عن أسباب استهداف تعز بالأسلحة الثقيلة وهي المحافظة الأكثر مدنية في اليمن، وفي قراءة سريعة للمشهد السياسي الذي تمر به اليمن في وقتها الراهن، وعن رؤية الشباب للمجلس الانتقالي الذي تم الإعلان عنه في صنعاء.. تساؤلات ثلاثة وضعت على ميادين التغيير وساحات الحرية في خمس محافظات يمنية والتي تعتبر الأكثر تعقيداً في خارطة المحافظات اليمنية (صعدة – الجوف – الضالع – ذمار – البيضاء) فإلى الحصيلة: * صالح المنصوب: المجلس الانتقالي هو مطلب رئيسي لشباب الثورة في الساحات، لكنه أتى متأخراً انتقاماً من ثوريتها كشاب من محافظة البيضاء يرى فهد الطويل أن ما تمر به تعز من قصف عشوائي إنما هو عبارة عن ضريبة تدفعها هذه المحافظة نتيجة ثوريتها وما يجري في المدينة اليوم من عقاب جماعي وقتل وقصف عشوائي هو ثمن الحرية والكرامة، كونها خرجت في مقدمة المحافظات، ما يحدث اليوم هو انتقام من تعز التي تصدرت الثورة وصدرت الثوار إلى مختلف ساحات التغيير في كل المحافظات، وأساساً أدرك النظام وبقايا أذنابه أدركوا جميعاً أن نهاية النظام الذي صعد من تعز سيكون سقوطه من تعز، لذلك حاول يائساً ثني هذه المحافظة المدنية عن مطلبها كما فعل ذلك مع عدة محافظات، غير أن انتقامه وجرائمه في تعز تجاوزت المعقول وسوف ترتد عليه بينما ستبقى تعز صامدة وأبناءها متواجدون في كل الساحات. موقعها الاستراتيجي من محافظة الجوف يشارك الشاب هادي الورثي الطويل في رأيه.. ويضيف: إن أسباب قصف تعز يعود لعدة أسباب من ضمنها : موقع تعز الاستراتيجي والذي له أهمية على المستولى الدولي وخاصة أمريكا وفي حالة سقوطها فإنها ستؤثر على بقية محافظات الجمهورية وهو ما قد يؤثر على الملاحة الدولية، ومن ضمن أسباب استهداف تعز هو الوعي الثوري الذي يحمله أبناء هذه المحافظة، خاصة وأن الثورة انطلقت منها، مما ولد حقداً دفيناً لدى السلطة على هذه المحافظة وأبناءها، كما ومن الأسباب أيضاً الكثافة السكانية في تعز ونسبة التعليم عالية، إضافة إلى قربها من المحافظات الجنوبية، عوامل كثيرة خلقت ضغطاً كبيراً على السلطة وبالتالي لجأت إلى قصفها بعد إحراق ساحتها. وقود الثورة وطاقتها الفكرية الشاب/ صقر أبو حسن من محافظة ذمار يقول هو الآخر: إن تعز تدفع اليوم ثمن مدنيتها وثمن صنعها للثورة، لذلك سيتذكر التاريخ وبكل فخر واعتزاز محافظة تعز وما قدمته هذه المحافظة من شهداء وجرحى من أجل قضية هذا الوطن، وسبب العنف القادم من الحقد والموجه ضد هذه المحافظة بسيط جداً ويكمن في أن تعز هي الوقود والقوة الحقيقية لحركة الثورة الدائمة وهي طاقته الفكرية المتجددة. * صقر أبو حسن: ا لوضع السياسي الآن بات أكثر غموضاً من ذي قبل ولابد أن يكون لقوى الثورة رؤية واضحة في صنع قاعدة سياسية وتغيير نحو الأفضل تمثل النخب بدوره يعبر صالح مثنى المنصوب من محافظة الضالع عن ألمه وحزنه لمحافظة تعز وقد تحولت من المدنية الحالمة والأكثر مدنية بأهلها إلى ساحة حرب بإحراق خيام المعتصمين وممارسة أسلوب القتل وإرهاب السكان المسالمين من قبل النازي قيران - حد وصفه، ذلك المتدرب العسكري الذي قفز فجأة إلى مدير أمن عدن وحولها إلى جحيم بعدما أرتكب فيها الحماقات، وتم مكافأة تعز به، لأنه المؤهل لضرب هذه