تسعى بولندا ودول البلطيق الثلاث إلى حث الاتحاد الأوروبي على اتخاذ موقف موحد تجاه روسيا في وقت هددت فيه بريطانيا بمراجعة العلاقات بين الاتحاد وموسكو. وذكرت وكالة الأنباء البولندية أن الرئيس البولندي ليش كاتزينسكي بحث هاتفيا معالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل النزاع الجورجي الروسي، وتناولا ضرورة اعتماد موقف موحد قبل القمة الاستثنائية التي سيعقدها الاتحاد الأوروبي. وكان رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك سبق أن أكد الجمعة أن بلاده "ستكون فعالة إن أسهمت في العمل على موقف موحد للاتحاد الأوروبي". ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزير الخارجية الإستوني أورماس بايت قوله إنه "من المهم أن يتحدث الاتحاد الأوروبي بصوت واحد وحازم". وبدوره حذر نظيره الليتواني بتراس فايتكوناس أمام برلمان بلاده من "أن النزاع سيدوم فترة طويلة والعامل الحاسم سيتمثل في وحدة الاتحاد الأوروبي". وأفادت تقارير صحفية بأن دول البلطيق تسعى أيضا لدفع الاتحاد الأوروبي إلى التوقف عن العمل بنظام التأشيرات المخفف بالنسبة للروس، وأن يعلق أي اتصالات مع روسيا ويتراجع عن مشروع اتفاق اقتصادي بين الاتحاد وروسيا أطلق في يونيو. وعارضت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي تقوم بجولة الثلاثاء في إستونيا وليتوانيا، وقف الحوار قائلة "نحن بحاجة للتحدث مع الروس، فلا يمكن حل المشكلات سوى بالتحادث معا". وتأتي هذه المواقف بعد التداعيات السياسية التي خلفها النزاع الروسي الجورجي والتي توجت باعتراف موسكو باستقلال إقليميْ أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. ودعت روسيا الاتحاد الأوروبي إلى الحكم بشكل موضوعي على الأزمة واتخاذ موقف متوازن منها في قمة بروكسل، متهمة في الوقت نفسه واشنطن بإثارة النزاع الروسي الجورجي لأغراض سياسية داخلية. وكانت الرئاسة الفرنسية للاتحاد دعت إلى عقد هذه القمة لتحديد موقف مشترك من الأزمة بين روسيا وجورجيا، وتحديد الموقف الواجب اتخاذه حيال موسكو. ومن جهتها حذرت بريطانيا من أن أوروبا لن ترتهن لروسيا في تدبير احتياجاتها من الطاقة مهددة بمراجعة العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وموسكو. وكتب رئيس وزراء بريطانيا غوردون براون في مقال نشرته مجلة ذي أوبزيرفر البريطانية "لا يمكن أن يسمح لأي بلد بأن يخنق أوروبا في مجال الطاقة (..) بدون تحرك عاجل". وكانت روسيا نفت في وقت سابق عزمها خفض صادراتها من الطاقة إلى أوروبا على خلفية نزاعها المسلح مع جورجيا بشأن إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وأكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين التزام بلاده بتصدير الطاقة ورفضها ما وصفه بتسييس العلاقات الاقتصادية الدولية.