نهاية الانقلاب الحوثي تقترب.. حدثان مفصليان من مارب وعدن وترتيبات حاسمة لقلب الطاولة على المليشيات    الأحزاب والمكونات السياسية بتعز تطالب بتسريع عملية التحرير واستعادة مؤسسات الدولة    لحظة إصابة سفينة "سيكلاديز" اليونانية في البحر الأحمر بطائرة مسيرة حوثية (فيديو)    شركة شحن حاويات تتحدى الحوثيين: توقع انتهاء أزمة البحر الأحمر رغم هجماتهم"    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    الوزير الزعوري يهنئ العمال بعيدهم العالمي الأول من مايو    توجيهات واحصائية".. اكثر من 40 ألف إصابة بالسرطان في اليمن و7 محافظات الاكثر تضررا    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    يوم تاريخي.. مصور يمني يفوز بالمركز الأول عالميا بجوائز الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية في برشلونة (شاهد اللقطة)    تشافي لا يريد جواو فيليكس    مركز الملك سلمان يمكن اقتصاديا 50 أسرة نازحة فقدت معيلها في الجوف    تفجير ات في مأرب لا تقتل ولا تجرح كما يحصل في الجنوب العربي يوميا    للزنداني 8 أبناء لم يستشهد أو يجرح أحد منهم في جبهات الجهاد التي أشعلها    عودة الكهرباء تدريجياً إلى مارب عقب ساعات من التوقف بسبب عمل تخريبي    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تراجع أسعار الذهب إلى 2320.54 دولار للأوقية    اختتام برنامج إعداد الخطة التشغيلية للقيادات الادارية في «كاك بنك»    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    هجوم جديد على سفينة قبالة جزيرة سقطرى اليمنية بالمحيط الهندي    رئيس جامعة إب يطالب الأكاديميين الدفع بأبنائهم إلى دورات طائفية ويهدد الرافضين    نابولي يصدّ محاولات برشلونة لضم كفاراتسخيليا    البكري يجتمع ب "اللجنة الوزارية" المكلفة بحل مشكلة أندية عدن واتحاد القدم    عقب العثور على الجثة .. شرطة حضرموت تكشف تفاصيل جريمة قتل بشعة بعد ضبط متهمين جدد .. وتحدد هوية الضحية (الاسم)    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    اتحاد كرة القدم يعلن عن إقامة معسكر داخلي للمنتخب الأول في سيئون    شاهد.. مقتل وإصابة أكثر من 20 شخصًا في حادث بشع بعمران .. الجثث ملقاة على الأرض والضحايا يصرخون (فيديو)    وزارة الداخلية تعلن ضبط متهم بمقاومة السلطات شرقي البلاد    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    بينها الكريمي.. بنوك رئيسية ترفض نقل مقراتها من صنعاء إلى عدن وتوجه ردًا حاسمًا للبنك المركزي (الأسماء)    قيادي حوثي يذبح زوجته بعد رفضها السماح لأطفاله بالذهاب للمراكز الصيفية في الجوف    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    انهيار كارثي للريال اليمني.. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز وتصل إلى مستوى قياسي    ماذا يجري في الجامعات الأمريكية؟    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    تعليق على مقال زميلي "سعيد القروة" عن أحلاف قبائل شبوة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    البخيتي يتبرّع بعشرة ألف دولار لسداد أموال المساهمين في شركة الزناني (توثيق)    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    فشل العليمي في الجنوب يجعل ذهابه إلى مأرب الأنسب لتواجده    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    ريمة سَّكاب اليمن !    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أميركا ستتعرض إلى وضع أسوأ سياسيًا ولضربات قوية من المقاومة ..إيران لاتريد عراقًا قويًا وتسعى لتفتيته وسياستها ترسم من زاوية المصلحة القومية الإيرانية وليس الإسلامية أو الشيعية
نشر في أخبار اليوم يوم 20 - 01 - 2007

أحييكم على الهواء مباشرة وعلى الهواء الطلق من العاصمة الاردنية عمان، وارحب بكم في حلقة جديدة من برنامج «بلا حدود».
تعيش العراق الآن على فوهة بركان يكاد ينفجر ويعصف بالمنطقة كلها وليس بالعراق وحده، فأهل العراق يكتوون بنيران الحرب والاحتلال منذ ما يقارب من «4» سنوات، لكن تفجر مقدمات الحرب الاهلية ومقدمات الفتنة الطائفية يشير إلى ان النيران التي تكوي العراقيين منذ بداية الاحتلال يمكن ان تصل إلى دول الجوار وتفجر المنطقة كلها، وفي هذه الحلقة نحاول فهم بعض الجوانب الخفية لما يدور على الساحة العراقية وطبيعة الدور الاميركي والايراني، وصراع الطرفين على الساحة العراقية، وذلك في حوار مباشر مع المرجع الديني العراقي آية الله حسين المؤيد. . المرجع الديني ولد في بغداد في العاشر من كانون الثاني-يناير عام 1965 لعائلة شيعية عريقة، درس العلوم الدينية في الكاظمية ثم انتقل في العام 1982م إلى ايران حيث تتلمذ على يد كبار العلماء الشيعة هناك ونال درجة الاجتهاد المطلق ارقى الدرجات العلمية في الحوزة، اصبح بعدها له منبر تدريس البحث الخارجي في الفقه واصول الفقه على مدى «17» عاماً في الحوزة العلمية في قم، وقد تخرج من حلقته العلمية المئات من طلاب الدراسات العليا، له اهتمام وحضور ونشاط بارز في عدد من الملفات السياسية والعلمية من اهمها: التقريب بين المذاهب الاسلامية، وحوار الاديان، وحوار الثقافات، والمشروع النهضوي العربي. . عاد إلى العراق في حزيران يونيو في العام 2003م واتخذ موقفاً صريحاً في رفض الاحتلال الاميركي ومعارضته للمشروع السياسي الطائفي بعد الاحتلال، داعياً إلى نبذ الطائفية السياسية واعتماد المشروع الوطني العراقي، وقد اعلن اخيراً عن مشروع الميثاق الوطني العراقي الذي حظي بتأييد الكثير من القوى والشخصيات الوطنية العراقية.
