احتفالاً بعيد الوحدة شهدت عدن مساء أمس الأحد مسيرة حاشدة هي الأولى من نوعها في المحافظة، حيث احتشد ما يزيد عن مائة ألف مشارك في الساحة القريبة من عدن موال - وهي الساحة التي فشل الحزب الحاكم قبل شهر من تسيير مسيرة مؤيدة لصالح منها – ثم توجهت المسيرة في شارع المتحف وجابت شوارع كريتر. وحمل المشاركون رجالاً ونساء أعلام الجمهورية اليمنية بكثافة ولافتات تؤكد على رحيل علي صالح ونظامه ورددوا هتافات (لا شمال ولا جنوب وحدتنا وحدة قلوب) ثم انتهت المسيرة إلى ساحة الحرية بكريتر وهناك أقيم مهرجان خطابي وفني بالمناسبة، حيث ألقيت في المهرجان كلمات من قبل الشاب/ أنيس آل يعقوب الناشط في الثورة الشبابية رحب من خلالها بكل المشاركين في المهرجان الإحتفائي، مؤكداً بالقول: إننا ومعنا شباب الثورة في كل الميادين نعلن رفضنا وبراءتنا من وحدة صالح، هذه الوحدة التي سلبت حق اليمنيين شمالاً وجنوباً وأقصت الجنوب كشريك هام وأساسي في الوحدة, إننا اليوم نحتفل بالوحدة تلك القيمة العظيمة التي ناضل عليها اليمانيون طويلاً شمالاً وجنوباً, هذه القيمة العظيمة التي اختطفها نظام علي صالح وجعلها مملكة خاصة به في المملكة الصالحية . وأضاف قائلا: إننا نؤكد أن الوحدة لن يعيد لها ألقها ورونقها إلاَّ ثورة الشباب السلمية، إن أبناء الجنوب كانوا ولا زالوا دعاة وحدة وحاملين مشروعاً وحدوياً عظيماً إننا من هذه الساحة ندعو كافة القوى السياسية في اليمن وفي مقدمتهم شباب الثورة السلمية في ساحات التغيير، ندعوهم إلى إعادة الاعتبار للجنوب أرضاً وإنساناً, إعادة الاعتبار للإنسان الجنوبي الذي همش طويلاً من قبل الأنظمة المتعاقبة على حكم الجنوب, إن النظام الحاكم اليوم هو الانفصالي هو الإقصائي والشعب جنوباً وشمالاً هو صانع الوحدة . وقال أنيس: ستظل عدن وشبابها أوفياء للوحدة أوفياء لدماء شهداء أكتوبر وسبتمبر أوفياء لوحدة صنعها الشعب اليمني العظيم بكل فئاته، ونؤكد موقفنا الدائم والرافض لأي مبادرة لا تنص صراحة على الرحيل الفوري للنظام ومحاكمته وندعو من تبقى مع النظام من بعض الوحدات العسكرية للانضمام للثورة والانضمام للشعب الذي توحد اليوم في هذه الثورة المباركة. الناشطة/ عيشة صالح من جانبها قامت بقراءة كلمة عن منتديات التعيير للفتاة والمرأة بعدن، مؤكدة أن الوحدة اليمنية هي الخيار الطبيعي لمستقبل اليمن وأن الحفاظ عليها من الثوابت المهمة والمخرج الآمن لحل قضايا الوطن، وأن رص الصفوف هو حجر الأساس لبناء يمن جديد يواكب عجلة الحضارة، كما أن الحفاظ على وحدة الوطن هو المخرج الآمن لحل كل قضايا الوطن، وقالت: لن نتخلى عن وحدتنا وسنواصل النضال ونعيد مسار الوحدة إلى الطريق الصحيح حتى يتحقق للوطن التطور والازدهار. كما ألقى رئيس اتحاد القوى الثورية الدكتور/ عبدالله العليمي البيان الصادر عن المهرجان والذي ذكر أن هذا النظام الظالم عمل كل ما في وسعه لإفراغ الأحداث الوطنية الكبرى من محتواها ولم تكن الوحدة اليمنية كمشروع وطني حضاري يهدف إلى بناء الدولة اليمنية المدنية المؤسسية بعيداً عن نيرانه، فقد أستهدف الوحدة بشكل مباشر من خلال ممارساته كنظام استبدادي أسري بوليسي قائم على نهب خيرات البلد وتبديد ثرواته . وأنتج ذلك دون شك احتقاناً شعبياً غاضباً خصوصاً بين أبناء الجنوب الذين شعروا بخيانة وغدر النظام بوحدتهم السلمية والحضارية وترجم غضبهم بعملية احتجاجية واسعة رافضة لاستمرار هذا الطغيان. وثمن البيان الصمود الأسطوري العظيم للثوار في مختلف الساحات والميادين ودعاهم جميعاً إلى مزيد من التلاحم والتكاتف والتسامي عن أي خلافات وبذل المزيد من الجهود والاستمرار في التصعيد الثوري والعمل الدؤوب حتى نحقق أهدافنا ونبني وطننا ونستعيد حقوقنا ونؤسس لمستقبل آمن وواعد يكفل لنا جميعاً حياة حرة وعيشاً كريماً خال من الفساد والاستبداد والإقصاء. كما ألقيت في المهرجان كلمات لكل من الشيخ/ جمال البكري عن رابطة علماء عدن وكلمة للأستاذ/ نبيل غانم عن مجلس عدن الأهلي وكلمة لإتلاف شباب التغيير بأبين ألقاها عبدالعزيز الحمزة وكلمة لإتلاف شباب التغيير بلحج ألقاها بشير عبدالرب الجريوي وكانت قد تخللت المهرجان عدد من الأناشيد والأغاني الوطنية المعبرة عن المناسبة, كما نفذ أوبريت للأطفال نال استحسان الحاضرين وفي نهاية المهرجان الخطابي قام المشاركون بإطلاق الألعاب النارية التي غطت سماء كريتر كتعبير من شباب الثورة بالاحتفاء الصادق للوحدة اليمنية المباركة.