المحافظة وتحويلها إلى مشهد من الخوف بفعل القصف الذي يشن على أهلها، وما يحصل اليوم هو جزاء وعقاب لهذه المحافظة، كونها تصدر المشهد الثوري الأول وكانت أول من قامت بإنشاء الساحات ولأنها تمثل النخب، فقد تم استهدافها. من محافظة صعدة يشارك علي عبدالله الفرح ما طرحه الشباب حول أسباب استهداف تعز.. مضيفاً: لأنها العاصمة الانتقالية المحتملة أي عاصمة المجلس الانتقالي إن شاء الله. وصاية وجباية • وإذ ما انتقلنا إلى قراءة المشهد السياسي الذي تمر به اليمن في وقتها الراهن من وجهة نظر هؤلاء الشباب والذين ينتمون إلى محافظات أكثر تعقيداً في خارطة المحافظات اليمنية. فإن الشاب فهد الطويل يرى أن اليمن تمر في مرحلتها الراهنة بمخاض عسير ولا شك أن هذا المخاض سيتمخض عنه ميلاد يمن جديد، يمن يعيش فيه الإنسان بكرامة، الإنسان الذي خرج ينشد اليمن الحديث والدولة المدنية الحديثة التي يتساوى فيها الجميع. يصف الطويل الوضع السياسي لليمن الآن بالضبابي ويردف : أزمات مفتعلة، انطفاء في الكهرباء، انعدام الوقود، احتقان سياسي، وثورة طال أمدها.. مستطرداً: ما يجري في اليمن من أحداث هو نتاج طبيعي لثورة شبابية شعبية انتفضت من كل المحافظات اليمنية ضد سلطة مختطفة من قبل أشخاص استحوذوا على الثروة والسلطة وأمسكوا بكل مقدرات البلد وعبثوا بها، وأصبحوا ينظرون إلى هذا الشعب وكأنه ملك يمين يتصرفون فيه كيف يشاءون ويقتلون ويجرحون أبناءه بشتى الوسائل ومتى شاءوا. يستدرك فهد: لكن و بالرغم مما يمارسه بقايا النظام من أزمات مصطنعة وعقاب جماعي، إلا أن اليمانيين شبوا عن الطوق وأصبحوا أكثر وعياً مما يعتقده بقايا النظام الذي أضحى يلعب بكل الأوراق بغية تضليل الرأي العام ونشر الإشاعات والدسائس بهدف إفشال الثورة وتفريق الشباب في الساحات. يضيف الشاب : اليوم اليمن في مفترق طرق وعلى الثوار الذين أنقذوا الدولة من الانهيار بالانتفاضة الثورية عليهم اليوم تكثيف الجهود وتوحيدها من أجل يمن جديد ودولة مدنية حديثة، عليهم تجاوز الخلافات الداخلية التي يزرعها بقايا النظام والتفكير بسرعة الحسم والتنسيق بين كل ساحات الحرية والتغيير في عموم المحافظات من أجل تجاوز العقبات واستكمال أهداف الثورة في بناء الدولة المدنية الحديثة التي ينشدونها. ركود ثوري وسياسيون يلهثون وراء السراب من جانبه يرى الشاب/ هادي الورثي أن هناك ركوداً ثورياً تمر به البلاد مع خوف لدى الأطراف السياسية من التدخل السافر لكل من أمريكا والسعودية وما قد يشكله من ضغوط على كافة السياسيين وبالتالي تأخر نجاح الثورة نتيجة لإرباك السياسيين الذين يلهثون وراء السراب. صراع من أجل السيطرة يعلق علي عبدالله الفرح على المشهد السياسي بالقول هو صراع في العديد من الجبهات، صراع على تحديد المدينة أو المحافظة التي ستحتضن المجلس الانتقالي إما في صنعاء أو في تعز، صراع آخر بين المشترك والقوى الثورية الأخرى، حيث يمثله في أحد الأطراف الإصلاح وفي الطرف الآخر تارة الحوثيون بما يحدث من مواجهات في الجوف أساسها وضع اليد على أكبر قدر ممكن من المحافظات بهدف امتلاك قوة وحجة كبيرة في موقعه من التفاوض فيما بعد الثورة، كما يوجد هناك صراع آخر بين الإصلاح والشباب المستقلين على قيم وسلوك