هذه هي الأسطر التي سبقت الحوار الذي أجراه المذيع أحمد منصور في برنامجه الأسبوعي «بلاحدود» على شاشة قناة «الجزيرة» مساء يوم الأربعاء مع المرجعية الشيعية البارز آية الله حسين المؤيد والذي اظهر خلال هذا الحوار نقاطاً كثيرة يختلف مع المرجعيات الاثني عشرية في «قم» الإيرانية و«النجف» بالإضافة الى تأكيده على حقيقة المشروع الفارسي في المنطقة ورؤية تلك المرجعيات الضالة لأهل السنة ومدى اتفاق الاجندتين الصهيونية والفارسية بالمنطقة. . ولاهمية ماجاء في الحوار الذي بثته «الجزيرة» وأعديناه للنشر نعيده نصاً :
إعداد - نادية شمسان
سماحة الشيخ مرحبا بك. .
- اهلا وسلاً بكم. .
الرئيس الاميركي جورج بوش اعلن قبل ايام عن استراتيجيته الجديدة في العراق. . ماهي باختصار قراءتك لهذه الاستراتيجية؟.
- الجزء المعلن من هذه الاستراتيجية لا يبشر بخير للعراق ولا يمكن ان يعالج الازمة العراقية المتفاقمة، بل تستطيع ان نقول ان هذه الاستراتيجية هي نوع من الهروب إلى الامام.
الازمة في العراق لا تعالج من خلال ضخ جنود اضافيين إلى العراق، والشعب العراقي يتطلع إلى انهاء الاحتلال، الازمة لا يمكن ان تعالج من خلال الاصرار على عملية سياسية بنيت بناء خاطئاً، لابد من تغيير العملية السياسية بالشكل الذي يمكن ان تندمج فيه كل مكونات الشعب العراقي لبناء الدولة العراقية الحديثة.
الا تعتقد ان هذا الطرح الذي تطرحه تخطَّى الاداء الاميركي أو تخطى الوضع القائم في العراق الآن امكانية الرجوع إليه؟.
- اما انه تخطى الاداء الاميركي فهذه مشكلة الاميركان واما انه تخطَّى الوضع في العراق فاعتقد ان الوضع في العراق سيزداد سوءاً في ظل هذه الاستراتيجية الجديدة، لابد من تغيير، هناك ارضية صالحة للتغيير داخلياً وهناك مناخ اقليمي مساعد على التغيير وهناك توجه دولي ضاغط نحو التغيير.
انت تقول ان الولايات المتحدة ربما تتعرض لوضع اسوأ مما هي عليه من خلال هذه الاستراتيجية. . ماهي معالم ذلك؟.
- الولايات المتحدة ستتعرض إلى وضع اسوأ والشعب العراقي في ظل استمرار الوضع على ما هو عليه ايضاً سيعيش في دوامة عنف اسوأ، اما الولايات المتحدة فستتعرض إلى وضع اسوأ سياسياً وسيتراكم عليها الفشل السياسي والفشل العسكري، وستتعرض ايضاً إلى ضربات قوية جداً من المقاومة التي لعلها وصلت إلى طريق واضح، وصلت إلى مفترق طرق انه لا يمكن ان يجري التغيير من خلال سياسة اميركية لأن الاميركان يبحثون دائماً عن مصالحهم الخاصة بهم، فلابد ان تأخذ المقاومة على عهدتها انهاء هذا الوضع المتفاقم.
الآن من جانب اخر أو قراءة اخرى أو من زاوية اخرى فيما يدور على الساحة العراقية يوم الثلاثاء 16 يناير كانت افتتاحية صحيفة «الدالي تليغراف» البريطانية عن المخطط الايراني للسيطرة على جنوب العراق وآبار النفط هناك، وان ايران متورطة بشكل كبير في العراق. . كيف تنظر إلى طبيعة المشروع الايراني في العراق في ظل الاحتلال الاميركي والاستراتيجية الاميركية الجديدة؟.
- المشروع الايراني في العراق مشروع في غاية الخطورة كيف؟ وهو لا يقتصر على العراق فقط انما العراق مفردة رئيسة وجوهرية في هذا المشروع، النظام في ايران - وقد قلتها مرارا -ليس له مشروع اسلامي عام وليس له مشروع شيعي عام، وانما له مشروع قومي، السياسة الايرانية ترسم من زاوية المصلحة القومية الايرانية.
يعني الايرانيون في استراتيجيتهم في صناعة سياستهم يعتمدون بالدرجة الاولى على البعد القومي الفارسي اكثر من اعتمادهم على البعد الاسلامي الشيعي؟.
- أكيد.
لكن الدستور الايراني يضع أو يصنف الدولة بأنها دولة تعتمد المذهب الاثني عشري ولم يقل انها دولة صفوية أو أنها دولة فارسية بالدرجة الاولى؟.
- ولكن السياسة الايرانية لا ترسم على هذا الاساس الذي تفضلت به.
كيف ترسم ماهو الاساس الذي ترسم به؟.
- الاساس الذي ترسم به السياسة الايرانية هو المصلحة القومية الايرانية سواء التقت مع مصلحة الاسلامية أو لم تلتق مع مصلحة اسلامية.
