لعبت مع الوحدة 17 عاماً .. وسجلت مع المنتخب في الصين المريسي اعجب بمستواي في القاهرة .. ونلت حب الجمهور -تركت معشوقتي بسبب اصابتي في الركبة في مباراة ضد الزهرة -حزين على تراجع وحدة صنعاء ولابد ان يعود لموقعة بين الكبار في احد الملاعب المصرية تابع نبوغه الكروي الكابتن علي محسن مريسي ولم يخف اعجابه بمستواه اللافت , وبسبب احرازه لاربعة اهداف مصورة من ثمانية زرقاء كانت النتيجة النهائية لاحدى قمم مباريات الوحدة واهلي صنعاء عرض عليه في وقت لاحق نيل الجنسية الاماراتية مع كثير من المزايا فلم يوافق .. وصل عدد اهدافه في موسم 1981م الى 36 هدفاً ليتوج بلقب الهداف بحصيلة كبيرة وربما غير مسبوقة لهداف شهير لم يقام له حفل اعتزال .. هذا من بعض مارواه ل(الرياضة) مهاجم وحدة صنعاء والمنتخب الوطني الاول لكرة القدم النجم السابق نصر الجرادي وهو يتنقل بين محطات مميزة وحافلة بالكثير من النجاحات والقليل من الخيبات خلال سرده لجوانب من قصة حياته مع لعبة كرة القدم منها ماكان في مصر او في اليمن الى جانب كشفه لمعلومات عن قطبي العاصمة فريقي الوحدة والاهلي وايضاًعن ملعب الظرافي واندية الشعب والمجد والكثير فيما يلي عن ايام خلال الزمن الجميل . حوار/ يحيى الضلعي - كيف بدأت مسيرتك الرياضية في لعبة كرة القدم؟! -البداية الحقيقية لمشواري كان من جمهورية مصر العربية التي سافرت اليها بداية الستينيات من اجل الدراسة ..وفي تلك الفترة كان اخي الاكبر يتواجد في القاهرة وخلال دراستي هناك بدأت في مزاولة الانشطة الرياضية وعلى وجه الخصوص لعبة كرة القدم وكنا نمارسها في المدارس .. وفي القاهرة صادف وجود نجم اليمن والزمالك المصري الكابتن علي محسن المريسي الذي كان يلعب في صفوف فريق الزمالك وكنت مع بقية زملائي الدارسين متأثرين بالكابتن علي محسن المريسي ومن اشد المعجبين بفريق الزمالك كونه يلعب فيه ..وحقيقة كان الكابتن علي محسن المريسي رحمة الله تخشاه يحظى بمكانة كبيرة في الوسط الرياضي بمصر كان يعمل على تذليل الصعوبات والمتطلبات التي يحتاجها الدارسون اليمنيون هناك. .هل صحيح ان الكابتن علي محسن مريسي كان له دور في تحفيزك على ممارسة كرة القدم؟!! -في المدرسة التي تلقينا فيها تعليمنا الابتدائي شكلنا فريق كرة قدم وكنت انا كابتن الفريق ..كنا نمارس مباريات ودية مع بعض الفرق المدرسية هناك و نتابع بشغف المباريات الكبيرة بين الفرق المصرية وابرزها مباريات الاهلي والزمالك والترسانة والإسماعيلي وغيرها وبحكم تواجد الكابتن علي محسن مريسي في صفوف الزمالك كنا نشجع الزمالك وفي فترة من الفترات التقينا بالكابتن علي محسن مريسي في القاهرة وحينها شرحنا له مدى تأثرنا به وبمستواه الكروي ومدى حبنا لفريق الزمالك الذي يلعب له وابدى استعداده للتعاون معنا وبدأنا نمارس كرة القدم ضمن فئة الاشبال واستمرينا على هذا المنوال اثناء دراستنا الابتدائية والاعدادية. . ماهي المناسبة التي التقيت فيها بالكابتن علي محسن مريسي في القاهرة؟ -خضنا مشاركة ضمن فريق الجالية اليمنية في طنطا بمصر الذي شكلناه هناك وكنت انا اصغر اللاعبين ..حينها كان الاخ الدكتور محمد الكباب مشارك كسباح .. والتقينا بالكابتن علي محسن المريسى وتابع المباريات التي خضناها ولا اخفي سراً انه اعجب بمستواي داخل الملعب. . هل كان ميلاد حياتك الرياضية الحقيقية كنجم كروي بعد عودتك من الدراسة في مصر إلى اليمن ؟! - انهيت دراستي الابتدائية والاعدادية في مصر وعدت الى اليمن وبالتحديد منتصف الستينات ..