قلل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر من شأن التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله رغم تشديده على خطورة الوضع في المنطقة. وقال كوشنر بعد اجتماعه مع ميشال سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية "دائما يجب أننأخذ التهديدات بجدية، سواء تهديدات إسرائيل أو تهديدات (الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله، لأنه في منطقة كهذه وفي بلد كهذا يجب التنبه كثيرا، إنها منطقة شديدة الاشتعال". لكنه أضاف "بصراحة هذه المرة لا آخذها (التهديدات) بجدية تامة لا من هذه الجهة ولا من تلك". وكان كوشنر وصل العاصمة اللبنانية بيروت في زيارة تستغرق أقل من 24 ساعة يلتقي خلالها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس البرلمان نبيه بري، لينتقل بعد ذلك إلى دمشق التي سيزورها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وتأتي هذه الزيارة إثر إعلان لبنان وسوريا إقامة علاقات دبلوماسية خلال القمة بين الرئيسين ميشال سليمان وبشار الأسد في 13 أغسطس الجاري. وكانت إسرائيل كثفت تهديداتها للبنان الأسبوع الماضي بمهاجمة البنى التحتية المدنية حيث قال وزير بيئتها جدعون عزرا "اعتبارا من اللحظة التي أعطت فيها الحكومة اللبنانية شرعية لحزب الله، يجب أن تدرك أن كل الدولة اللبنانية تشكل هدفا بالطريقة نفسها التي تشكل فيها كل إسرائيل هدفا لحزب الله". وجاء تصريح عزرا بعد توعد رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت بأن بلاده ستضرب من دون أي قيود عسكرية في حال تحول لبنان إلى "دولة لحزب الله" على حد قوله.. وردا على التهديد والوعيد الإسرائيلي، توعد حسن نصر الله - في كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس "كشافة المهدي" التابعة لحزب الله- بتدمير إسرائيل وعدَّ التهديدات الإسرائيلية بهذا الشأن مجرد تهويل وحرب نفسية وابتزاز للبنانيين. وقال نصر الله "إن الفرق العسكرية الخمس التي هدد بها وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لبنان في عملية برية ستتعرض للتدمير داخل الأرض اللبنانية"، إضافة إلى تدمير دولة إسرائيل "الغاصبة لأرضنا المقدسة". ودعا نصر الله إلى عدم الاستهانة بهذه التهديدات، وفي الوقت نفسه حث على عدم الخوف أو الهلع منها بل التعاطي معها بجدية وثقة. كما أوضح نصر الله أن حزبه لا يحب الحرب، "لكن لو حصلت كما يهددون ويتوعدون في كل يوم, فسيكون نصرنا إن شاء الله نصرا حاسما واضحا جازما لا لبس فيه لأحد في هذا العالم". وشرح الوضع على الجبهتين قائلا "من موقع العارف بالمقاومة وإمكاناتها وتطور وضع المقاومة الكمي والنوعي -بعد حرب يوليو 2006- والعارف بالوضع الإسرائيلي، فإن هؤلاء الصهاينة سوف يحتاجون إلى وقت طويل وسيفكرون ليس ألف مرة بل عشرات آلاف المرات قبل أن يقرروا القيام باعتداء على لبنان". وسبق خطاب نصر الله احتجاج رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة قبل يومين لدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على التهديدات الإسرائيلية لبلاده، ودعوته إلى التنبه لخطورتها.