سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يجب على الأحزاب السياسية أن تبحث عن مطالب الناس ولا تبحث عن مطالبها الخاصة أكد أن بطولة "خليجي20" أحدثت متغيرات إستراتيجية وأظهرت اليمن أمام العالم بالمظهر اللائق المهندس وحيد علي رشيد وكيل أول محافظة عدن لصحيفة (أخبار اليوم) :
بداية نهنئكم ونهنئ أبناء شعبنا اليمني كافة بنجاح فعاليات خليجي 20 وبالمناسبات الدينية والوطنية التي صاحبت هذا الحدث الرياضي الكبير ونفتتح حوارنا بسؤال حوله : * ماذا حققت عدن من "خليجي 20" ؟ ** نرحب بداية بصحيفة "أخبار اليوم" ونهنئ جماهير محافظة عدن والجماهير اليمنية بشكل عام بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة وأعياد الاستقلال والنجاح الذي تحقق لبطولة "خليجي20" في عدن وانتهاء البطولة بشكل ناجح ومتميز . وطبعا ً الكل يدرك أن محافظة عدن استفادت من تنظيم هذه البطولة في المحافظة إستفادة كبيرة جدا ً وفي مقدمة هذه الاستفادة المنشآت الرياضية والبنية التحتية في المجال الرياضي، يعني هذه المسألة ترى رأي العين .. ويمكن مشاهدتها .. ملاعب حديثة وعلى أعلى مستوى من التطور وتقريبا ً في كل مديرية وكذلك بنية تحتية فيما يتعلق بالمنشآت الايوائية والطرقات والتحسينات ومختلف الخدمات الموجودة في المحافظة . إنعقاد هذه الفعالية الكبيرة والضخمة تعتبر بالنسبة لنا إنجازاً لمشروع وطني كبير .. يعني "خليجي 20" أنا سميته في إحدى المقالات بأنه هو التجربة في مشاريعنا الوطنية .. فعندما تتضافر الجهود على المستويين المركزي والمحلي وعندما تتضافر الجهود بين مجموع الجهات المختصة ، وعندما نحدد لأنفسنا أهدافا ً ونعمل البرامج اللازمة للوصول إلى هذه الاهداف نقول بأن النجاح يكون حليفاً للجميع والنجاح يكون مذاقه في فم الجميع .. المواطن مرتاح .. المختصون سواء كانوا من الرياضيين أو غيرهم مرتاحون .. حالات البهجة التي كانت موجودة في أحياء وشوراع المدينة تعكس حالة الارتياح العام الذي وجد في عدن وعند الإخوة أعضاء الوفود الذين قدموا من دول الجزيرة والخليج .. كل هذا النجاح كان له مذاقه عند الجميع وشعر كل شخص بأنه فعلا ً هو معني بالنجاح وساهم في تحقيقه .. وجماهير محافظة عدن على وجه الخصوص كان لها دور كبير جدا ً في إنجاز هذه الفعالية بهذه الطريقة المتميزة الراقية التي عكست حقيقة أن هذه المحافظة مازالت تدّخر الكثير من الإمكانات والطاقات المعوّل عليها لإنجاز كثير من برامجنا ومشاريعنا على المستويات المختلفة، ليس فقط في الجوانب الرياضية والاجتماعية بل أيضاً في الجوانب الاقتصادية والسياسية أيضا ً .. مشاريعنا الوطنية هذه عندما يبحث لها عن الأرضية المناسبة والمكان المناسب فإن محافظة عدن ستكلل بالنجاح . * وماذا عن فوائدها من الناحيتين السياسية والاقتصادية ؟ ** طبعا ً نجاح أي مشروع له أبعاده ومردوداته .. فالجانب السياسي يتمثل في الرسالة التي أرسلتها اليمن من خلال "خليجي20" وتتضمن تأكيداً على استتباب الأمن والاستقرار وإثبات وجود حالة من التوافق بين جميع القوى السياسية في بلادنا بغض النظر عن الاختلافات التي هي حق مشروع ، فاختلاف وجهات النظر يعتبر حقاً مشروعاً .. لكن اليمانيون ظهروا أمام الآخرين وأمام العالم أجمع بالمظهر اللائق المتميز في هذه الفعالية .. وظهرت قيادتنا السياسية فعلا ً كراعية للمشاريع الوطنية