يدفع نحو تعزيز نفوذ تواجد جماعة التمرد الحوثي - التي خاضت مواجهات شديدة مع عدد من قبائل الجوف وسط صمت حكومي - مكنها من التوسع - خاصة بعد إعلان وقف الحرب على التمرد بمحافظة صعدة الأخيرة- بعد إعلان الحكومة التزام الحوثيين بتنفيذ- ما أسمته الشروط الستة للسلام. من جانبه أكد مصدر قبلي بمحافظة الجوف مقتل احمد علي رقيب المكنى بأبي راوية من قبل عناصر حوثية. ونقل موقع (نيوزيمن)عن الشيخ علي العجي: إنه و حسب المعلومات التي حصل عليها من مدير مديرية الغيل أن أبو راوية قتل في نقطه استحدثها مسلحين حوثيين في المديرية . وأضاف العجي: إن أسباب القتل لم تعرف، مشيرا إلى أن أبو راوية كان يمر بشكل معتاد من تلك النقطة ولم يتم اعترضه، لكن عملية مقتله اليوم كانت مفاجئة للجميع . وعلمت "أخبار اليوم" أنه قتل إلى جانب أبو راوية أحد صهره الذي يدعى "هادي القلاضي". وكانت وزارة الداخلية اليمنية قد وضعت أبو راوية على رأس قائمة المطلوبين امنيا بتهم تقطع وقتل وسرقة السيارات، وكان أبو راوية قد أصيب في مداهمة أمنية لأحد أوكاره في الجوف بعد سلسلة من الجرائم التي ارتكبها على خط الجوفمأرب صنعاء. وعلمت الصحيفة أن عناصر الحوثي رفضوا في وقت متأخر من مساء أمس تسليم جثتي أبو راوية وصهره للأجهزة الأمنية بحجة أنهم من قتلوه وسيتصرفون بالجثة. إلى ذلك كشفت مصادر محلية ل"أخبار اليوم" مساء أمس عن استعدادات واسعة لجماعة التمرد الحوثي في محافظة الجوف وخاصة على الحدود مع السعودية وأضافت تلك المصادر أن الحوثيين يخوضون حربهم السابعة في محافظة الجوف منذ الساعات الأولى لإيقاف الحرب بمحافظة صعدة - وإن معارك المتمردين شهدتها مواقع كثيرة تمت بين العديد من القبائل- ومجموعات التمرد الحوثي- والذي كان دور السلطات فيه في أحسن الأحوال وسيط بين تلك القبائل وجماعة التمرد الحوثي ، وأضافت المصادر المحلية توقعاتها بأن تتمكن جماعة التمرد الحوثي من السيطرة على جميع المناطق المحيطة بعاصمة المحافظة - خلال الأسابيع القادمة إذا استمرت السلطات المحلية في سياستها السلبية محذرين من تبعات سيطرة الحوثيين على المحافظة بصورة تكون مشابهة لمحافظة صعدة- وأن حدوث ذلك يعني بداية فاعلة لسيطرة الحوثيين على منابع النفط- وهو ما سيمثل نكسة كارثية على السلطة المركزية - لما سيترتب عليه من تبعات تقوض ليس فقط نفوذ السلطة المركزية - وإنما عوامل بقائها في مركز السلطة العاصمة صنعاء.