أن يضيع عليك لاعب كبير فأنت في اليمن!!.. أن يذهب لاعب بحجم الذهب نتيجة إهمال اتحاد الكرة فأنت في اليمن.. أن يطالب لاعب بحقه، وهو العلاج نتيجة إصابة ألمت به وهو يخدم بلده في الملعب ويرفض الجميع الالتفات إليه فأنت في اليمن.. أن تذهب قضية لاعب وتصبح حبيسة أدراج الاتحاد، وأن يضطر اللاعب إلى بيع الغالي والنفيس في سبيل علاجه فأنت - وبلا شك - في اليمن.. أن يترك لاعب الإغراءات المالية التي يسيل لها اللعاب والعروض الاحترافية التي يتمناها كل لاعب ويعود إلى بلده واضعا نصب عينيه تشريف اليمن فأنت أمام لاعب يمني أصيل اسمه فارس صالح جار الله. أظن أن الجميع يتذكر هذا الاسم.. كيف لا وهو ركيزة أساسيه في منتخب الناشئين السابق الذي شارك في التصفيات الآسيوية في قطر.. رغم شهرته داخليا لكني أيقن وأجزم أنه معروف في الخارج أكثر، وهو كابتن منتخب العرب اسم أشتهر وذاع صيته لكنه ما لبث حتى اختفى "أخبار اليوم الرياضية" تساءلت عنه وعن سبب الاختفاء فحكى قصته التي يندى لها الجبين.. كيف لاعب بهذا الحجم ويرفض اتحاد الكرة معالجته يا للعار!!. اسمحوا لي أن أسرد لكم هذه القصة.. قصه فارس هي قصة موهبة كروية من المواهب التي يمتلئ بها بلدنا الحبيب، وهي ليست قصة شهريار أو سندباد أنها قصة فارس بلا جواد.. البداية كانت من نادي 22 مايو، فكان هذا النادي على موعد مع لاعب واعد من الطراز الرفيع، فجاءت شركة (pilmacar) أو ما يسمى بمنتخب العرب فاختارت ثلاثة لاعبين من اليمن كان من بينهم فارسنا الموهوب، فأقاموا عدة معسكرات في القاهرة ودبي وحصل على لقب أفضل لاعب (مهاجم وسط)، وكاد يحترف في هولندا، وحصل على عدة عروض من أنديه إماراتية لكنه رفض تلك العروض مؤقتا عندما لبى نداء الوطن عندما تم استدعاءه من المدرب القدير سامي نعاش.. وعاد إلى اليمن، فاستغرب الجميع لذلك القرار المفاجئ لكنه بحكمة اليمني الذي يحب أن يخدم بلده في أي موقع التي أثلجت صدور محبيه في الداخل والخارج، وفي إحدى المباريات تعرض لإصابة، فلم يبح بأمر الإصابة لأحد حتى لا يفقد مكانه في المنتخب، وتثاقل على نفسه، وكان يقول كله يهون من أجل اليمن. شيئا فشيئا تفاقمت الإصابة ولم يعد قادرا على اللعب.. عمل فحوصات وتوجه بطيبة نفسه البريئة إلى مبنى الاتحاد، لكن رفضوا علاج هذا الموهوب ولا حياة لمن تنادي، رفض الشيخ علاجه، وكانت النهاية المبكرة لهذا اللاعب بسبب همجية الاتحاد، فلما تحرمون اليمن من أفضل لاعب واعد، وأنا أقول لك يا فارس كل القلوب لديك وكل العيون عليك والجمهور يهتف لك لأنك ملأت المستطيل الأخضر سحرا وجمالا حتى خارج الملعب خلوق إلى أبعد الحدود ذهب إلى القاهرة وعاد ذلك الفارس لكنه فقد جواده.. أنا أطالب رئيس اتحاد الكرة بمعالجه هذا اللاعب الذي شرف اليمن في الخارج.. وتخيلوا أن مدرب منتخب السعودية للشباب الكابتن خالد القروني الذي شارك مؤخرا في كأس العالم للشباب كان يطلب فارس للذهاب إلى العلاج في السعودية لأنه يعرف إمكانيات فارسنا لكن الاتحاد رفض أعطاء اللاعب تأشيرة الخروج!!.