هذا تفسير خطير للمشروع الايراني؟.
- ولذلك نحن كنا في طليعة المحذرين من خطورة هذا المشروع ونحن نجد ونلمس نتائج خطورة هذا المشروع على العراق وعلى مناطق اخرى.
ماهي مفردات هذا المشروع؟.
- النظام الايراني له سقف عالي من الطموح يريد ان تكون ايران القوى الاقليمية الاكبر في المنطقة.
ما الذي يمنع اي دولة من ان تسعى ان تكون هي القوى الاكبر في المنطقة؟.
- هذا فيما إذا رسم سياسة خيرة في احداثها وايجابية في اساليبها، اما اذا اراد في لمشروعه القومي ولدوره الاقليمي ان يكون على حساب مصالح دول المنطقة وشعوب المنطقة هنا يكمن السلبية.
ماهي الخطورة التي تمثلها هذه السياسة على العراق اولاً؟.
- الخطورة على العراق هي في انها تريد اضعاف العراق وانهاء الكيان الوطني العراقي وقد، بل يمكن ان نقول انها تسعى إلى تفتيت العراق وتمزيق النسيج الاجتماعي.
ما هي المصلحة اذا؟.
- ايران لا تريد عراقاً قوياً، العراق القوي سيكون له دور كبير في المنطقة العربية وسيلعب دوراً عربياً واسلامياً ودوراً مهماً على الساحة الدولية.
هل تعتقد انه لازال هناك عراق بعد هذا الذي حدث للعراق خلال ال«4» السنوات؟.
-نعم العراق في تاريخه الطويل مر بتجارب قاسية جداً واستطاع ان ينتصر واستطاعت إرادة الشعب العراقي ان تنتصر على المحنة، ولهذا انا اتفاءل، الشعب العراقي لا يمكن ان ينكسر امام ضغوط المحنة.
هل كما قالت «دالي تليغراف» يمكن ان يصل الطموح الايراني في العراق إلى حد احتلال جنوبه والسيطرة على آبار النفط فيه؟.
- الاحتلال المباشر غير ممكن، هناك عدة عوامل تمنع من الاحتلال المباشر ولكن الاحتلال غير المباشر هو هذا ما يسعى إليه النظام.
هل هو قائم الآن في ظل دعوة عبدالعزيز الحكيم إلى اقامة فيدرالية شيعية في جنوب العراق، هل هذا له علاقة بما يخطط له الايرانيون وبما ذكرته الصحيفة ال«دالي تليغراف»؟.
- ايران لها مصلحة كبيرة جداً في اقامة الفيدرالية في الجنوب والفرات الاوسط.
الكاتب العراقي المتخصص في الشؤون الدولية الدكتور موسى الحسيني كتب اكثر من دراسة حول المرجعية الشيعية والسياسية في العراق، منها دراسة نشرت في ابريل 2004م في صحيفة «القدس العربي» اشار فيها إلى ان صورة المرجع الديني للشيعة تلبست مسوح القداسة منذ صعود آية الله الخميني، ثم طرح تساؤلات في دراسة اخرى نشرت في يوليو من العام الماضي 2006م عن العلاقة بين «بل بريمر» الحاكم الاميركي السابق في العراق وعلاقته بالسيستاني، وتساءل كيف تحولت فتاوى الجهاد إلى تعاون كامل وخفي مع قوات الاحتلال بل وتقاسم للاهداف بين المحتلين وجماعة السيستاني؟، كيف تنظر انت إلى طبيعة هذه الامور، إلى طبيعة الدور السياسي والديني الذي يقوم به آية الله السيستاني وعلاقته بالمشروع الايراني؟.
- نحن في الحقيقة سجلنا ملاحظات اساسية على الدور الذي قامت به المرجعية في النجف إبان الاحتلال وبعد الاحتلال.
ما أهم هذه الملاحظات؟.
- نحن في تقديرنا ان الدور الذي قامت به هذه المرجعية هو دور غير ايجابي بل يمكن ان نقول انه دور سلبي لأنه غطى عملية سياسية غيبت المشروع الوطني العراقي وادخلت الطائفية السياسية إلى العراق، واصبحت الطائفية السياسية سبباً رئىساً من اسباب الازمة في العراق، ونحن نعتقد ان المرجعية كان بامكانها ان تلعب دوراً كبيراً في لم شمل الشعب العراقي وفي ان تمثل وتجسد حالة الابوة والزعامة لكل ابناء الشعب العراقي، وان تكون على مسافة واحدة لكل ابناء الشعب العراقي، وان تفتح قنوات للتواصل مع مكونات الشعب العراقي، وان تصل إلى درجات واضحة ومقبولة.
بعيداً عن الكلام المنمق والجميل. . لكن انا اريد بشكل واضح ومباشر هل كان هناك تقاسم للمصالح بين المرجعية الشيعية في العراق وبين الولايات المتحدة الاميركية وبين الاميركان في الاحتلال؟.
- لا شك في ان المصلحة الاميركية في ألا يعلن الجهاد ضد المحتل.
وهذا سر ان معظم رجال الدين الشيعة في العراق لم يفتوا بجواز مقاومة المحتل؟.
- لا نستطيع ان تقول ان هذا هو سر عدم افتاء المعظم من ذلك ولكن نقول ان تقدير المرجعية للموقف تقدير لا نتفق معها عليه.
لو رجعت للمشروع الايراني مرة اخرى انت لم تحدثني بشكل مفصل ومختصر في نفس الوقت في نقاط واضحة حول طبيعة المشروع واهدافه، إلى اين يريد ان يصل هذا المشروع؟.
- هذا المشروع يريد ان يصل إلى هيمنة ايرانية على المنطقة وإلى ان تكون ايران اللاعب الاقوى والأكبر في الساحة وأن تطبق سياستها على المنطقة.
