يوم الخميس الماضي أصيبت حركة المواصلات بين مدينتي زنجبار وجعار بالشلل شبه الكامل بعد دعوة اللجنة النقابية لسائقي ومالكي باصات الأجرة في مديرتي خنفر وزنجبار إلى الإضراب على خلفية إجراءات وممارسات تعسفية واستفزازية من مجاميع مسلحة في مدينة زنجبار. ومواكبة لهذا المشهد وبعد سلسلة من الاتصالات تلقتها صحيفة "أخبار اليوم"، قمنا بنزول ميداني للوقوف على انعكاسات هذه المشكلة من خلال عدد من اللقاءات التي أجريناها في مدينتي جعار وزنجبار وما بينهما يومي الخميس والجمعة الماضيين.. فإلى حصيلة اللقاء: * إجراءات استفزازية وممارسات غير قانونية: يوم الخمس توقفت عشرات الباصات فجأة عن الحركة ونقل المواطنين بين مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين وجعار عاصمة مديرية خنفر، فتوجهنا في البداية إلى الأخ/ علي محمد اليافعي سائق باص أجرة وسألناه عن السبب فتحدث قائلاً: بدأت المشكلة منذ صباح يوم الخميس حين جاء مسلحون في مدينة زنجبار لسائقي باصات الأجرة، فارضين رسوم على كل باص يتحرك إلى جعار وهذه الرسوم حددها أولئك المسلحون على كل مشوار يقطعه الباص وطبعاً مثل هذه الرسوم غير قانونية وتثقل كاهل ومالكي الباصات.. كما أن هؤلاء المسلحين طالبوا بانتقال الباصات من موقعها في فرزة زنجبار وسط المدينة إلى المنطقة الكائنة خلف العمارات بجانب سوق المواشي في زنجبار وهذه المنطقة بعيده نسبياً وهذه المطالبة جاءت لسائقي باصات جعار وزنجبار وأمام كل هذا دعت اللجنة النقابية سائقي ومالكي باصات الأجرة إلى هذا الإضراب ونحن استجبنا لهذا الإضراب الذي نفذناه مضطرين أمام مثل هذه الممارسات التي لا تستند لأي مصوغ قانوني.. هناك وعود بمعالجة المشكلة ونأمل أن تترجم هذه الوعود على أرض الواقع، شاكرين ل"أخبار اليوم" هذا النزول وهذا التفاعل مع مختلف المشاكل والهموم، متمنياً للصحيفة مزيداً من التألق والتميز والنجاح، كما نتمنى الوقوف ومعالجة كل المشاكل التي تطرحها النقابة!. * نناشد قيادة المحافظة التدخل: ويضيف الأخ/ فتحي "سائق باص" متحدثاً عن أسباب المشكلة الماثلة اليوم في أهم مديريات أبين قائلاً: مثلما ترى عشرات الباصات متوقفة وحركة المواصلات شبه مشلولة وأرزاقنا متوقفة بعد الممارسات التعسفية التي فرضت علينا من قبل المسلحين.. وأن كان من شيء نأمله ونتطلع إليه فنحن نناشد قيادة المحافظة، ممثلة بالأخ اللواء الركن/ صالح حسين الزوعري التدخل ورفع الظلم والجور عن كاهلنا وعن كاهل المواطنين الذين تعطلت مصالحهم وتنقلاتهم بين مديريتي خنفر وزنجبار ونؤكد من خلال حديثنا لصحيفة "أخبار اليوم" بأن خنفر وزنجبار لا تنقصهما مشاكل وأزمات وهموم، فلماذا لا يتم الوقوف العاجل أمام هذه المشكلة التي أطلت اليوم ولماذا لا تتدخل الجهات ذات العلاقة أمام هذه المعاناة وهذه التصرفات المرفوضة والغير مقبولة ولماذا لا يتم إعادة سفلتت المنطقة الواقعة بين جعار وزنجبار، خصوصاً وأنه جرى تكسير هذه المنطقة في ديسمبر الماضي وإلى الآن تتعرض سياراتنا لأعطال وأضرار كبيرة!