الثورة. أما الصراع الآخر فهو صراع عسكري بين علي محسن والحرس الجمهوري، حيث أن الأخير يحاول القضاء على بقايا قوة علي محسن في أبين عن طريق المسلحين هناك والأول يجر الأخير في صراع مهلك في أرحب ومناطق أخرى. غموض وسوادية بدوره يقول صقر أبو حسن: إن الوضع السياسي الآن بات أكثر غموضاً من ذي قبل ولابد أن يكون لقوى الثورة رؤية واضحة في صنع قاعدة سياسة وعامل سياسي يضع بوادر التغيير بشكل أكثر تمكناً مما هو حاصل، والوضع إجمالاً خطر على كل مقومات العملية السياسية اليمنية وأتوقع تطوره، لكنه مرهون ببوادر القادم الذي بات أكثر غموضاً وسوادية. زخم ثوري من جانبه يؤكد صالح المنصوب أن المشهد السياسي في اليمن يجسد الثورة الشعبية المناهضة للاستبداد السياسي بامتياز وبالرغم من طول المدة لا زال الزخم الثوري في الساحات مستمرا بمطالبته برحيل النظام، وتعتبر تعز البوابة الثورية الرئيسية سابقاً لرحيل الاستعمار واليوم ستكون البوابة لرحيل النظام. وعن المجلس الانتقالي يتحدث شباب المحافظات الخمس بشفافية مطلقة عن تقييمهم لهذا المجلس وعن الإيجابيات والسلبيات التي اعترت تشكيله والإعلان عنه. متأخر ولا يمثل حلاً يقول صالح المنصوب: المجلس الانتقالي هو مطلب رئيسي لشباب الثورة في الساحات، لكنه أتى متأخراً، وبعد طول المدة تم الاستعجال في تشكيله، لكنه لا يمثل حلاً في ظل العتاب للمجلس بالاستفراد وعدم الرجوع إلى الساحات المرابطة، كما وأنه لم يخضع لدارسة مسبقة، وبالرغم من نزاهة الأشخاص الذين تم اختيارهم. فكرة رائعة ومحل إجماع فهد الطويل يصفه بالفكرة الرائعة وجاء تلبية لمطالب الساحات في سرعة الحسم وتشكيل المجلس والأسماء التي أعلن عنها برأيي كانت محل إجماع الجميع.. يستطرد: صحيح وجد خطأ من قبل اللجنة التحضيرية ويكمن بالانفرادية وعدم التنسيق مع كافة القوى الثورية الشعبية والساحات في كل المحافظات، كان المفترض إعلانه في منصة ساحة الحرية بعد التنسيق مع كافة القوى والساحات بدل من التفرد وإعلانه في الغرف المغلقة. لعبة سياسية يصف الورثي المجلس الانتقالي باللعبة السياسية، كونه لم يمثل كافة مكونات الساحة، أي عبارة عن تحريك للمياه الراكدة وقد سبق هذا المجلس تصريح من أحزاب اللقاء المشترك، بأنهم خلف الشباب فيما يقررونه ومن قاموا بإعلان المجلس الانتقالي هم ممن ينتمون إلى أحزاب بلباس الشباب وكنت أتمنى أن يعلن مجلس انتقالي فعلي وليس مجرد إعلام، هي خطوة إيجابية ولكن في ظل الإقصاء لا يمكن أن ينجح، أما المجلس الانتقالي هو مطلبنا منذ أشهر. بداية طيبة وشخصيات مقبولة من جانبه يصف علي عبدالله الفرح المجلس الانتقالي بالبداية الطيبة والجيدة وشخصياته مقبولة، مستطرداً: صحيح أنه حدث بعض الأخطاء عند اختياره ولكن أرجو من الشباب أن يبتعدوا عن مثل هذه المناكفات. خطوة جامعة: المجلس بحد ذاته خطوة ممتازة، ولا بد أن تدعم رغم أنها جاءت بتوتر جديد يحمل انقسامات بين قوى الثورة أكثر مما هي خطوة تجمع صفوفهم لمناهضة النظام وإزالة بقية أصنامه على أساس أن توافق وضع الأسماء لم تكن بشكلها المطلوب، مع ذلك هي خطوة تصعيدية لا بد أن لا تمر مرور الكرام على الأقل لكي لا " تحرق " تلك الأسماء التي وضعت في هذا المجلس الوليد.