ما الذي نجحت ايران في تحقيقه من هذا المشروع إلى اليوم؟.
- في الحقيقة النجاحات نجاحات محدودة ومؤقتة، انا اعتقد ان هذه السياسة الايرانية ادت إلى عزلة ايران عن العالم العربي وعن العالم الاسلامي، وفي الحقيقة يصدق على سياسة النظام الايراني انها من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون انهم يحسنون صنعاً.
ما الذي يدفعك إلى اتخاذ هذا الموقف وانت قضيت ربما نصف عمرك أو اكثر في ايران؟.
- انا قضَيْته مضطراً لا مختاراً؛ لان مواصلة شوطي العلمي في النجف الاشرف كان مستحيلاً، وبالتالي المركز الثاني للحوزة هو قم وقضيت هذه السنين في داخل الحوزة وكنت اختلف مع السياسة الايرانية فيما يرتبط بالعراق خصوصاً
انت قلت ان المشروع الايراني يتجاوز حدود العراق إلى دول المنطقة، ما الذي يستهدفه من دول المنطقة؟.
- قلنا ان المشروع الايراني يستهدف هيمنة ايران على المنطقة وان تكون هي القوة الاقليمية وهي اللاعب الاقوى في المنطقة، وطبعاً هذا يترك آثاراً سياسية ويترك آثار اقتصادية ويترك آثاراً ثقافية ودينية.
اليس نجاحاً لايران ان تسعى لكي تحقق هذا الدور في ظل ان العرب ومفتتين ومشتتون وليس لهم استراتيجية ولا يصنعون سياسة؟.
- هذا من زاوية إيرانية ولكن من زاويتنا كشعوب عربية واسلامية لا تريد هيمنة قومية عليها.
هل هذا هو الذي دفع رجل الدين الشيعي محمود الحسن العراقي التابع لاية الله الحسن الصرخي بعد «3» ايام من القتال بين مؤيدي والشرطة العراقية في «17» اغسطس الماضي إلى ان يعلن ما حدث هو مخطط ايراني تنفذه قوى شيعية سياسية عراقية تابعة لايران لتصفية تيارين الشيعي العربي، في نفس الوقت نشرت «الواشنطن بوست» تقريراً في «21 » اغسطس الماضي اتهمت فيه مسؤولين كباراً في حزب الفضيلة والولاء وهما حزبان شيعيان أيضاً إيران بانها تؤيد تنظيم عبدالعزيز الحكيم ومنظمة بدر ضد العرب الشيعة. . ما الذي يحدث وانت طوال السنوات الماضية تعيش داخل العراق؟ وما الذي يحدث بين العرب الشيعة والشيعة غير العرب في العراق؟.
- في البداية يجب ان اؤكد على ان النظام الايراني لايريد للخط الوطني العروبي في العراق ان ينمو ويأخذ مقاليد الامور في العراق؟.
من حق ايران ان تحمي مصالحها الاستراتيجية، ماذا فعلتم انتم كتيار وطني؟.
- ليس من حقها ان تتجاوز على مصالح الشعوب الاخرى.
هناك ملايين العراقيين يؤيدون ما تفعله ايران في العراق؟.
- النظام القائم لا يعبر عن ارادة الملايين، وهذه الانتخابات لدينا عليها ملاحظات أساسية، والشعب العراقي سيق إلى صناديق الاقتراع من خلال ديماغوجية دينية وسياسية ومن خلال وعود اعطيت للشعب العراقي بأن هذا هو الطريق الذي سينقذ العراق من الاحتلال وسيقيم دولة مزدهرة في العراق، وتحت الخداع والتضليل ذهب الشعب العراقي إلى صناديق الاقتراع، وانا لا اريد ان أشكك في وعي الانسان العراقي ولكن الحالة التي حصلت ان هناك ديماغوجية دينية وسياسية اثرت، والتجربة السياسية الحديثة للشعب العراقي لم تصل إلى مرحلة يمكن من خلالها ان يعتمد على قدر من الثقافة السياسية يتيح له ان يوازن ويقارن بين برامج سياسية وينتخب على اساس برامج سياسية.
لا اريد ان أعود انا اكملك في نقطة هذه جاءت في الانتخابات لا تشرح لي الشعب ضلل ولم يضلل هذه الحكومة تقول انها جاءت بالانتخابات كون الشعب كله. . . ؟.
- الحكومة تقول بانها جاءت بالانتخابات ولكن علينا ان ننظر إلى الواقع وخاصة الآن بعدما اكتشف الشعب العراقي فشل العملية السياسية.
انتم تتحدثون عن تيار شيعي عروبي عربي قومي موجود داخل العراق يرى ان الذين يحكمون الآن من الشيعة لا يمثلون حقيقة التيار الوطني في العراق؟.
- نعم انا لا اريد ان اتحدث عن تيار شيعي، انا اتحدث عن تيار وطني يضم كل تلاوين الشعب العراقي فيه من كل مكونات الشعب العراقي، نحن ضد الطائفية السياسية وضد الطائفية المذهبية، ونعتقد ان البديل الذي يمكن ان يعيد الاستقرار السياسي والامني في العراق والذي يمكن في ظله بناء دولة عراقية وطنية حديثة البديل هو المشروع الوطني العراقي الذي يعتمد الثوابت الوطنية العراقية.
قبل ان اتحدث عن المشروع الوطني، من السهل طرح وكل يوم يطلع أحد من العراقيين ويطرح مشروع وطني مختلف المشهد الشيعي الآن في العراق اية الله السيستاني عبدالعزيز الحكيم مقتدى الصدر وآيات اخرى كثيرة وتجمعات كبيرة واحزاب شيعية. . كيف نفهم المشهد الشيعي في العراق من خلال هذه الصورة المتدفقة؟.
