سمع في وقت متأخر من مساء أمس دوي انفجارات عدة في أماكن متفرقة بمحافظة تعز كما حدث وأن سمع تبادل لإطلاق نار كثيف في كل من شارع جمال وحي مستشفى الثورة ولم تحصل " أخبار اليوم " على مزيد من المعلومات حتى ساعة كتابة الخبر . إلى ذلك استشهد بمحافظة تعز ظهر أمس الأول الشاب سليم قاسم على الرزاقي 24 عاماً من أبناء صبر الموادم متأثراً بجروحه التي أصيب بها في التظاهرة الحاشدة التي اعترضتها قوات الأمن في النقطة الرابع القريبة من إدارة الأمن عندما مرت المسيرة بالقرب من ذات المكان قاصدة شارع البريد والعودة إلى ساحة الحرية , وخلف الاعتداء جرح أكثر من 14 شاباً وصفت حالتهم بالخفيفة والمتوسطة والخطيرة، علاوة عن اختناق العشرات من الشباب بينهم 18 فتاة نتيجة الغاز المسيل للدموع، كما تم الاعتداء بالضرب وبإعقاب البنادق على كل من النشطات شيناز الأكحلي وياسمين الصبري وحورية وابل . وأثار اعتداء أمس الأول على المتظاهرين وخاصة النساء موجة غضب عارمة لدى قاطني المحافظة الذين توعدوا بمزيداً من التصعيد الثوري انتقاماً لحرائر تعز . وكان مئات الآلاف من أبناء المحافظة قد توافدوا يوم أمس إلى ساحة الحرية لأداء صلاة جمعة " الإنذار الثوري " والتي شاء الشباب تسميتها بدل عن جمعة " الوعد الصادق " وعقب صلاة الجمعة وخطبتيها أنطلق جموع المصليين بمسيرة حاشدة نحو إدارة الأمن مجتازين بذلك الحواجز الأمنية وتنفيذ وقفة احتجاجية أمام إدارة الأمن ونددوا من خلالها بالاعتداء الذي شهدته المسيرة أمس الأول . وأثناء الوقفة تلفظ شباب غاضبون على بعض الجنود المرابطين أمام إدارة الأمن غير أن قادة المسيرة من الشباب أجبروهم على الاعتذار من الجنود، مؤكدين لهم أن ثورة الشباب ترتكز على قيم الحب والتسامح والإخاء وأنها انطلقت من أجل بناء دولة اليمن الحديث الخالي من الفساد والتوريث والمحسوبية . ولوحظ أثناء وقفة الأمس انتشار العديد من القناصة وبعضهم يحمل المعدلات الثقيلة على سطح مبنى إدارة الأمن والمباني المجاورة ولم يتم إي اعتداء يذكر على المتظاهرين أثناء الوقفة . وفي إجراء وصفه بعض المتابعين بالاستباقي أقدمت قوات الحرس والأمن المركزي المرابطة بمحيط مستشفى الثورة والمعهد الصحي وبريد زيد الموشكي وشارعي الستين والخمسين مساء أمس الأول وحتى فجر الأمس على استهداف العديد من أحياء المدينة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة وبقصف وصف بالأعنف على المدينة مما أدى إلى تضرر عدد من المباني وخاصة المجاورة لساحة الحرية وفي حي الروضة والمسبح ومنطقة الضبوعة العليا وكلابه والحوبان وغيرها من الأماكن . ويرى مراقبون أن الهدف من استهداف تعز ليلة الجمعة وحتى الصباح هي محاولة لثني الناس عن الاحتشاد لصلاة الجمعة في ساحة الحرية وخاصة بعد الاعتداء الذي طال النساء وأدى إلى سقوط شهيد وعشرات الجرحى , غير أن تعز خرجت يوم أمس عن بكرة أبيها وتوجهت بمسيرة ضخمة قدرت بمئات الآلاف إلى أمام إدارة الأمن بالرغم من القصف الذي طال الساحة قبيل صلاة الجمعة من قبل هذه القوات، مما أدى إلى إصابة الثائر أمين فضل عمر سعيد بطلق ناري تقول مصادر إن مصدرها المعهد العالي للعلوم الصحية . وفي صعيد مشابه كانت مسيرة غاضبة قد انطلقت من مساء أمس الأول من ساحة الحرية والاعتصام أمام مدرسة الشعب وعبر من خلالها المتظاهرون عن غضبهم من الاعتداء الذي طال حرائر تعز وتم تفريق المسيرة بالرصاص الحي وخراطيم المياه . من جانب أخر شهدت معظم مديريات تعز توافد العديد من الساحات وتمت الصلاة يوم أمس في هذه الأماكن، حيث أدى عشرات الآلاف من أبناء التربة بمديرية الشمياتين صلاة الجمعة في ساحة الحرية الجديدة وكانت أعداد مقاربة قد أدت الصلاة ذاتها في كل من ساحات الحرية بالراهدة بمديرية خدير وساحة الحرية بالمعافر وساحة الحرية بهجدة بمديرية مقبنة وساحة الحرية بالنشمة وساحة الحرية بالأعروس وهي أعلى قمة في جبل صبر . وكان خطيب الجمعة في ساحة الحرية بتعز قد تحدث أمس عن فضل الشهادة ومكانة الشهداء عند الله في الدنيا والآخرة، مشيرا إلى أن النصر قادم بعد هذا الصبر قائلا" لقد صبر الثوار في الساحات كثيرا والله توعد الصابرين بالنصر وحقا لوعد الله أن يتحقق" كما تحقق لمحمد ابن عبد الله وموسى وعيسى . وأضاف الخطيب أن عهد الطغاة والظالمين قد ولى ولا رجعة له بعد أن هبت رياح التغيير في المنطقة العربية وهذا نوع من أنواع الجهاد الذي أمر الله به وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا واجب على الأمة أن تقف في وجه الحاكم الظالم الطاغية لأن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر وأفضل شهيد رجل قام إلى سلطان جائر فقتله . من جانب آخر من المقرر أن تشهد محافظة تعز عصر اليوم مسيرة نسائية حاشدة تضامناً مع النساء اللواتي تم الاعتداء عليهن من قبل القوات الموالية للنظام . إلى ذلك أدانت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة تعز الاعتداء الذي طال المتظاهرين أمس الأول وقال بيان صادر عن اللقاء المشترك : تابع اللقاء المشترك بمحافظة تعز جرائم القمع الوحشي الذي نفذته أجهزة الأمن والبلاطجة التابعة لبقايا النظام ضد المسيرة السلمية حيث تعرض المتظاهرون إلى وابل كثيف من الرصاص من الأسلحة المتوسطة والآليات الفردية .. وبصورة مباشرة على المتظاهرين، حيث أصيب العشرات بالرصاص الحي والقنابل المسيلة وجروح بعضهم خطيرة , بينهم 17 امرأة اصبن بالاختناقات والإغماءات واستشهد الشاب سليم قاسم متأثرا بجراحه .وأحزاب اللقاء المشترك وهى تدين هذه الأعمال الوحشية تؤكد أن كل وسائل القمع لن تثني شعبنا عن مواصلة ثورته وتصعيدها حتى تتحقق أهداف الثورة وفي مقدمتها الرحيل الكامل لصالح وأسرته ومحاكمتهم .كما تدعوا أحزاب اللقاء المشترك كافة أبناء المحافظة إلى دعم الثورة والانخراط بصفوفها ورفع وتيرة التصعيد الثوري في كل المديريات حتى تتحول محافظة تعز إلى شعلة تحرق الطغاة وتطهر البلاد من الفاسدين والمستبدين.