، نتمنى كذلك تخفيف الرسوم من قبل متعهدي فرزات المواصلات ووضع الحلول الماثلة اليوم أمامنا والتي تطرحها نقابتنا! * توقف شبه كامل لحركة المواصلات! بدأ المشهد مؤلماً الخميس الماضي في مدينتي جعار وزنجبار والامتداد الواصل بينهما في الطريق الإسفلتي الذي يربط بينها أعداد كبيرة من المواطنين رجالاً ونساءً وأطفالاً واقفين على قارعة الطرق وفي فرزات المواصلات، باحثين عن وسيلة مواصلات تنقلهم، في خضم هذا المشهد المؤلم توجهنا إلى المواطن/ محمد حسن الذي وجدناه في مدينة جعار منتظراً وباحثاً عن وسيلة مواصلات تقله إلى زنجبار وسألناه عن هذه المشكلة، فتحدث قائلاً: بكل تأكيد هي مشكلة أطلت علينا لتضاف إلى جملة المشاكل الموجودة أصلاً وفي رأيي أن هذا الإضراب جاء من قبل سائقي ومالكي باصات الأجرة، فالإجراءات والممارسات التي حصلت وتحصل لهم هي إجراءات وممارسات غير قانونية بل واستفزازية، صحيح تعطلت مصالح كثيراً من المواطنين جراء هذا الإضراب الذي شل حركة المواصلات وتنقل المواطنين بين زنجبار وخنفر بشكل شبه كامل ولكن هذا التعطيل وهذا الوضع يتحمل مسؤوليته أطراف عدة ونأمل التفاعل مع مشاكل وهموم سائقي ومالكي باصات الأجرة في مديريتي خنفر وزنجبار وبقية المناطق الأخرى. * إيقاف الإضراب مؤقتاً. في يوم الجمعة الماضية تغير المشهد مع عودة حركة المواصلات وتنقل المواطنين بشكل اعتيادي مع رفع الإضراب والاتفاق على لقاء سيتم مساء يوم الجمعة مع اللجنة النقابية لسائقي ومالكي الباصات في مدينة جعار.. ولتسليط الضوء على هذه المشكلة واللقاء توجهنا إلى الأخ الأستاذ/ عبدالفتاح سعيد الحوشبي رئيس اللجنة النقابية لسائقي ومالكي باصات الأجرة والذي تحدث قائلاً: نشكركم بداية على تحملكم عناء التنقل وتسليط الضوء على مشاكل وهموم سائقي ومالكي باصات الأجرة وبقية المشاكل في مديرية خنفر وزنجبار وبقية مناطق أبين وفيما يتعلق بمشاكل النقابة، فهي كثيرة ومتعددة جاء ذكر كثيراً منها سابقاً ولقد تم رفع الإضراب يوم الجمعة الماضية "أي يوم أمس" على أساس الجلوس واللقاء ووضع الحلول والمعالجات لمشاكلنا وطبعاً معروفة الأحداث والواقع المعاش ونحن نأمل أن يتم في هذا اللقاء جملة من الأمور أبرزها أولاً: تخفيف الرسوم المفروضة على كل باص والمدفوعة للمتعهدين "المقاولين" وثانياً: إصلاح المنطقة الكائنة بين جعار وزنجبار وسفلتتها كونها منذ ديسمبر الماضي مكسرة وهناك أضراراً كبيرة طالت باصات الأجرة ولقد قمنا برفع رسالة بهذا للأخ المحافظ ونسخة من الرسالة نقدمها لصحيفة "أخبار اليوم". ثالثاً: إعادة بناء سقف فرزة جعار الرئيسية وسط السوق الرئيسي بما ينظم حركة الباصات وينقلها من موقعها الحالي الكائن أمام سنترال جعار. رابعاً: إلغاء أي رسوم خارج إطار القوانين والأطر النقابية المتعارف عليها وفيما يتعلق بنقل فرزة الباصات في زنجبار إلى خلف العمارات بجانب سوق المواشي زنجبار ، فنحن في اللجنة النقابية لمالكي وسائقي الباصات "جعار زنجبار" لا يوجد لدينا أي اعتراض بشرط أن يكون النقل لجميع باصات الأجرة على كل الخطوط وليس خط زنجبار جعار، فقط هذه أبرز المطالبة وهناك مطالب وأمور أخرى سيتم طرحها في إطار الحلول والرؤى والمعالجات لمشاكل مالكي وسائقي باصات الأجرة بعد اللقاء الذي سيتحدد فيه موضوع الإضراب وكل ما نأمله هو الالتفات الجاد والموضوعي لمشاكلنا وهمومنا، شاكرين صحيفة "أخبار اليوم" على دورها الإعلامي، في مواكبة كل المشاكل والهموم التي تتعلق بالمواطنين.