- المشكلة هي في ان هذه القوى مارست عملية شحن طائفي ومن خلال عملية الشحن الطائفي حاولت ان تثبّت مواطئ قدم سياسي لها، ولكن اعتقد ان التجربة على قصرها كشفت للمواطن العراقي الذي له وعي فطري متميز كشفت له ان هذه القوى لا تسعى إلا إلى مصالحها الخاصة بها، واصبح الشعب العراقي ضحية لصراع ارادات وضحية لمصالح متضادة وغير منسجمة، وبالتالي لابد ان يعود الشعب العراقي بأكمله إلى المشروع الوطني العراقي.
يعني ان العراق مختطف الآن. . ممن؟
- نعم العراق محتلة ومختطفة ممن؟، العراق اصبح رهينة بيد المحتل وبيد مجموعة من القوى السياسية التي وجدت فرصتها من خلال مشروع الاحتلال.
هل هناك صراع حقيقي بين تيار مقتدى الصدر وتيار عبدالعزيز الحكيم؟.
- انا لا اريد الدخول في الاسماء وفي الفرعيات، ولكن هناك تنافس سياسي بين القوى السياسية الداخلة في العملية السياسية.
في تصريح لوكالة الانباء الفرنسية نشر في «20» نوفمبر الماضي، قال ابو سجاد احد ابرز قيادات جيش المهدي: نحن اقوى سلطة موجودة في العراق الآن؟.
- في ظل غياب الدولة وتسيب الوضع لو كانت هناك دولة قوية ولو كانت الاجهزة الامنية لدولة حقيقية هي التي تسيطر على الموقف، لما اصبح المجال مفتوحاً للميليشيات.
ما طبيعة دور الشحن الطائفي في صناعة الازمة الحالية التي يعيشها العراق؟.
- الشحن الطائفي كان له دور سلبي كبير وخطير، لانه في ظل الشحن الطائفي تم تغييب المشروع الوطني العراقي، وتسويق الطائفية السياسية، وفتح المجال لتدخل ايران في الشأن العراقي وبالتالي تطويل عمر الاحتلال.
هناك اشرطة الآن كثيرة تتداول على شبكة الانترنت لعلماء الشيعة يفتون بقتل الوهابيين السنة، ويصفونهم بانهم «انجس من الكلاب والخنازير» هذا الكلام لم يكن يعلن بهذا الشكل، فيديو صورة وفتاوى باعلى المستويات، هذا التصعيد ضد السنة جعل سنة العراق يقولون بأن هناك مؤامرة لتصفيتهم، وتشير بعض التقارير إلى ان مليونين من سنة العراق قد هاجروا منها إلى مصر وسوريا والاردن ودول اخرى خلال السنوات الماضية والباقون الذين يقيمون في العراق فقراء لا يملكون من المال وما يستطيعون بدونه ان يخرجون. . هل هناك مؤامرة على السنة ام ان السنة يبالغون في هذا؟.
-هناك مؤامرات، هناك مؤامرة ونفس الطائفية السياسية في الحقيقة هي تشكل عنصراً اساسياً في ايجاد الاحتقان الطائفي وفي المنع من استقرار العراق، لهذا نحن نقول لابد من ان يتخلص الشعب العراقي من دوامة الفعل ورد الفعل الطائفي، وان يتمسك بالخيارالوطني العراقي لانه الخيار الوحيد الذي يمكن ان ينهي هذه الازمة.
ما طبيعة هذه المؤامرة على السنة؟.
- القضية سياسية في الحقيقة قبل ان تكون طائفية، وقد تتخذ وجهاً طائفياً، ولهذا نحن رفضنا بشدة كل المحاولات التي تسعى إلى التمييز بين مكونات الشعب العراقي والتعامل بالنسب وبالمحاصصات والاقصاء والتهميش للخط الوطني، نحن كنا ضد هذه المحاولات، ولهذا حافظنا على علاقات مميزة مع كل القوى الوطنية.
مذكرة التوقيف بحق الدكتور حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين واعدام صدام حسين صباح يوم عيد الاضحى المبارك الماضي وتصرفات اخرى كثيرة تقوم بها الحكومة التي يسيرها الشعب في العراق. . في اي اطار نضع هذه التصرفات؟.
- هذه اولاً تصرفات كما قلت حينما صدرت هذه المذكرة هذه التصرفات تدل دلالة واضحة على عدم النضج السياسي، وتدل ايضاً على اتخاذ وسائل طائفية في صراع سياسي، هناك صراع سياسي وهناك انقسام سياسي داخل العراق يراد توظيف الورقة الطائفية لصالح هذا الصراع السياسي، ولهذا نحن أدنّا بشدة مذكرة الاعتقال وادنا ايضاً الممارسات السلبية التي لابست قضية الاعدام من حيث التوقيت ومن حيث الشعارات التي رفعت والاعمال التي رافقت.
لدي وثيقة سرية سربت من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية تاريخها «17» ديسمبر الماضي تحت رقم «3891 » سري للغاية مستعجل إلى كافة المكاتب والفروع حول معركة تحرير بغداد ودول الجوار وتطهيرها من الحكومات الوهابية الكافرة، وبها خطة وتحديد ومحاور ومشاركون، ولان الوثيقة سربت إلى وسائل الاعلام قيل ان تسريبها حال دون قيام معركة تحرير بغداد من قبل الميليشيات الشيعية. . هل سيظل السنة في بغداد ينتظرون معركة تحرير بغداد واخراجهم منها ؟
لا. . ستقف كل القوى الوطنية لافشال هذه الخطة.
