شدد رئيس الجمهورية على المتحاورين من الحزب الحاكم والمشترك أن يخرجوا بثمار إيجابية من الحوار وأن يحققوا أهدافه على ألا يكون الحوار بديلاً للمؤسسات الدستورية أو أن يحل محلها، بل يكون رافداً لها ومشبعاً بزخم المقترحات والآراء الإيجابية التي يتم التوافق حولها". وأكد في افتتاحية صحيفة الثورة الرسمية التي جاءت باسمه على مواصلة التحضيرات لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها بأبريل 2011م إلى جانب مواصلة الحوار بين فرقاء العمل السياسي في اليمن. وحذر من أن محاولة تعطيل عمل المؤسسات الدستورية وإفراغها من مهامها أو التهرب من الاستحقاقات الدستورية والتي هي ملك للشعب وليس للأحزاب فقط أو اللجوء إلى الاحتقانات والتعصب .. لن يقود سوى إلى نتائج كارثية يخسر فيها الوطن والشعب وهي بمثابة الانتحار لمن يلجأون إلى ذلك أو يفكرون فيه. ودعا الأطراف المشاركة في الحوار إلى تقديم ما أسماه ب"النموذج الحضاري" في حواراتهم، وألا يجعلوه "حوار طرشان"، بل إيجابياً وبناءً ومثمراً ومسؤولاً، هدفه الأول والأخير تغليب المصلحة الوطنية العليا على ما عداها من "المصالح الأخرى الضيقة أو الأنانية". وقال: إن أي حوار "لا يكون هدفه النهائي وغايته الكبرى الحفاظ على مبادئ وأهداف الثورة اليمنية وحماية المكاسب الوطنية وفي مقدمتها الوحدة التي تعتبر أعظم وأكبر إنجازات شعبنا الحر المناضل وثورته الخالدة، فإنه حوار عبثي لا فائدة منه ولا خير يرتجى فيه". وأعرب عن أسفه من أن البعض ظل يسعى لإفراغ شحناته السياسية والثقافية والعصبية المليئة بالاحتقان والتأزم عبر تصرفات طائشة وغير مسئولة لإثارة الفوضى والعنف أو التهرب من الاستحقاقات الدستورية وتعطيل عمل المؤسسات والنيل من مشروعيتها ومحاولة فرض نفسه بديلاً عنها وهو إذا ما تم سيجر الوطن إلى متاهات خطيرة تهدد سلامته وتضر بنهجه الديمقراطي التعددي ومنجزاته . ودعا القوى السياسية في الساحة الوطنية سلطة ومعارضة إلى أن تعي أهمية الحفاظ على ثوابت الوطن ومؤسساته الدستورية، وعدم إعاقة عملها واحترام الدستور والقانون وأن يكون الحوار والتسامح هو النهج الحضاري الذي ينبغي التمسك به مهما كانت التباينات لمعالجة المشاكل والقضايا الوطنية، من أجل الخروج بتوافق وطني يستند على ركيزة الحرص المشترك على كل ما فيه مصلحة الوطن وأمنه واستقراره ووحدته وتقدمه وازدهاره وسلامة مسيرته التنموية والديمقراطية وخير أبنائه وأجياله القادمة. كما دعا صالح وسائل الإعلام وحملة الأقلام في بلاده إلى أداء رسالتهم والاضطلاع بمسؤولياتهم بما يؤدي إلى خلق روح التآخي والوفاق والتسامح وتعزيز التلاحم والتكافل والوحدة وتجنب كل ما يؤدي إلى زرع الشقاق والخلافات أو الترويج لثقافة الكراهية والأحقاد والبغضاء وتعكير صفو السلم الاجتماعي أو الإضرار بمصالح الوطن وعلاقاته مع الآخرين أشقاء وأصدقاء أو الدس فيها .. وأن يضعوا مصلحة وطنهم فوق كل اعتبار. وطالب الوسائل الإعلامية في الخارج وهي تتناول "أخبار اليمن" أن تتحرى الحقيقة وتمارس عملها بمهنية ومصداقية وحيادية بعيداً عن الإثارة والتهويل والأهواء أو الانجرار تحت حمى التنافس مع غيرها إلى التضليل وتقديم المعلومات المغلوطة والمشوهة، الأمر الذي يفقدها رصانتها ومصداقيتها واحترام المتابعين لها. وأكد رئيس الجمهورية أن اليمن لن يسمح بالتدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية، وأنه قادر على مجابهة التحديات. ولفت الرئيس إلى أن اليمن بخير ولن ينال منها تآمر أو حقد أو عمل إرهابي وأن الشعب اليمني لن يسمح لأي كان بالتدخل في شؤونه أو سلب إرادته الحرة . وقال: إن الشعب اليمني في مختلف المحطات والمنعطفات التي مر بها شعبنا في تاريخه تبرز قدرته على مواجهة التحديات والخطوب .. مؤكداً أن أجواء الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية التي يعيشها اليمن اليوم كثمرة من ثمار الثورة والوحدة قد فجرت تلك الطاقات الكامنة لدى الشعب وعززت من قدراته وإمكانياته على مواصلة الخطى نحو استشراف مستقبله الأفضل وتحقيق الكثير من التحولات والإنجازات لنفسه وعلى مختلف الأصعدة، وهو ما ينبغي أن يحافظ الجميع على تلك الروح المتوثبة وتعزيزها بالممارسات الإيجابية المسئولة التي تخدم الوطن وتصون مصالحه العليا وتحقق له نهضته وتقدمه. وأكد أن الحرية والديمقراطية ما لم تقترنا بمسؤولية الحفاظ على المكاسب والثوابت الوطنية واحترام الدستور والقانون والمؤسسات الدستورية وعدم الالتفاف أو التحايل عليها فإنها تكون ضرباً من ضروب الفوضى المدمرة التي ينبغي أن ينأى عنها الجميع .