أكد البنك الدولي أن الحكومة اليمنية فشلت في تنفيذ التشريعات الخاصة بالحفاظ على المياه الجوفية ومنع الحفر العشوائي للآبار. وقال المدير الإقليمي للبنك الدولي بصنعاء "ينسون أتنج" خلال مؤتمر اختتام المرحلة الأولى من مشروع إدارة مياه حوض صنعاء الذي بدأ أمس أعماله - أن زراعة شجرة القات والتي تعتبر أكثر ربحية من غيرها من المحاصيل بالنسبة للمواطن اليمني من الأسباب الرئيسية لزيادة الحفر العشوائي للآبار الجوفية في اليمن حيث تستهلك هذه الشجرة ما يعادل 60% من كمية المياه الجوفية". وأوضح أن من الأسباب المتعلقة بنضوب المياه في حوض صنعاء ارتفاع معدل النمو السكاني بمدينة صنعاء بمعدل 7% سنويا، مشيرا إلى أن سكان صنعاء سيصل إلى أكثر من 3مليون نسمة بحلول العام 2020م. وأضاف أن انخفاض منسوب هطول الأمطار السنوية والتي لا تكفي للأغراض المختلفة للزراعة " من أسباب هذا النضوب ، وكذلك " الاستنزاف الكبير للمياه الجوفية مقابل التغذية الضئيلة الحاصلة للأحواض المائية من مياه الأمطار". وأكد المدير الإقليمي للبنك الدولي على ضرورة توفر الإرادة السياسية لتفادي مشكلة المياه باليمن، والالتزام الكامل على أعلى المستويات بالتشريعات والقوانين المنظمة للحفر ، وأن يكون هناك توعية وحوار بين مستخدمي المياه، معتبرا تلك متطلبات واشتراطات أساسية لإدارة الأحواض المائية بنجاح. واستعرض "أتنج" إنجازات مشروع إدارة مياه حوض صنعاء والتي منها توفير أنظمة الري الحديثة لمساحة 4800هكتار والتي نجم عنها توفير 17 مليون متر مكعب من المياه ، إضافة إلى تأهيل المشروع عشرة سدود وفرت 1. 2مليون متر مكعب لتغذية المياه الجوفية بالحوض. وبخصوص التنمية المؤسسية للمشروع قال أتنج أنه لم يحقق النجاح المطلوب في هذا المجال وأن هناك حاجة لتعزيز هذا الاتجاه في المستقبل. وحول هذا الموضوع أكد محللون اقتصاديون أن اتهام البنك الدولي للحكومة اليمنية بالفشل هي إحدى أوراق الضغط على الحكومة اليمنية لمواصلة رفع الدعم عن المشتقات النفطية حتى يتم رفع الدعم بالكامل عن هذه المشتقات. وقال المحللون ل "أخبار اليوم" أن الحكومة اليمنية فشلت فعلا في سياستها الاقتصادية مؤكدين أن فشل الحكومة اليمنية جاء بعد اتباعها سياسة البنك الدولي. من جهته أكد وزير الزراعة والري الدكتور منصور الحوشبي أن قضية المياه في اليمن قضية حساسة وهامة وأن هناك توجه وإرادة سياسية قوية للاهتمام بهذا القطاع، مشيرا إلى وضع هذه القضية ضمن الأولويات العشر للحكومة في المرحلة المقبلة. وقال الحوشبي إن وزارتي الزراعة والمياه أعدت مصفوفة مشتركة لمعالجة وضع المياه في حوض صنعاء وغيره من الأحواض المائية ، مشددا على ضرورة تكاتف كافة الجهات لوضع حلول مناسبة لهذه المشكلة. وقال الحوشبي أن منسوب المياه في الأحواض الجوفية بصنعاء هبط في السنوات الأخيرة إلى أعماق سحيقة وكبيرة لم نكن نتوقعها حيث وصل مستوى الحفر ما بين 800- 1000متر. ولفت الحوشبي إلى وجود إستراتيجية لدى الحكومة لتعزيز المياه في الأحواض الجوفية المجاورة لمدينة صنعاء وغيرها وذلك بهدف التقليل من الهجرة إلى العاصمة صنعاء. وقال أن وزارتي المياه والبيئة والمانحين يركزون على حوض صنعاء لما له من أهمية في تغذية العاصمة صنعاء بمياه الشرب.