معنى ذلك أن هناك خطة؟.
- لا ستقف كل القوى الوطنية لافشال هذه الخطة.
معنى ذلك ان هناك خطة؟.
- القوى الوطنية مدعوة إلى ان تنهي التشتت الحاصل في صفوفها، وان تتفق على برنامج سياسي واحد، وان تقوم بتطوير برنامجها في داخل المجتمع العراقي، وان تستفيد من كل القوى الشعبية في داخل العراق لافشال كل الخطط الطائفية والخطط التي ترمي إلى تخريب الكيان الوطني العراقي وتمزيق النسيج الاجتماعي العراقي.
في نفس الاطار في «24» ديسمبر الماضي يعني بعد هذه الوثيقة باسبوع نشرت صحيفة «الواشنطن بوست» الاميركية تقريراً اعدته مراسلتها في بغداد سدرينا تفرنايسي قالت فيه ان الميليشيات الشيعية شددت قبضتها على العاصمة العراقية بغداد التي تضم ثلث سكان العراق وقامت بتهجير آلاف الأسر السنية منها واصبحت تسيطر بالكامل على «10» من احياء بغداد كانت احياء مختلطة قبل عام واحد واصبحت الان احياء شيعية خالصة.
ما حقيقة ما يدور هذا في ظل الحديث عن مخطط يتقاسمه الحكيم والصدر تكون بموجبه بغداد ومحافظة ديالي للصدر، بينما يسيطر الحكيم على «8 » محافظات تقع في وسط العراق وجنوبه تكون عاصمته البصرة، وهناك تقرير نشر في «9» سبتمبر العام الماضي ايضاً يشير إلى هذا المخطط. . كيف تقرأ انت هذه الاشياء؟.
- انا اقرأ هذه الاشياء على انها في الحقيقة افرازات للمشروع الذي ادخل الطائفية السياسية إلى البلد والذي غيب المشروع الوطني العراقي، وهذه قوى سياسية لها مصالح خاصة بها المهم ان نحرص على الحفاظ على المصلحة الوطنية العراقية، وعلى مصلحة الشعب العراقي، لا اشك في ان هذه الخطط وهذه البرامج لا تصب في مصلحة الشعب العراقي.
لمصلحة من قيام الطائفية السياسية وتفاقم الصراع الطائفي في العراق؟.
- هناك مصلحة دولية مصلحة الاحتلال، وهناك مصلحة اقليمية مصلحة اسرائيل والنظام الايراني، وهناك مصالح لقوى سياسية في داخل العراق في ان تكون هناك طائفية سياسية في البلد.
ماهي العوامل التي تؤدي إلى تفاقم هذا الصراع وزيادته يوما بعد يوم؟
- وجود واستمرار الاحتلال يؤدي إلى تفاقم الصراع، استمرار العملية السياسية الحالية الفاشلة والتي وصلت إلى طريق مسدود وهي على شرف الانهيار، استمرار هذه العملية السياسية وادامة الحياة لهذه العملية السياسية يؤدي إلى تفاقم الازمة، عدم قطع يد التدخل الاقليمي المعاكس لمصلحة الشعب العراقي والمعاكس للمصلحة العربية يؤدي إلى تفاقم هذه الازمة.
هل خروج الاحتلال الاميركي من العراق يمكن ان يغير المشهد؟.
- لاشك في ذلك.
ما شكل المشهد في حالة خروج الأميركان من العراق؟
- اولاً العراق سوف يتخلص من احتلال عسكري جاثم على صدره ويفترض ان يتخلص من هيمنة سياسية للمحتل، ولذلك نحن في مشروع الميثاق الوطني العراقي طالبنا بخروج القوات العسكرية للمحتل وبتحرير القرارالسياسي العراقي والارادة السياسية العراقية من الهيمنة الاجنبية سواء كانت هيمنة دولية أو اقليمية.
في ظل انك اشرت إلى وجود مخطط لضرب السنة. . هل هو مخطط لضرب سنة العراق ام لضرب السنة في العالم؟.
- بالنسبة للدوائر المعادية للاسلام لها مخطط لضرب السنة في عموم العالم الاسلامي.
لماذا؟.
- هم في صراعهم مع الاسلام لهم حساب سياسي للمسألة باعتبار ان السنة يشكلون الاكثرية العددية في العالم الاسلامي، المواقع الحيوية والاستراتيجية في العالم الاسلامي ما عدا ايران هي بيد السنة، الثقافة الدينية السائدة في العالم الاسلامي هي الثقافة السنية، وبالتالي صانع القرارالسياسي الذي يريد ان يصنع قراراً في سياق الصراع مع الاسلام سيجد ان قراره السياسي لابد ان يتجه إلى ضرب هؤلاء.
هل تعتقد في ظل هذا المشهد الذي أشرت اليه ان هناك مؤامرة في توريط الشيعة واستخدامهم في ضرب السنة؟.
- هناك مؤامرة ولهذا انا ادعو الشيعة في كل العالم الاسلامي إلى افشال هذه المؤامرة وعدم الانسياق وراءها.
هل هناك توريط للشيعة لكي يكونوا هم الأداة؟.
- هناك محاولات للتوريط.
والآن اليست قائمة في ظل النتائج الموجودة في العراق؟.
- لا اعتبر هذا توريطاً للشيعة كشيعة، انما هناك قوى سياسية اختزلت القرار الشيعي بها في ظل ظرف الطارئ واستثنائي هي التي انساقت في هذا.
في ظل هذا المشهد هل نستطيع ان تقول انه اصبح التعايش بين السنة والشيعة مستحيلاً؟.