حينها كانت الظروف والمرحلة التي تمر بها البلد تستدعي وجود من يدافع عن الثورة والتحقت بالدراسة في الكلية الحربية ..واثناء دراستنا في الكلية الحربية كنا نمارس اللعب في مجال كرة القدم .. وفي تلك الحقبة كان نادي وحدة صنعاء في بداية تألقه وتوجهه الكروي وذلك قبل السبعينات بسنتين وانضممت الى النادي وصادف وجود نخبة من اللاعبين المتميزين في وحدة صنعاء امثال الكابتن يحيى الظرافي حارس المرمى رحمة الله عليه وفي الدفاع عبدالرحمن اسحاق ومحمد المقشي واحمد سعد العذري وفي خط الوسط اسماعيل حجر وعبدالله الروضي في الهجوم. .لكن يقال انك كنت ستلعب لفريق اهلي صنعاء؟! - كانت وجهتي مباشرة نحو نادي وحدة صنعاء الذي كان يمثل ملتقى الرياضيين القادمين إلى صنعاء من مختلف المناطق اليمنية.. فكان للاعب الأخ قائد الشرجبي – لاعب خط وسط الوحدة – حينها الدور الكبير في وجهتي إلى الوحدة الذي برزت فيه موهبتي وانتشرت سمعتي كلاعب مهاجم وهداف. .ماهي الدوافع التي قادتك للعب في وحدة صنعاء آنذاك؟!! -الدوافع التي جعلتني ان انضم للعب في وحدة صنعاء كثيرة.. ابرزها علاقتي الحميمة مع بعض زملاء الدراسة سواء في القاهرة او في الكلية الحربية الذين دفعوني وحفزوني على ان العب في الوحد. . كيف وجدت نفسك في نادي الوحدة بعد انضمامك اليه؟!! -إثر انضمامي مع مجموعة من اللاعبين المتميزين شكل نادي وحدة صنعاء نقطة تحول في مسيرتي الكروية وبدأ اسمي وشهرتي تنتشر وتؤثر في نفوس المشجعين والمتابعين بدليل تعطش الجمهور لمباريات الفريق وخاصة عندما كانت تجمعه اللقاءات مع جاره اهلي صنعاء الذي كان يضم ايضاً نخبة من اللاعبين المتميزين وعندما كان يلتقي الاهلي بالوحدة كان الجمهور يترقب مثل هذه اللقاءات قبلها بأسابيع بملعب الظرافي بالعاصمة ولم تكن هناك مدرجات بالملعب اذ كان الجمهور يظل واقفاً 90 دقيقة طوال المباراة لمتابعة المستوى الفني الرفيع للاعبي الفريقين ..ايضاً كان هناك اندية نادي شعب صنعاء والزهرة وكذلك نادي النجم الذي تفرخ من نادي اهلي صنعاء وبعدها ظهر نادي المجد لكنه لم يستمر انما كانت مباريات الوحدة والاهلي لها مذاق خاص وشغف جماهيري كبير . وكيف كان جمهور كرة القدم خلال ايامكم؟!! -الجماهير كانت تقف خلف الخطوط في ملعب الظرافي قبل ان تنشأ فيه المدرجات ..كان هناك التزام ادبي من كل المتابعين للمباريات وبعدها تم بناء المدرجات بملعب الظرافي ومارسنا ايضاً المباريات بوجود المدرجات . لكن يقال ان شعب صنعاء كان له حضور قوي ومنافس لكل اندية الامانة؟! -هذا صحيح.. شعب صنعاء كان له حضور قوي نتيجة استقدامه للاعبين من الحبشة ومن عدن في تلك الفترة ايضاً لهذا فرض الشعب نفسه منافساً في تلك الحقبة ..وايضاً ثمة اندية اخرى من محافظات الجمهورية كانت متواجدة على الساحة الرياضية ولها حضور في لعبة كرة القدم مثل نادي اهلي الحديدة وهو من الاندية القوية التي كانت تحظى بوجود لاعبين اقويا وبمستوى فني كبير ومن محافظة تعز كان يوجد اهلي تعز والطليعة والصقر ايضاً كان موجود لكنه لم يكن حينها بالمستوى الذي هو عليه الان. .كم من السنوات التي استمريت خلالها لاعباً في صفوف وحدة صنعاء؟!! -نحو مايقارب سبعة عشر عاماً وحتى العام 1982م وانا في صفوف الفريق وتوقفت بسبب إصابتي التي شكلت عائقاً كبيراً حالت دون عودتي إلى ملاعب كرة القدم. . احتكرت لقب هداف الدوري عام 1981م..