السياسي أيها الوطن المعبأ بالبارود والطلقة القاتلة، هذا أنت نعيشك والحزن رابض في القلب ، كأنا على موعد دائم مع صباح المرارات ..صباح النكد ، وكأن الإنسان في هذا الوطن الشاحب التاعب قد أدمن البكاء كخبز يومي للبشر الطيبين الذين لا ذنب لهم اقترفوه سوى أنهم وجدوا على ظهر هذه البسيطة في هذه الرقعة الجغرافية من جنوب الجزيرة المتخصصة أبداً في الفوضى بلا حدود.. والألم الذي يبقى على تواصل مستمر مع الوقت وهو يختبء في الذات اليمانية..هذه الذات التي لم تجد سوى الآهة تطربها على الدوام دونما انقطاع .آهة هي كل ما يملكه اليماني، وقد وصل إلى حالة إحباط حقيقي من هذا الذي يأتيه سياسياً ويصل به إلى حد الأزمة بلا انقطاع ، أزمات بلا عناوين أو هوية، ولكنها اختراع إضافي يسجله الساسة يومياً من التربص والخيبة والخديعة، وكثرة الاحتيال وسوء الظن والوحشة في القلب التي وجد الساسة منها ما يمزق الإنسان قبل الوطن قيمياً ليجد نفسه على الهامش الحياتي ، مقصياً عن حقه في الأمن و الاستقرار وحقه في الحرية والعيش الهنيء ومن حقه أن يكون آدمياً ولو للحظة واحدة..فأي وطن هذا ملغم بالقبور ينشد الآتي المرهق يفتقد الأمل ويقصيه من أن يكون حاضراً لتبقى الحياة أكثره شرارة ولا انتماء لأن ثمة سياسي ألف المعركة الخاسرة مع الوطن وأدمن البكاء في مستنقع الكراهية يراهن على الخوف وحبل المشنقة يلتف على شعب بأسره من أجل انتصار يراه هكذا قادماً من الرهان على البقاء في ذات الوهمي وذات الكآبة التي يطل منها ما هو تدميري ويغرس في الوطن الكراهية بلا انقطاع كثقافة ينبغي أن تحتل ما تبقى من الحلم إن كان هناك حلم باق..هكذا نجد الوطن أسير الفوضى والشائك النكد.. وطن لا نظير له لأن ساسته ينتمون إلى الفجيعة يؤمنون بالخربشة لكل ما هو نقي ، يفتعلون الأزمات التي تنتج حقداً والشراسة التي تفعل بالإنسان ما لا تفعله براكين الطبيعة من الأدخنة والأتربة ، والتي تصل حتى إلى مخبء إنسان يأوي إليه عله يصفو معافى فلا يجد غير الحزن هو سيد الموقف والمفجع من الأخبار التي تأتي من جغرافيا القبيلة والتدجين الحزبي، والانتقام وثقافة الجاهزية، لمواجهة قادمة وحرب ما أن تنتهي حتى تبدأ أكثر ضراوة لتبدوا النهاية النسبة لها بداية تجهيز الخرافي للدمار وقهر الإنسان..وكأن بين هذا اليماني وساسته ما بين قابيل وهابيل يريدونه مستباحاً ووطنه متعثراً خالياً من أي مشاريع انتماء سوى ما هو أطلال أو بقايا مشروع غادره مالكه ونكهة الألم تحتله وغصص بالحلق لا يقدر على البوح بها لأن الوطن الذي كان يطمح أن يشكل منه لحظة جمال مستلب تماماً إنه ملك صعاليك وادي الظلام..هكذا نحن نجد اليومي بالنسبة لنا في حالة احتقان مستمر، احتقان يقبل بأني يغتال حتى البراءة والطفولة، أن يسلبها حقها في أن تحلم في بشر طيبين فلا تجد غير الساسة والمكر والليل أقارب..هؤلاء الساسة الذين يحتفون بانتصار الموت على الحياة ويستلمون من اللحظات ما هو قهري لا يمكنهم أبداً أن يؤمنوا بقيم الحق والخير والجمال، وكيف لهم ذلك وهم من رجع إلى آخر مدمنين على المؤامرات وهزيمة وطن..فماذا نقول للبشر الطيبين سوى صباح المرارات يا أيها البشر الطيبون..صباح التعب