- ابداً انا ارفض هذه المقولة رفضاً قاطعاً، نموذج التعايش بين السنة والشيعة في العراق نموذج فريد وقديم ولا يمكن لهذا الظرف الطارئ ان يقضي على هذا النموذج بل على العكس هذه التجربة ستعزز قناعة راسخة لدى كل من السنة والشيعة في ان الحفاظ على وحدة العراق كدولة وبلد وعلى وحدة المجتمع العراقي انما يكون في ظل الحفاظ على امتن العلائق والروابط بين السنة والشيعة.
كيف يتم ردم هذه الهوة الآن في ظل الدماء التي تسيل كل يوم في ظل الجثث المقطعة المثقوبة والممزقة بالمواد الكيماوية، كيف يمكن في ظل هذا الشحن الطائفي هذه الدماء التي تسيل ان تردم هذه الهوة بين السنة والشيعة؟.
- من خلال التمسك بالثوابت الوطنية العراقية.
ما اهم هذه الثوابت التي تدعو إلى التمسك بها؟.
- ادعو إلى اعتبار المواطنة العراقية هي الاساس في التعاطي في مختلف الشؤون بعيداً عن الانتماءات الدينية والعرقية والمذهبية، الكفاءة والنزاهة هي المعيار في تولي المناصب السياسية والادارية في الدولة بعيداً عن الانتماءات الاخرى، لابد من وجود دستور للعراق يمثل حالة الوفاق الوطني للامة العراقية للشعب العراقي كشعب لابد من القضاء على ثقافة التفرقة وعلى عروش التعنصر للمذهبية، والالتزام المذهبي امر صحيح ومعقول، اما الانسان اذا اعتقد بمذهب معين يلتزم دينياً بقواعد ذلك المذهب، ولكن التعنصر المذهبي هو الظاهرة المرفوضة التنوع المذهبي كعامل من عوامل اثراء الفكر هذا أمر صحيح وطبيعي، ولكن التعاطي مع التنوع المذهبي على اساس انه عامل من عوامل الانقسام والفرقة هذا هو الشيء السلبي.
قل لي كيف يتم ردم هذه الهوة في ظل سب السحابة على المنابر واقامة نظار لابي لؤلؤة المجوسي قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب يحج اليه الشيعة في ايران ويترحمون على أبي لؤلؤة في ظل الثقافة التي تدعو إلى القتل إلى القمع إلى الاعتقال واعتبار الاخر انجس من الخنزير والكلاب؟.
- ولذلك نحن وقفنا ضد هذه الثقافة، ونحن نعمل بجد على تأصيل ثقافة الوحدة لانني اعتقد ان الوحدة لا يصح ان تبقى شعاراً، وانما الوحدة الاسلامية لابد ان تترجم إلى عمل ولا يمكن للوحدة الاسلامية ان تترجم إلى عمل إلا من خلال تأصيل ثقافة الوحدة والابتعاد عن الجرح والطعن والاستفزاز من كل طرف والطرف الآخر، كل الاطراف يجب ان تبتعد عن الجرح والطعن، ولهذا كانت لنا فتوى واضحة ومنذ سنوات بعيدة في تحريم الطعن للصحابة وعدم جواز ذلك مطلقاً.
لماذا لا تقوم المراجع الكبرى باصدار مثل هذه الفتوى؟.
- لابد من توجيه السؤال إلى هذه المراجع اما انا من ناحيتي فموقفي واضح في القضية.
من بين اهتماماتك الاساسية التقريب بين السنة والشيعة وعقدت عشرات المؤتمرات خلال العقود الماضية، الواقع الذي افرزه الآن ما يحدث في العراق هل يعني ان كل هذه المؤتمرات التي عقدت للتقريب كانت مجرد حبر على ورق ومجرد اجتماعات تنفض تجتمع ثم تنفض دون كسر أو ردم الهوة القائمة أو تغيير الثقافة السائدة؟.
- ولهذا نحن نقول مشروع الوحدة الاسلامية يجب ألا نتأثر بالخط البياني للعلاقات السياسية.
من يضع هذا المشروع ويقره اذا كان هناك من بيده القوة يوجه ويغرس وينشر ثقافة اخرى؟.
- الرموز الوحدوية لدى الشيعة والرموز الوحدوية لدى السنة بامكانها ان تقدم مشروعاً للامة الاسلامية، ويمكن ان تجتمع الامة الاسلامية على القواسم المشتركة.
هل يبقى هذا مجرد أماني؟.
- لا.
إلى متى تنتظرون لإقامة هذا؟.
- نحن لا ننتظر نحن نعمل بهذا الاتجاه وسوف نبقى نعمل بهذا الاتجاه إلى النفس الاخير.
هل يمكن للقوى العراقية الوطنية ان تؤدي إلى نتائج عملية على الساحة في ظل التشرذم والأناطية الموجودة لدى طرف من الاطراف؟.
- القوى الوطنية بامكانها ان تحدث التوازن كخطوة اولى ثم تغلب ميزان القوى لصالحها كخطوة ثانية، هي مدعوة إلى ان تخرج من حالة التشتت وان تجتمع اذا لم يمكن اجتماع القوى الوطنية في اطار سياسي واحد وفي جبهة عريضة فإنه يمكن ان تجتمع هذه القوى على برنامج سياسي واحد وهذه هي فكرة مشروع الميثاق الوطني العراقي الذي قدم برنامجاً سياسياً يحتوي على الثوابت الوطنية العراقية، يمكن ان تتعاقد عليه كل القوى الوطنية ليتم تسويقه إلى المجتمع العراقي.
ماهي نقاط الالتقاء التي يمكن ان تجمع سنة وشيعة العراق في هذه المرحلة، رغم هذه الدماء التي تسيل ورغم هذه الهوة الهائلة التي افرزها النظام القائم وايضاً ما تقوم به الميليشيات وما يحدث على الساحة؟.