ماذا يعني لك هذا اللقب ذلك العام؟!! - كنت فخور بذلك الانجاز وبذلك اللقب الذي توج نجاح مسيرتي ..واحتكرت لقب هداف الدوري لأكثر من موسم مشاركة مع زميلي طيب الذكر أحمد سعد العذري بستة وثلاثين هدفاً في العام 1981م. .ما الذي نلته من الرياضة التي قدمت لها الكثير طوال سنوات مشوارك على الملاعب الترابية؟! – نلنا من الرياضة حب الجماهير الذي كان يعشق كرة القدم حد الجنون ..كنا مرتاحون عندما نمثل المنتخب..لم ننظر الى المكاسب المادية..ولم نحصل على الحد الادنى من الاهتمام نتيجة شحة الامكانات لكن كنا نملك الولاء للوطن و لكرة القدم اليمنية في سبيل امتاع الجماهير والمتابعين. . لماذا لم تواصل المشوار في عالم المستديرة سواء في التدريب أو الادارة في ناديك الوحدة أو غيره؟! - تركت ممارسة معشوقتي لعبة كرة القدم إثر اصابتي في الركبة اليسرى وكانت اصابة مؤثرة جداً تعرضت لها في احدى مباريات الوحدة امام فريق الزهرة ..هذه الإصابة القشة التي قصمت ظهر البعير والتي ادت الى ابتعادي عن الرياضة ..بعد تلك الفترة واصلت الرياضة في مجالات اخرى وترأست اتحاد الجود في عام 1990م لفترتين وبالنسبة لاتحاد كرة القدم لم تكن الاجواء متهيئة لالتحاقي للعمل فيه وكان هناك زملاء من نادي وحدة صنعاء في اتحاد الكرة وعلى رأسهم الوحدوي علي الأشول رحمة الله تخشاه ففضلت مواصلة الرياضة بعيدا عن كرة القدم. .لكن لم يقم لك مهرجان اعتزال؟! -اعتزلت كرة القدم دون ان ينظم لي مهرجان وكذلك الحال بزملائي من اجيالي الذين لم يتم تكريمهم حتى اللحظة. .كم هي المرات التي مثلت فيها الوطن مع المنتخبات الوطنية بفئاتها العمرية المختلفة.. وما أشهر المباريات الدولية التي لعبتها وسجلت فيها اهدافاً للمنتخب؟! - في منتصف الستينيات كان واثناء دراستي في الكلية الحربية كان هناك مشاركة لمنتخبنا الوطني الأول في كمبوديا وكنت امام خيارين إما التحق معه المنتخب أو اواصل دراستي في الكلية الحربية لكني فضلت مواصلة دراستي في الكلية مع ممارستي للعب مع فريقي وحدة صنعاء وبعد أن استكملت الدراسة انضممت للمنتخب وحظيت بأكثر من مشاركة معه منذ نهاية الستينيات حتى نهاية الثمانينيات وانا مع المنتخب في كل مشاركاته ومنها المشاركة في سوريا وفي ليبيا في الجزائر وفي الصين في القاهرة اثناء المعسكرات التدريبية ..اما اشهر مباراة خضتها مع المنتخب فكانت امام منتخب الصين في الصين وهزمنا فيها 3-2 من المنتخب الصيني وسجلت فيها احد اهداف منتخبنا. .وماهي افضل مباراة لك على المستوى المحلي؟! - كانت افضل مباراة خضتها مع فريقي وحدة صنعاء عندما قابلنا في احدى اللقاءات فريق أهلي صنعاء وحققنا خلالها فوزاً كبيراً على الاهلي بنتيجة قوامها ثمانية اهداف مقابل هدفين وكانت المباراة حينها حد علمي على كأس الثورة وسجلت فيها اربعة اهداف في الشوط الاول في تلك الفترة كان هناك مصور أسمه على ما أعتقد محمد السقاف كان يذهب الى دول الخليج ويعود وفي تلك المباراة قام بتصوير الاهداف الاربعة التي سجلتها وذهب الى الامارات بعد فترة من تلك المباراة اتى الي واكد لي انه قام باستعراض سيرتي الكروية لدى المسؤولين الرياضيين هناك وعرض الصور الخاصة بتسجيلي الاهداف واعجبوا بالمستوى المهارى الذي اجيده وقال انهم يريدون ان العب عندهم وقال انهم يطلبوني هناك في الامارات.. طبعاً في تلك المرحلة لم تكن هناك فكرة الاحتراف في الخارج موجودة وكنا مازلنا منتشين بحفل تخرجنا من الكلية الحربية ولم نفكر اطلاقاً في الناحية المادية نتيجة حبنا وولاءنا للوطن رغم أن العرض كان مغري جداً مقابل قبولي السفر للعب في الامارات وقال لي أن الإماراتيين سيمنحونني كل المميزات بما فيها رتبتي واعطائي الجنسية وكل ما هو مطلوب لكن للأسف رفضت ذلك العرض وفضلت الاستمرارية في البلد. .