وصفت شخصيات سياسية في محافظة عدن قرار إقالة عبدالكريم شائف من رئاسة فرع المؤتمر بالمحافظة وتعيين بدلاً عنه الدكتور/ مهدي عبدالسلام، بأنه ذر الرماد على العيون وإخفاء النظام إخفاقات وفشل شائف في الوقت الحالي. وقال الباحث الأكاديمي والناشط السياسي الدكتور/ ف ضل الربيعي ل"أخبار اليوم": إن التغييرات التي يقوم بها النظام في المرحلة الحالية بأنها محاولة يائسة لامتصاص الغضب الموجود في محافظة عدن ضد عبدالكريم شائف الذي يقوم بتصرفات لا تنم عن المسؤولية، منها قيامه بتوزيع الأسلحة بعد استمالة بعض العناصر البلطجية في عدن وجذبهم إلى صفوفه لمحاولة شق صفوف الثورة الشبابية في عدن المطالبة بإسقاط النظام. وأضاف الربيعي بأن شائف قد حاول بث إشاعة خلال السنوات الماضية بأن لديه علاقة وطيدة بالرئيس/ علي عبدالله صالح، وسعى لتجميع حوله عدد من البلاطجة وضعفاء النفوس في عدن، مؤكداً بأنه قد استغل هذا الوضع ووقف ضد العناصر الوطنية والمخلصين ومنهم المحافظين الثلاثة السابقين لعدن، الشعيبي والكحلاني والجفري، وكذا وفوقه ضد مدراء العموم بالمحافظة ومنهم الدكتور/ عبدالله النهاري مدير التربية ، والدكتور/ صالح علي باصره عندما كان رئيساً لجامعة عدن وغيرهم، وكان شائف يخلق المشاكل في المحافظة ولا توحي تلك التصرفات بشخص مسؤول بالمحافظة. وأوضح الدكتور/ الربيعي بأن رئيس فرع المؤتمر الشعبي بالمحافظة قد وقف أمام كثير من الكفاءات من حملة الشهادات الجامعية، بالإضافة إلى وقوفه ضد المشاريع الاستثمارية بالمحافظة، ومنها قضية الجمعيات السكنية الخاصة بموظفي الدولة واستحواذه على أراضي محافظة عدن عن طرق ملتوية عوضاً عن دفاعه عن كثير من الفاسدين الذين استحوذوا على بعض المرافق الحكومية وأراضي الدولة. واختتم الربيعي تصريحه بأن شباب الثورة في محافظة عدن لم يقنعوا بهذه التغييرات بل إنه سيتم محاكمة شائف وغيره ممن عبثوا بمصالح وثروات محافظة عدن. من جانبه يرى رئيس مجلس التضامن قطاع عدن، لحج، أبين الأخ/ جميل ثابت بأن قرار الإقالة "لُعبة خاسرة"، كون البديل أسوأ، واستثنى الكفاءات المتواجدة في عدن، وهي التي تحملت مهمة إيجاد شيء اسمه "المؤتمر الشعبي العام" بعدن بعد تحقيق الوحدة اليمنية أمثال مؤسسه حسين الجاوري أول مؤسس للمؤتمر، وكذا أحمد القعطبي الربان الماهر. ومضى ثابت يقول: كما أن "البديل مهدي عبدالسلام قد صوت في مجلس النواب، وهو ممثل أبناء المنصورة بقتل أبناء دائرته فكيف نرجوا منه أن يعمل لصالح أبناء عدن. وتوقع رئيس مجلس التضامن أن تزداد الممارسات السلبية في التعامل مع أبناء عدن، وتزييف الحقائق، وتغطية عين الحقيقة بمنخل. وتمنى ثابت على الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح أن يعود لحكمته المعروفة عنه في وقت سابق، بأن يتنازل عن الكبرياء وسماع أصوات الحق، وعدم سماع الأصوات النشاز التي ستوصل اليمن إلى التهلكة خصوصاً أننا نقترب من الذكرى ال"21" لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية. وعن سلبيات عبدالكريم شائف.. قال: إنه جعل من نفسه الآمر الناهي في شؤون عدن، وحارب العديد من الكفاءات المجربة، واستخدم نفوذه في محاربة المكاتب الناجحة مثل مكتب أوقاف عدن وغيره، كما أنه لم ينضج في اتخاذ قراراته، مستغرباًَ من السكوت عليه طيلة المدة الماضية، وكذا عدم إقالته من منصبه "الأمين العام" لعدن الذي ليس جديراً به. ويرى الزميل الإعلامي/ محمد سعيد سالم أن إقالة عبدالكريم شائف هي تأكيد على أكثر من قضية، ومنها صحة المطالب والأهداف التي دعت إليها الثورة الشبابية السلمية والهبة الشعبية في عدن وكل المحافظات الداعية لإسقاط النظام باعتباره نظام الاستبداد والفساد ونظاماً مدمراً للوحدة للأمن والاستقرار في المنطقة. وأضاف: إن إقالة حزب المؤتمر في عدن وعلى رأسها عبدالكريم شائف لتبرأة الحزب وقواعده من جرائم السلطة المحلية وأركان النظام في المحافظة والتي اختزلها شائف بالمحافظة. لافتاً أن اتخاذ القرار من قبل النظام بإقالة شائف من أجل رسم مسار جديد للحزب في الساحة الوطنية والسياسية بعدن إلا أن ذلك ليس كافياً ولا بد من اتخاذ العديد من الإجراءات أهمها: إعلان حجب السلطة في عدن عن كل المتورطين بقتل، وفساد خلال سنوات حكم "المؤتمر" والسلطة في عدن. إدانة الجهة التي وضعت "شائف" في موقع القرار والسلطة في عدن، كنتيجة طبيعية لثقل الحزب الحاكم. اقتناع مواطني عدن بأن مكونات "المؤتمر" بعد هذا القرار ممكن أن تكون محلاً للثقة والقدرة على الاستمرارية.