لم يمر شهر رمضان المنصرم - شهر الرحمة والغفران - بسلام على الطفلة هاجر محمد علي 14 عاماً، فلم تكد أيام المغفرة تدلف أبوبها الأولى بالدخول إلى أفئدة الناس وتحديداً في 12 رمضان حتى كانت هاجر على موعد مع عقد قرانها من رجل يكبرها بثلاثة عقود وقد دفع لوالدها مبالغ من المال قد تسعد الأخيرة لبضعة أيام من الدهر بينما تظل الضحية هي التعيسة لما تبقى من عمرها والأيام تعصف بزهور طفولتها وبريق شبابها . هاجر الطفلة التي فقدت أمها مبكراً وتعيش على كنف زوجة أبيها وتقطن بعزلة ميراب بمديرية مقبنة محافظة تعز - لم تستسلم للواقعة وبمعية إخوانها رفعت دعوة ضد والدها والعريس التي تقدم لها ومن قام بعقدها دون حتى مشورتها إلى رئيس محكمة مقبنة الابتدائية مطالبة إياها بضبط والدها والعريس والذي يدعى مختار وعمره 45 عاماً وأمين شرعي يدعى أنور وهو ليس كذلك وإلزامهم بتسليمها صورة من عقد النكاح إلى المحكمة حتى يتسنى لها تقديم دعوى ببطلان عقد نكاحها. هاجر لم يبق أمامها إلا مناشدة منظمات حقوق الإنسان وبحقوق الطفولة - بالوقوف إلى جانبها وإبطال عقد نكاحها ومحاسبة من أقدم على ذات الأمر وخاصة من تلبس بلباس الأمين الشرعي وعقد القران , وقالت هاجر إنها تشعر بالرعب كلما مر على مخيلتها أن يغلق عليها الباب مع رجل غريب، وقال شقيقها إنها تفكر بالانتحار بين فينة وأخرى. وتفيد هاجر والتي حسب وثائقها التي – حصلت "أخبار اليوم" على نسخ منها –أن هناك مضايقة لأشقائها الذين وقفوا بجانبها من قبل نائب مدير أمن مقبنة بالرغم من صدور أوامر قضائية بكف الخطاب عنهم من قبل رئيس المحكمة . هذا وكانت منظمة سياج لحماية الطفولة قد وجهت رسالة إلى وزير الداخلية طالبته فيها بتوجيه مدير أمن مديرية مقبنة باحترام أوامر القضاء باعتبارها واجبة التنفيذ وبحكم مسئوليته عن أداء جهاز الشرطة . يذكر أن وحدة الرصد والمساندة القانونية في المنظمة تلقت شكوى من أشقاء الطفلة هاجر أفادوا فيها تعرضهم للمضايقة من قبل مدير أمن مديرية مقبنة لإجبارهم على تزويج أختهم على الرغم من أمر رئيس محكمة مقبنة الابتدائية بمحافظة تعز إلى مدير أمن المديرية بتأريخ 2/10/2010م والقاضي بكف الخطاب عنهم كون قضية رفضهم لزواج شقيقتهم الصغرى منظورة لدى المحكمة.