كان لك تجربة ناجحة إدارياً عندما توليت رئاسة الاتحاد العام للجودو لدورتين متتاليتين ..فلماذا لم تستمر تلك التجربة الرائعة خصوصاً في فترة ما بعد إعادة تحقيق وحدة الوطن عام 1990م؟!! -بالفعل ..كانت تجربة ناجحة نسبياً رغم الامكانات الضئيلة التي كانت معتمدة للاتحاد وهو مبلغ لا يتجاوز العشرة الاف ريال حينها والحمد لله تمكنا من توسيع قاعدة ممارسة لعبة الجودو ..وتركت رئاسة الاتحاد بعد أن سافرت لغرض علاج في رحلة استمرت لفترة وفضلت عدم الاستمرارية أو الترشح مجدداً للاتحاد بعد تلك السنوات. .لكنك متواجد حالياً في اتحاد الرماية مشرفاً فنياً للعبة؟!! -تواجدي حالياً في اتحاد الرماية والسهام جاء بهدف التنسيق بين الجهات التي تمارس اللعبة في السابق وهي القوات المسلحة وبين الاتحاد اثناء تشكيله..وتم تكليفنا من اجل التنسيق بين الجهات العسكرية والجهات الاخرى.. واتحاد الرماية والسهام اتحاد حديث النشأة لم تتوفر له الامكانيات المطلوبة..والقاعدة الاساسية لممارسة هذه الرياضة غير موجودة.. ومستلزمات وادوات رياضة الرماية مكلفة جداً حيث تصل قيمة البدلة الخاصة الى ثلاثة أو اربعة الاف دولار فضلاً عن ضرورة توفر البنادق والمسدسات وغيرها من المتطلبات ..ايضاً وجود ميديان خاصة بالرماية عامل مهم لتطوير اللعبة وانتشالها ..والالعاب الفردية بالإمكان أن نحقق فيها إنجازات ونجاحات بحيث تتوفر لها الامكانات ومن ضمنها الرماية المعتمد لها ثلاثة ملايين ريال سنوياً ربما للنشاطين الداخلي والخارجي وهي ميزانية لا تلبي طموحات القائمين على رأس هرم الاتحاد. .يقال انك فكرت بإنشاء اتحاد رياضي للرواد واللاعبين القدامى ..ما صحة ذلك؟!! – بعد ابتعادي عن لعبة كرة القدم فكرت بتشكيل أتحاد لرواد ولاعبي كرة القدم الاوائل والقدامى ..كانت الفكرة مبنية على اساس اننا نقوم باستقدام كل اللاعبين القدامى للانطواء تحت مظلة هذا الاتحاد حتى ينالوا الانصاف والاهتمام.. وللأسف الفكرة ماتت في مهدها ولم نجد التعاون من المسؤولين تجاه هذا المشروع الذي مات قبل أن يولد.. مع احترامي للقائمين على الرياضية في المحافظات الجنوبية الذين بادروا المسؤولين هناك بتكريم عدد من اللاعبين القدامى ووجدوا الانصاف من الناحية المعنوية والمادية لان مثل هذا الاهتمام بالقدامى يحفز الجيل الجديد على العطاء المتميز. .في ظل التراجع المخيف الذي بات ملازماً لنادي الوحدة بصنعاء في السنوات العشر الاخيرة ..هل فكرت في مساعدة ناديك العريق من خلال العمل الإداري أو غيره؟! -انا حزين للحال الذي وصل اليه وحدة صنعاء وللنكسات التي تعرض لها هذا النادي العريق صاحب الإنجازات الكبيرة في مختلف الألعاب الرياضية وكرة القدم على وجه الخصوص..في تقديري أن ما حدث للنادي كان نتيجة قصور اداري بالدرجة الاولى من ابناء النادي الذين لم يستشعروا بالمسئولية في ادارة هذا الصرح الرياضي الشامخ..يجب علينا جميعاً أن نراجع كل الاسباب التي ادت الى النكسات حتى نستعيد الامجاد التي سادت ثم بادت ..وينبغي ان لا نقف مكتوفي الايدي تجاه ما يتعرض له نادينا وحدة صنعاء وأن نبحث عن السبل الكفيلة لانتشاله مجدداً حتي يستعيد موقعه بين الكبار.
