أعلن شباب الثورة في ساحة التغيير بصنعاء رفضهم للمبادرة الخليجية، معبرين عن أسفهم عن ما تضمنته المبادرة. وأشار المحتجون ضد السلطة إلى أنهم كانوا يتوقعون أن تكون المبادرة أوسع من سابقتها وتتضمن الرحيل الفوري مؤكدين استمرارهم في الاعتصامات حتى إسقاط النظام. وعلى خلفية المجزرة التي ارتكبها النظام بصنعاء مساء السبت خرج أمس الأحد عشرات الآلاف في مسيرات حاشدة جابت شوارع العاصمة تنديداً بالاعتداءات التي طالت المعتصمين في ساحة التغيير والتي راح ضحيتها "1500" مصاب بينهم أكثر من "20" جريحاً برصاص حي من قبل قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي. وبحسب مصادر ميدانية فإن مسيرة شارك فيها رجال ونساء انطلقت صباح الأحد من جولة مذبح مروراً بشارع الستين وحتى ساحة التغيير، حيث ردد المتظاهرون هتافات تندد بمجازر النظام المتواصلة في كل من صنعاء وتعز وعدن والحديدة وحضرموت وغيرها من محافظات الجمهورية ، وتطالب بالرحيل الفوري ل"صالح" وأولاده وأولاد أخيه وكافة رموز نظامه. وعبر المتظاهرون عن إصرارهم على البقاء في الساحة والاستمرار في المسيرات الاحتجاجية حتى سقوط النظام، منوهين إلى أن ما وصفوه بالهجمات الجبانة التي ينفذها النظام الغادر تحت جنح الظلام لن تخيفهم ولن ترعبهم وستزيدهم عزيمة وإصراراً على البقاء. وفي ذات السياق خرجت مسيرة مماثلة في نفس التوقيت من منطقة شيرتون شرق العاصمة صنعاء متجهة صوب ساحة التغيير للتعبير عن تضامنها مع شباب الثورة. وعلى صعيد متصل وصل وفد من أبناء وصاببين العالي السافل بمحافظة ذمار إلى ساحة التغيير عصر أمس في مسيرة غاضبة احتجاجاً على ما وصفوه بالاعتداء السافر على المعتصمين السلميين داخل ساحة التغيير، معلنين في الوقت نفسه دعمهم وتأييدهم المطلق لثورة الشباب السلمية في كل ساحات الحرية والتغيير. من جهتها اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية بصنعاء اعتبرت الاعتداء على المحتجين في ساحة التغيير بصنعاء مساء السبت من قبل قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري وبلاطجة النظام وأسفرت عن سقوط 2000 مصاب بينهم حالات حرجة كان اعتداء خطط له مسبقاً، مشيرة إلى أن المحاولات الفاشلة للفضائية اليمنية لن تظلل الحقيقة وقد تم رصد كاميراتها في مسرح الجريمة أثناء الاعتداء. وقالت: إن ما حدث في أمانة العاصمة من اعتداءات على المتظاهرين سلمياً تعد جريمة كاملة خطط لها سلفاً وتكشف عن ذلك المحاولات الإعلامية البائسة للتغطية عليها من قبل وسائل الإعلام الرسمية على رأسها الفضائية اليمنية التي رصدت كاميراتها داخل إحدى المدرعات في مسح الجريمة. وحملت اللجنة التنظيمية الرئيس وبقايا أدواته الأمنية المسؤولية الكاملة عن هذه المجزرة وسواها وأكدت أن الشعب اليمني سيلاحق الجناة قضائياً محلياً ودولياً. ودعت اللجنة في بيانها أمس الأحد الشعب اليمني إلى تنفيذ عصيان مدني شامل خلال يومي الاثنين والأربعاء القادمين الموافق 11، 13 أبريل الجاري على خلفية ما وصفته ب"تمادي نظام صالح وبقايا أدواته في ارتكاب مجازر دموية في حق المحتجين سلمياً في كل من صنعاء وتعز وعدن وبقية المحافظات. وقالت إن اللجنة التنظيمية إزاء هذه الهمجية والوحشية تدعو الشعب اليمني إلى مزيد من التصعيد في الموقف الاحتجاجي العام والانفتاح على كافة خيارات الحسم السلمية وعلى رأسها الشروع في خيار العصيان المدني الشامل، ليومي الاثنين والأربعاء 11، 13 أبريل 2011 ". إلى ذلك ناشد المعتصمون سلمياً في ساحات التغيير بعموم المحافظات اليمنية الأممالمتحدة والاتحاد الأوربي والولاياتالمتحدة الأميركية وكل المنظمات الإنسانية والدولية بسرعة تزويدهم بأمصال ضد السموم التي تعرض لها ما يقارب "10" الآف شخص في هجمات بقنابل أعصاب غير معروفة من قبل قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي التي يقودها أنجال وأقارب الرئيس صالح الذي يطالب المحتجون برحيله. وعلى ما له صلة بذالك أكدت النقابات المنضوية في إطار التحالف "متن" الاستجابة لدعوة الباب بوقوفها ودعمها المستمر للثورة الشعبية وتسخير كل إمكانياتها لإنجاح وتحقيق أهداف الثورة المباركة، مؤكدين في نفس الوقت على أحقية المعتصمين لممارسة كل الطرق والوسائل السلمية في التعبير عن مواقفهم وآرائهم وبما في ذلك العصيان المدني كوسيلة سلمية. جاء ذلك في اجتماعه الاستثنائي السبت أمام الدعوة الموجهة إليه من اللجنة التنظيمية لثورة الشباب للتمهيد للعصيان المدني. ودعا شباب الثورة الولاياتالمتحدة إلى سرعة تحديد موقف واضح وصريح إن كانت هذه الأسلحة وصلت اليمن عبر برنامج الدعم لمكافحة الإرهاب أم أنها وصلت بطرق غير رسمية ، خاصة وأن هناك دلائل تشير إلى أن الشركات المصنعة لها أميركية". وطالب المعتصمون سلمياً العالم بالتدخل العاجل " لإيقاف عمليات القتل والإبادة التي يتعرضون لها من قبل النظام .