لم يكن افتتاح مركز طيبة الخيري لغسيل الكلى، والذي تم إنشاؤه وبناؤه وتوفير مستلزماته في مساحة داخل سور مستشفى الجمهورية بعدن، على نفقة أبناء محفوظ، استجابة من الرحمن سبحانه وتعالى لدعاء من ابتلوا بأمراض الكلى، وفرجة منه جل جلاله، لأحوالهم مع المرض، الذي لا يملكون سد متطلباته في دولة لا تقدم شيئاً لمواطنيها الأمراض، الذين يتجرعون الويلات للوصول إلى مواقع ومراكز غسيل الكلى لمرات عدة في الأسبوع. فمع إطلالة يوم 14شهر أكتوبر من العام 2010م، كان هناك موعد خاص لمرضى غسيل الكلى ( المرض الذي يكهل من ابتلي به من ذوي الدخل المحدود ) بعدما أصبح مركز طيبة الخيري المجاني،حقيقة على الواقع، ليبدأ عمله وتشغيله من خلال طاقم مختص وتوفير كل متطلبات المريض في مرحلة الغسيل، في إطار عمل متكامل يسعى إلى توفيره المسئولون ممثلون في الأخ /عدنان الكاف –مديرالمركز-على نفقة الشيخ المرحوم/ خالد سالم بن محفوظ ونجليه عبدالرحمن وسلطان الذين نسال الله أن يكون في ميزان حسناتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون.. وهكذا تجلت الصورة في أبهى ما يكون وأصبح هذا المركز يرسم الابتسامة على مرتاديه الذين يصلون إلى مواقعهم على أسرة وأجهزة الغسيل بصورة سهلة ليس فيها أي روتين أو تعقيد، فأسماء المرضى في إطار مبرمج ومحدد، وفق نوبات على مدار اليوم وفي توقيت يتم إبلاغ المريض به مسبقاً، وما على المريض سوى التواجد قبل ذلك بنصف ساعة ليتم تجهيزه للغسيل في رعاية خاصة يتم توفيرها من قبل الطاقم المتواجد من الممرضين والممرضات، تحت إشراف دكتور مختص يقوم بإجراء اللازم ومتابعة الغسلة لحظة بأخرى. لذلك كان المركز يضع نفسه في اتجاه خاص لهؤلاء المرضى الذين انفرجت همومهم وتجنبوا ساعات العذاب التي كانوا يمرون عبرها للوصول إلى مراكز الغسيل القليلة في عدن والتي ترتكز الروتين ويتدخلها الوساطة وحتى السمسرة من قبل بعض المنتسبين لها. وهكذا تغيرت أحوال المرضى وتجددت آمالهم في الخروج من محنتهم بفضل الله وبمشيئة الرحمن، وصدقة أبناء محفوظ. مركز طيبة الذي ابتدأ حين افتتاحه باستيعاب 27 مريضاً يوفر لهم 288 غسلة في الشهر، جدد عطائه ووصل يوم 18 يونيو الحالي إلى استيعاب 57 مريضاً و576 غسلة في الشهر، ليكون ذلك محطة جديدة للمركز في استقبال من يحتاجون لغسيل كلوي لمرتين في الأسبوع.. ويصبح هذا الكيان الكبير بأفعاله وعطائه الخيري في اتجاه جميل يقدم فيه كل ما هو مطلوب لخلق الإضافة في نفسية المريض ومتطلبات أوقاته تحت جهاز الغسيل، والذي تتعدى الساعتين. كثير من المرضى عبروا عن امتنانهم وتقديرهم لمن تبنى بناء وتشغيل هذا الصرح الصغير في مساحته، الكبير في عطائه على فئة من الناس، تحتاج إلى أن يلتفت إليه المجتمع بأكمله، بعدما بلاهم ربهم وخلقهم بالمرض.. ووجهوا عبر هذه السطور ومن خلال هذه الصفحات لصحيفة "أخبار اليوم" الشكر لأبناء محفوظ,سائلين المولى عز جل أن يكون ذلك في ميزان حسناتهم يوم العرض على الرحمن.. مؤكدين أن ما يتلقوه في هذا المركز هو الاختلاف بعينه، فهم لا يعانون الطوابير ولا الانتظار، كما كان يحصل معهم من سابق، فكل شيء محسوب بقيمة الوقت،وحضورهم يكون بمواعيد وتنسيق مع عمال الاستقبال الذين يبلغونهم بموعدهم السابق بعد الخروج من قاعة الغسيل التي تحتضن عشرة أجهزة على عشرة أسرة، وهي أمور بلا شك تجعل المريض مطمئناً بأن موعده القادم ينتظره بإذن الله دون حاجة إلى التسجيل أو التذكير أو ما شابه، فالموعد لا يتغير ويبقى المريض هو صاحب الجهاز لمرتين في الأسبوع دون تغيير حتى يمن الله عليه بالشفاء وعدم الحاجة، إضافة إلى أن المريض يتلقى كل ما يحتاجه بعد جهد عملية الغسيل من العصاير والمياه الصحية، وهو ما لا يوفر في مركز غسيل. كل تلك الأمور والمعطيات هي مكونات مركز طيبة، الذي يرتكز على مساحة لا تتجاوز الثلاثين متراً طولاً وستة أمتار عرضاً، ويحتوي 10 أجهزة غسيل ومضخة تنقية مياه، وعدد من الممرضين والممرضات وعمال الخدمات الأخرى، يضاف إلى أطباء مختصين، يقومون بأدوار المتابعة وكشف مدى استيعاب كل حالة لجلسات الغسيل، ثم هناك طاقم استقبال على أعلى مستوى من التعامل وبخصوصية مع المرضى من كل الأعمار كل ذلك يأتي تحت إدارة تكتسي روح العطاء يمثلها الأخ /عدنان محمد الكاف -مدير المركز. ليبارك الله تلك الأعمال ويكثر من أمثالها لخدمة مرضى هذا الوطن المريض، وما أكثرهم.. ويجعلها صدقة جارية إلى روح المغفور له بإذنه تعالى خالد سالم بن محفوظ، وأبنائه عبدالرحمن وسلطان، وكل من يعمل فيه.