اعتبر المهندس/ حيدر أبوبكر العطاس ظهور الرئيس/ صالح في كلمة تلفزيونية مساء الخميس الفائت، قد أثبت بأنه خارج اللعبة السياسية، وأن الثورة ماضية في طريقها لتحقيق كامل أهدافها، مشيراً إلى أن الثورة ستمضي في طريقها لإعطاء الشعب كامل حقوقه، وليقول كلمته في نظامه الجديد سواء في الجنوب أو في الشمال. وانتقد العطاس في تصريحات خاصة ل"قدس برس" إصرار الرئيس على التمسك بالسلطة على الرغم من كل ما حدث سياسياً وأمنياً طيلة الأشهر الماضية في اليمن، وفسر أن هذه الرغبة تعكس إصرار أبنائه والمحيطين بهم على التمسك بالسلطة ولا تعكس موقفاً لأحد من دول الجوار بما في ذلك السعودية. وأعرب العطاس عن أسفه لإصرار من أسماهم ب"الأقلية الحاكمة" على التصعيد وعدم امتثالهم لرغبة الشعب اليمني، لافتاً إلى أن الأهداف من ذلك واضحة وتتمثل في تعزيز ممانعتهم وإصرارهم على التمسك بالسلطة، مما يؤكد عدم اعترافهم بالثورة ومخرجاتها. وقال العطاس: "أتوقع أن يحدث هذا الخطاب انقلاباً كبيراً في تصعيد الثورة جنوباً وشمالاً وإيجاد أسس واضحة للعلاقة بين ساحات التغيير في الشمال والجنوب، لتمنح الثقة للجماهير بالمضي في اعتصاماتها السلمية وثورتها المباركة في انجاز أهدافها. وأشار إلى أن الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي قد حسموا أمرهم منذ أول وهلة حين أكدوا ضرورة تنحي الرئيس عن الحكم، فهذا موقف ثابت لدى الأصدقاء، على الرغم من محاولة النظام اللعب على بعض التناقضات - حد تعبيره. وكان الرئيس اليمني/ علي عبدالله صالح قد وجه الخميس الماضي (7/7) كلمة عبر التلفزيون من مقر إقامته بالجناح الملكي في المستشفى العسكري بالرياض إلى أبناء الشعب اليمني، أشاد فيها بما أسماه "صمودهم في مواجهة التحدي الذي حدث في جمعة رجب من قبل عناصر الإرهاب". وأكد أن الشعب اليمني سيظل صامداً ومتحدياً لكل أنواع التحديات التي تستهدف أمنه واستقراره وتستهدف الحرية والديمقراطية، وقال: "لقد فهم الكثير الديمقراطية فهماً خاطئاً من خلال الممارسات الخاطئة وقطع الطرقات، طريق البترول والديزل والغاز، وإقلاق الحالة الأمنية". ورحب صالح بالشراكة في إطار الدستور والقانون وعلى أسس ديمقراطية ودستور الجمهورية اليمنية الذي قال بأنه قام على التعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والرأي الآخر، وقال "ولكن هذا هو الرأي الآخر الذي يقومون به بقطع الطرقات وإخافة السبيل وإقلاق الناس، فلابد من إعادة النظر من قبل كل القوى السياسية وبشكل مسؤول ودون تعاطف أو مجاملة". وأضاف: "دستور الجمهورية اليمنية قام على أنقاض نظامين في شمال الوطن وجنوبه وكان كل طرف يريد أن يفرض نفس الدستور ويعتقد أنه الكاسب وهذا هو نفس الدستور الذي تم الاتفاق عليه من قبل الجميع". وأكد الرئيس أنه ليس ضد المشاركة، بل مع مشاركة كل القوى السياسية سواء الحاكمة والمعارضة، ولكن على ضوء برنامج يتم الاتفاق عليه ويكون هو قاسماً مشتركاً للشعب اليمني، وليس كل واحد يفرض رأيه أو يلوي ذراع الآخر، فهذا مفهوم خاطئ ومتخلف وجاهل - حد قوله.