ومتميزة في إقامتها، كونها أشرفت على هذا المشروع الكبير إشرافاً مباشرا ً ونجحت في إدراتها له بإيصاله إلى هذا المستوى من التميز والنجاح والرقي . أما على المستوى الإقتصادي فربما المقصود من السؤال أنه إذا كان بعض التجار والمستثمرين تحمسوا لهذه الأجواء وبالتالي كما أشار رئيس الغرفة التجارية والصناعية بعدن في إحدى المقابلات إلى أن لقاءات اقتصادية عديدة عقدت مابين المستثمرين والجهات المختصة للاستثمار في اليمن بشكل عام وفي محافظة عدن على وجه الخصوص .. لكننا نقول إن الفعالية رياضية بدرجة أساسية والاستفادة الإقتصادية تمثلت في البنية التحتية التي تم تنفيذها في مدينة عدن وهي عامل مساعد للاستثمارات الحقيقية في المدينة .. وربما أنتم سمعتم قبل أيام أن الأخ رئيس الجمهورية وضع حجر الأساس لمشروع كبير جدا ً في المنطقة الحرة وافتتح العديد من المشاريع السكنية في محافظة عدن .. يعني أن الجوانب الإقتصادية كان لها بصماتها أيضا ً في إطار هذه الفعالية وضمن جو وحالة النجاح الذي رافق الفعالية . * كيف تقيّّمون مرحلة مابعد بطولة "خليجي20" ؟ ** بالنسبة لتقييم مرحلة مابعد البطولة .. نقول أولا ً إن حالة النشاط التي كانت سارية في الجهاز الإداري داخل محافظة عدن يجب أن تستمر .. ثانيا ً أثبت المواطن في محافظة عدن أنه عندما تكون هناك مشاريع مدروسة جاهزة فإن هذا المواطن جاهز للتعامل معها وجاهز لإنجاح هذه المشاريع وبالتالي نحن يجب أن نستمر ونقدم مشاريع مدروسة للمواطنين في كل الاتجاهات وليس فقط في جانب الرياضة وبعض الخدمات الإجتماعية .. ونؤكد أن المواطن في عدن يمتلك من الوعي والتعليم والتجربة مايساعده فعلا ً على تحقيق النجاح في العديد من المشاريع التي لن تنجح إلا ّ في مدينة عدن .. يعني عندما نتحدث عن المنطقة الحرة فنحن نتكلم عن مدينة عدن .. وعندما نتحدث عن مشاريع إقتصادية رائجة ورائدة مثل الميناء وخدمات النقل أو ماشابه ذلك فإننا نتحدث أساسا ً عن محافظة عدن .. ونقول كلما درست هذه المشاريع وقدمت عبر المؤسسسات المختصة وأشرك المواطن فيها بشكل أو بآخر بحسب موقعه وبإعتباره موظفاً وقائداً إدارياً وفي مقاعد التعليم وفي كل مكان أي أنه شريك بشكل أو بآخر في كل المشاريع . لذا فإن الزخم الذي صاحب البطولة يجب الاستفادة منه واستثماره في مرحلة ما بعد البطولة وكل المراحل القادمة ونكون أوفياء مع الناس والجماهير وأوفياء مع حالة النجاح التي فعلا ً تحسب لصالح قيادتنا السياسية ولصالح الجماهير التي ساهمت في الفعالية ولعبت دورا ً كبيراً في نجاحها . * المشاريع التي لم تستكمل .. هل سيكون العمل فيها بنفس وتيرة نشاط خليجي 20 ؟ ** ما يخص المشاريع التي لم تستكمل هي مشاريع بسيطة وقليلة وبالذات في مجال التبليط والرصف والطرقات وبعض الخدمات لكن سيتواصل العمل فيها لأن الاتفاقيات مع المقاولين موقعه وربما لاحظتم خلال هذا الأسبوع أن المقاولين قد واصلوا العمل فيها .. لكن العمل بطئ نوعاً ما، لأننا في نهاية السنة المالية، غير أنها مشاريع متفق عليها وأغلب النسب المالية المطلوبة قد صرفت ، والمقاولون يقومون باستكمال مالم يستكمل لكن البنية الأساسية "لخليجي20" تم الانتهاء منها قبل البطولة . * هناك تجاوزات في مسألة التوظيفات في عدن حسب مايقال وبأنها خاضعة للمجاملات والمحاباة وتتخطى من لهم الأقدمية والأولوية .. كما أن هناك حديثاً يدور في الشارع عما يحدث من تطفيش في بعض المرافق العامة ومنها ميناء المعلا .. مارأيكم بهذا الشأن ؟ ** هذه التجاوزات يجب أن تسمى وتحدد حتى نستطيع أن نتحدث عن نقاط محددة، لكن إطلاق الأمور كذا بشكل عام لايستطيع أحد التعامل معها أو الحكم عليها .. يعني لو في حالات محددة يتم تقديمها سيتم النقاش بشأنها وتداولها .. أما أن يكون هناك مرفق فيه ألفين عامل مثلا ً وفيه مشكلة مع أربعة أو خمسة أو حتى عشرة، فلا تعتبر هذه ظاهرة ولا تعتبر قضية تحتاج إلى إثارة أمام الرأي العام والخوض فيها, إنما تعالج في إطار المرفق الإداري وضمن صلاحيات الادارات الموجودة والمختصة .. لكن عندما نشعر أن المشاكل هذه ستأخذ مساحة أكبر هنا يتم فعلا ً الحديث عنها ومناقشتها وبالتالي معالجة الآثار السلبية التي قد تنتج عنها . * البطالة منتشرة بشكل كبير في عدن .. أين دور قيادة المحافظة من هذه القضية ؟ ** البطالة منتشرة في العالم كله .. يعني هذه المشكلة تعاني منها البلدان كلها .. هي ليست قضية خاصة بمحافظة عدن وربما تركيز الناس على عدن .. سببه وفود الناس إلى عدن بأعداد كبيرة وأملهم في أنها محافظة اقتصادية وبالتالي إنها محافظة ولاّدة للوظائف أي أنها تنتج وظائف أكثر من غيرها .. هذه عوامل تجعلنا نعيش نفسية أنه في مشاكل كثيرة في التوظيف . الآن الدولة عندها خطط اقتصادية في هذا الجانب .. عندها موضوع الاولويات العشر ومحافظة عدن شريكة بأربع أولويات منها بشكل أو بآخر .. بل أنه تم إفراز أولويتين أساسيتين .. الأولى تتعلق بشكل أو بآخر بالاولوية السابعة وتم بشأنها إعداد خطة اقتصادية تنفيذية لمحافظة عدن وتم إقرار مايقرب من ستة مشاريع في مجال النقل والتخزين والموانئ والطيران والسياحة وغيرها .. هذه المشاريع وظيفتها الأساسية هي خلق مشاريع وبالتالي خلق المزيد من وظائف العمل .. والعمل على تخفيض نسبة البطالة الموجودة في المدينة والارتقاء بإمكانيات المدينة سواء البشرية أو المادية بحيث تستطيع مواكبة زيادة الطلب على الوظائف للأسباب سالفة الذكر .. ونؤكد أن قضية البطالة هي في مقدمة إهتمامات قيادة محافظة عدن وإهتمامات الدولة في الجانب التنفيذي ممثلة برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وأنا أرجو من الصحيفة نشر مايتعلق بموضوع الاولويات العشر ومايتعلق بآراء الناس ونقصد في مقدمتهم المختصين وأيضا ً من لهم صفة علمية أو إدارية أو غيرها أن يدلوا بدلوهم فيما يخص محافظة عدن من الأولويات . * ماذا يعني ذلك ؟ ** يعني عندما نلاحظ الاولويات العشر أنها تطرح من بدايتها وتتحدث عن الكادر الوظيفي بوجوب تأهيل مايقارب مائة كادر وظيفي على مستوى اليمن .. محافظة عدن في هذا الجانب تأتي في المقدمة، فكادرها الوظيفي يمكن أن يسهم ويطبق خطة بهذا المستوى . وعندما نتطرق في حديثنا إلى ضرورة حل بعض المعضلات الأساسية مثل التدريب والتأهيل لكوادرنا وتهيئة بعضها في المهاجر ودول الإغتراب -علما ً أن بعض دول الخليج طلبت قوى عاملة -.. فإننا نقصد القول أن البنية التدريبية في عدن بنية كبيرة جدا ً بإمكانها المساهمة في هذا الجانب . * متى يبدأ تنفيذ برنامج الاولويات العشر ؟ ** بلادنا الآن من الجدية بحيث ستبدأ تنفيذ البرنامج المتعلق بالاولويات العشر .. فإذا بدأنا التنفيذ ومساهمات وآراء عدد من الجهات العلمية أو الكوادر القيادية لم يتم الاطلاع عليها والأخذ والرد معها أو أيضا ًإجراء نوع من الحوار والمشاورة معها بهذا الشأن ومن أجل سد الثغرات التي ربما تكون موجودة في البرنامج فقد تكون ناقصة في بعض الجوانب ، وبعد ذلك نجلس في مجالس المنتقدين ننتقد فقط، لأننا لم نشارك في العملية . * هل هذه دعوة للإعلام والمؤسسات التعليمية للمشاركة ؟ ** نعم أنا أدعو المؤسسات الصحفية والعلمية والجامعات سواء الحكومية أو الخاصة وكل من لديه جامعة في محافظة عدن البحث عن مايريده الناس ، والناس تبحث عن وظائف جديدة ، والدولة أعدت برنامج عمل .. يأخذون هذا البرنامج ويتناولونه ويتحاورون بشأنه .. يوعّون ويبصّرون المواطن به .. ليس من وظيفة الدولة أو رئيس الوزراء أو الوزير المختص إنزال هذا البرنامج إلى كل مواطن ،لأن هناك وسائل في المجتمع منها وسائل الإعلام والجامعات والكفاءات التي ستعطي وتأخذ في مجال الأولويات العشر من خلال كفاءتها وعلومها ومعلوماتها ومفهومها لهذه البرامج . مجدداً أقول إن الملف الذي يخص البطالة ملف مهم جدا ً ومحرج جدا ً ويعني الجميع .. فليس كل من يريد وظيفة يتجه للدولة معتقداً أن الدولة هي التي لازم تخلق له الوظيفة وتجيب له كرسي وميز .. لكن الدولة في الحقيقة عليها تهيئة الجو المناسب سواءً بتوظيفه عند توفر الوظيفة أو عبر الاستثمار بتهيئة المناخ اللازم فيأتي هو يشتغل ويتم التوظيف في المشاريع مثل ماتم في بعض المشاريع الناجحة في المحافظة وهناك مشاريع صغيرة وقروض ميسرة من الدولة تساعد على إقامة مثل هذه المشاريع .. ولهذا نؤكد على ضرورة مشاركة وسائل الإعلام والمؤسسات والكفاءات في المجتمع مشاركة إيجابية ولا تقعد في مقاعد المتفرجين وتحصي السلبيات وتنتقد وتبحث عن العيوب * فيما يخص الحوار .. ماهي نصائحك لأحزاب اللقاء المشترك والحزب الحاكم فيما يتعلق بقضية الحوار الذي شهد مؤخراً تعثراً ملحوظاً؟ وماهي توقعاتك لمسار الحوار ؟ ** طبعا ً .. أحزاب اللقاء المشترك .. الحزب الحاكم .. قضية الحوار الذي كأنه متعثر .. توقعات مسار هذا الحوار .. أنا أقول إن هناك مهمة وطنية كبيرة تقع على عاتق الأحزاب السياسية في اليمن وفي مقدمتها المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك .. هذه المهمة الوطنية هي إخراج الناس من بعض حالات القنوط واليأس والجمود إلى جو من التفاؤل والسعة التي تمكن فعلا ً من مواصلة المسيرة مع هذا المشروع الوحدوي الكبير .. الوحدة مشروع كبير جدا ً إذا أردنا أن يستمر بنجاح ويعالج بعض العثرات والسلبيات لابد من أفق من فتح آفاق الأمل .. إذا غيبنا الأمل عند الناس من الصعب أن نتحدث عن هذه المشاريع الكبيرة والضخمة . مهمة الحزب السياسي سواء كان في المعارضة أو السلطة أن يوسع ساحة الأمل عند الناس فهو رائد في العمل السياسي .. يجب أن يقدم بدائل للمشاكل الموجودة وليس إضافة مشاكل إلى المشاكل أو إلى جانب التوتير توتير .. مهمة الحزب السياسي بشكل عام أن يثبت فعلا ً أنه يساعد الناس البسطاء الذين ربما مطالبهم غاية في البساطة .. المواطن يريد التعليم والعلاج والجو الآمن وغيرها من المطالب البسيطة .. لماذا بعض الاحزاب السياسية تعقد هذا الأمر .. لماذا بعض الاحزاب السياسية تصور الأمور وكأن السماء ستنطبق على الارض . المشاكل موجودة في دول العالم كلها .. إذا قلبت قنوات التلفاز ستجد أنه ليس أسوأ بلد في العالم هو اليمن .. اليمن الحمد لله رب العالمين فيه مقومات معقولة ومقبولة إذا تساعدنا وتكاتفنا جميعا ً سنستغني عن الآخرين وسنطور وننمي بلدنا .. لكن بعض الحالات نتيجة للمماحكات السياسية ونتيجة لاجواء التوتير السياسية يتم تصوير القضايا للمواطن على عكس حقيقتها . نحن نضرب مثلاً بسيطاً جداً نقول فعاليات "خليجي20" .. هذا شد الناس كلهم .. سلطة ومعارضة ومن مختلف الجهات .. الموظف والذي بدون وظيفة .. شد الطالب والجاهل .. وقال كل منهم هذا حقي . هنا نقول أثناء هذا الحدث الكبير ارتقت الاحزاب السياسية إلى مستوى طموح الناس ومطالبهم .. طيب في بقية القضايا ومن ضمنها القضايا السياسية .. يجب على الاحزاب السياسية أن تبحث عن مطالب الناس ولا تبحث عن مطالبها الخاصة أو مقاعدها أين تريد أن تكون! وماذا سيكون مكسبها أو خسارتها !.. يجب أن تبحث عن مطالب الناس , فإذا وجدت الاحزاب نفسها أنها ممكن تكون شركاء من خلال مطالب الناس فلابد أن نعضّد هذه الشراكة .. هذه الشراكة يجب تعضيدها .. وأنا أؤكد أنه لا يوجد مخرج آخر غير الحوار .. فالذي ينأي عن الحوار أو يهرب منه أو يتبنى فكر غير فكر الحوار .. أو الذي يحاول الهروب من الحوار إلى أساليب أخرى لا يضيف جديداً للعمل السياسي .. فأساليب الفشل والعنف والمكابرة والمهاترات جربت في حياتنا السياسية لفترات طويلة .. اليوم نحن نبحث من خلال قوانا السياسية أن تبدع أساليب جديدة تعطي للناس واحة ونوعاً من الراحة وفسحة من الأمل .. يعني السماء لن تنطبق على الارض إذا حصل حدث سياسي هنا أو هناك وتعثرنا فيه أو لم ننجح أو صاحبتنا بعض المشاكل .. الملف السياسي هو مثل الملف الاقتصادي والأجتماعي والرياضي .. ممكن يشهد تعثرات .. لكن الحزب السياسي وظيفته في السلطة أو المعارضة أن يساعد على حل هذه التعثرات .. فإذا أنتج الحزب السياسي مزيدا ً من التعثرات والأزمات عليه أن يراجع خطاه وبرامجه وإتجاهاته لأنه وجد من أجل إزالة حالة الكبت السياسي التي كان الناس تعيشها قبل الوحدة .. وبالتالي سيشعر أن المساحة قد تقلصت عنده من ذلك الأفق السابق السلبي أفق الدمار والأفق الشمولي .. عليه أن يعرف ما أضافت إليه الوحدة وبالتالي، يحاول إستبدال الوسائل الإيجابية التي يستطيع من خلالها فعلا ً الارتقاء بهذا الوطن وإشعار الناس بالأمن والطمأنينة . الحوار.. أتوقع أن تكون نتائجه جيدة وممتازة , وأتوقع من الأحزاب السياسية أن تصل إلى حسم ملف التعديلات الدستورية وملف الأنتخابات .. ونقول للناس بأن الأنتخابات كما نحن مطلعون جميعا ً سيكون فيها تغيير كبير جدا ً إن شاء الله .. لأن الواقع اليوم يفرض علينا الشراكة .. فإذا أردنا الشراكة فيجب أن نكون شركاء في المواقع التي تنتج هذا القرار .. فمتى ماتوفرت هذه الشراكة بشكل أو بآخر سيعني رسالة طمأنة للجميع .. هذه الرسالة التي بعض القوى السياسية تبحث عنها .. يجب أن نطمأن الجميع ونعرف للجميع أيضا ً مقاماتهم .. نقول أن هناك سلطات للدولة يجب عدم تخريبها .. يعني لا يأتي واحد ويقطع الطريق ويعمل مصيبة يلغي بها وظيفة جهازالأمن أو يأتي واحد إلى الحدود ويلغي وظيفة الجيش .. ويأتي واحد إلى مجلس النواب ويلغي وظيفة المجلس أو غيرها من المؤسسات الدستورية .. هذه المؤسسات يفترض أن تكون هي الدولة في الأخير .. يعني أنا وأنت عندما نختلف سنحتكم إلى أين ؟! سنحتكم إلى هذه المؤسسات الدستورية .. 1