تكبدت أمس العناصر المسلحة في وادي دوفس مدخل محافظة أبين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد جراء القصف الذي تعرضت له المواقع المتمركزين فيها جنوب مدينة الكود. وبحسب مصادر مطلعة ل(أخبار اليوم) أن اللواء (119) مشاة والمساند لثورة الشباب استطاع مساء أمس من إخماد نيران المسلحين وآلياتهم العسكرية المتمثلة في دبابة ومضاد الطيران ومدفع د/30 التي كانوا يتمركزون بها شرقي وادي دوفس من اتجاه الخط الدائري. وقالت المصادر أن القصف الذي كان بالكاتيوشا من قبل اللواء (119) قد تسبب في مقتل العشرات من المسلحين وأخمد نيرانها. وأكدت المصادر أن اللواء 25 ميكا شارك في القصف المدفعي على المواقع التي يتمركز فيها المسلحون في أحياء زنجبار – باجدار – القرنعة باتجاه الغرب بقصف مدفعي على أجزاء من مدينة جعار والكود وأن القصف المدفعي ما زال مستمراً. وكشفت المصادر أنه نتيجة لتقهقر العناصر المسلحة وما تكبدته من خسائر في الأرواح لجأت أمس إلى استهداف المواطنين، حيث قامت مساء أمس بقتل أحد المواطنين كان قادماً من عدن بواسطة سيارته الشخصية إلى أبين، كما قامت أيضاً بقتل شخصين في منطقة المسيمير بين مدينتي الكود وزنجبار. وعلى صعيد متصل أكد القيادي في ثورة الشباب السلمية بمدينة زنجبار أمين باسنيل بأنه قد تم تشكيل لجان شعبية في جميع أحياء المدينة للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ومنازل المواطنين الذين نزحوا إلى عدن ومحافظات أخرى، مشيراً إلى أنه قد تم الحفاظ على جميع المساكن الخاصة بالمواطنين تحت حماية اللجنة الشعبية. من جانبه وصف الدكتور/ خالد الجرادي – مدير هيئة مستشفى الرازي العام بجعار محافظة أبين الوضع الإنساني بأنه كارثي وذلك نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وتلوث المياه والأطعمة، حيث تسبب في انتشار الإسهالات بشكل كبير بين صفوف المواطنين في مدن جعار وزنجبار والحصن وبعض قرى المحافظة، حيث يصل معدل الإصابة بالإسهالات 30 حالة يومياً يستقبلها المستشفى من أطفال ورجال ونساء وأن المستشفى مكتظ بالمرضى ومن جرحى الحرب سواء من المسلحين أو المواطنين. وطالب الدكتور/ الجرادي كل المنظمات الإنسانية والهيئات المحلية والأجنبية لتقديم يد العون لأبناء محافظة أبين وانتشال الجثث المتواجدة في الشوارع كون سيارات الإسعاف لا تستطيع الوصول إليهم والتي أصبحت القطط والكلاب والغربان تنهش منها يومياً، مشيراً إلى أن ذلك سيؤثر على صحة المواطنين مستقبلاً، خاصة في انتشار مرض الكوليرا وداء الكلب. ودعا أيضاً وزارة الصحة والمنظمات العالمية أن تقدم يد العون لأبين ومستشفى الرازي بشكل خاص، الذي يعمل بكافة إمكانياته وطاقاته المادية وأجهزته الأوروبية التي تكاد أن تنتهي ولم يستطع المستشفى تقديم أي مساعدات للمرضى والمصابين من أبناء المحافظة. واختتم تصريحه بالقول إن هناك توجهاً للمسلحين بالسيطرة على المستشفى، خاصة بعد انقطاع المياه والكهرباء وسيخرجون المرضى المدنيين إلا أن إدارة المستشفى تبذل حالياً قصارى جهودها بالحفاظ عليه مثل ما كان منذ بداية الأحداث التي تشهدها المحافظة.