- نقطة الالتقاء الاولى هي الاسلام، خيمة الاسلام ومظلة الاسلام يستظل بها الجميع كل من يشهد ان لا إله إلا الله محمد رسول الله فهذا مسلم وفي الحقيقة ينطوي تحت خيمة الاسلام، هذا اولاً، الشيء الثاني: التاريخ المشترك بين السنة والشيعة في العراق له تاريخ مشترك، اشتركوا في بناء المجتمع واشتركوا في بناء الدولة واشتركوا في عيش فيه أجواء مودة حقيقية، هناك مصاهرات بين الشيعة والسنة وهناك قرابة بين الشيعة والسنة، العشائر العراقية فيها الشيعي وفيها السني وبالتالي السنة والشيعة في العراق هم اولاد عم لا يمكن لهذا الظرف الطارئ ان ينهي كل هذه القيم النبيلة السامية، بل هذه المحنة تشكل تجربة وان كانت قاسية الا انها ستكون تجربة مؤثرة جداً في اعادة اللحمة التي اريد تفكيكها.
ما هو شكل الخرائط التي تتوقعها للعراق اذا استمر الوضع على ما هو عليه سواء الخرائط السياسية أو الخرائط الجغرافية؟.
- اذا استمر الوضع على ما هو عليه ستحدث فوضى عارمة في العراق اكثر من هذه بكثير، وستزداد وتيرة العنف في العراق، وستتطور إلى حرب مدن وطبعا هي ليست حرب الشعب العراقي هذا يجب ان نتنبه إليه ليست هي حرب الشعب العراقي هي حرب قوى سياسية وصراع ارادات دولية واقليمية على الساحة العراقية، انا اعتقد ان الامور اذا تركت على ما هي عليه ستكون هناك نتائج خطيرة من حيث توازن القوى السياسية والاجتماعية في داخل العراق.
دول الجوار هل ستظل في مأمن، هل ستظل النيران المشتعلة في العراق بعيدة في لهبها وفي شررها على ان تطالها؟.
- على العكس المؤامرة في الحقيقة بدأت في العراق، المؤامرة اكبر بكثير والخطة هي للمنطقة ككل وكان العراق منطلقاً لهذه الخطة والدول العربية اذا لم يكن لها موقف واضح وصريح وقوي داعم للمشروع الوطني العراقي فالنار المشتعلة في العراق ستسري إليها كسريانها في الهشيم.
هل معنى ذلك ان الفترة القادمة لن تشهد استقراراً في المنطقة ويمكن ان تتفاقم الامور بشكل كبير في ظل هذا التصعيد اليومي الذي لا يجد من يوقفه أو من يتدخل لاحتوائه؟.
- اذا استمر الوضع على هذه الحالة، اما اذا برزت عناصر جديدة يمكن ان تتغير الامور.
ما هي العناصر التي يمكن ان تغير الواقع الحالي؟.
- قضية الفشل للاستراتيجية الاميركية الجديدة وموقف الدول ازاء تطورات الوضع العراقي، موقف دول المنطقة ودول الجوار العربية من المشروع الوطني العراقي ومن الوضع الحالي في العراق الموقف الاساسي موقف الشعب العراقي هل سيبقى الشعب العراقي مستسلماً؟.
السؤال المهم الآن لماذا الشعب العراقي يقبل بالوضع القائم المتمثل في انعدام الامن والشلل الاقتصادي والفقر والقتل والحصار والتجويع؟ الشعب العراقي الآن لماذا يقبل بهذا الوضع؟.
- لا اعتقد ان عراقياً يمكن ان يقبل بهذا الوضع ولكن الشعب العراقي يرزح الآن تحت المأساة الكبيرة اشغلته في تفاصيل حياته اليومية. . الشعب العراقي هو شعب طموح يتطلع إلى الامام، همته عالية، لا يمكن ان يقبل بهذه الاوضاع المزرية، ولكن يمكن ان يرضى باستمرار هذه الاوضاع، لكن الحراك السياسي في المجتمع العراقي يحتاج إلى قوى سياسية مؤثرة يرتبط بها ابناء الشعب العراقي، قوى تقود ابناء الشعب العراقي نحو المشروع الوطني العراقي، ولهذا نحن ندعو ابناء الشعب العراقي إلى التمسك بالمشروع الوطني العراقي وإلى رفض الواقع، وإلى ان ينفض يده عن هذه القوى التي سببت له كل هذه الازمات، وان يأخذ بالخيار الوطني بديلاً.
كيف تنظر إلى المستقبل باختصار؟.
- المستقبل من حيث النتيجة انا متفاءل رغم كل هذه المآسي لان تجربة العراق التاريخية، العراق مر بظروف في مقاطع تاريخية متعددة سواء قبل دخول الاسلام أو بعد الاسلام، مر العراق بظروف قاسية جداً واستطاع الشعب العراقي ان ينتصر قبل دخول الاسلام إلى العراق، العراق كان محتلاً على مدى ثمانية قرون كان العراق تحت الاحتلال الايراني ولكن لم يستطع هذا الاحتلال وعلى مدى ثمانية قرون لا أن يغير لغة الشعب العراقي ولا ان يغير ثقافة الشعب العراقي ولا ان يربط ولاء الشعب العراقي لهذه الدولة.
آية الله حسين المؤيد المرجع الشيعي العراقي البارز اشكرك شكراً جزيلاً على ما تفضلت به وآمل مشاهدينا الكرام ان اكون قد قدمت لكم وجهاً من اوجه الصور العديدة التي تحيط بالساحة العراقية وقد كشفنا لكم جانباً آخر من الصورة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.