إنتصر الجيش المؤيد للثورة في أبين، بعد أربعة أشهر من القتال، وفك حصار اللواء 25 ميكا المحاصر من ذات التاريخ، تم دحر من يسمون أنفسهم أنصار الشريعة، رغم المدد والتغطية من بقايا نظام علي صالح، داعين أنفسهم –أنصار الشرعية الدستورية، بعد أن سلم الأخيرون المحافظة بلا طلقة رصاص واحدة. لقد استشعر أبناء وقبائل محافظة أبين وخاصة قبائل المنطقة الوسطى الخطر الذي يحدق بمحافظتهم والتآمر الذي يخطط له النظام في جعل أبين مسرحاً للعناصر المسلحة، فقاموا بتطهير مديريات مودية ولودر والمحفد والوضيع من تلك العناصر المسلحة وطردهم من مديرياتهم دون رجعة، كما انتشروا في بالنقاط لمنع دخول المسلحين إلى زنجبار وحاولوا أيضاً الوصول إلى مدينة شقرة ووادي حسان، وذلك من أجل مساندة للواء "25" ميكا وفك الحصار عنه، إلا أن النظام التآمري وعند شعوره بأن القبائل سيحققون النصر لا محالة وجه طيرانه بقصف قبائل النخعين في وادي حسان والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 33 من القبائل وإصابة نحو "80" آخرين وقد حاولت القبائل الانسحاب إلى منطقة العرقوب واشتبكوا مع العناصر المسلحة وتمكنوا من قتل العديد من تلك العناصر التي لجأت إلى استخدام السيارات المفخخة في العرقوب وعملية انتحارية أخرى في مودية اسفرت عن استشهاد "3" منهم، فيما ظلت القبائل تنتشر في النقاط لمنع دخول المسلحين إلى زنجبار.. كما تمكن أيضاً شباب ملتقى لودر من تطهير مدينتهم من العناصر المسلحة واستطاعوا إحباط العديد من العمليات الانتحارية والعبوات الناسفة التي كانت تستهدفهم من قبل المسلحين الذين اعتقلوا العديد منهم، وقد ساند ملتقى شباب لودر اللواء "111" المتمركز في المدينة. وبعد هروب كافة القيادات الأمنية والتنفيذية في محافظة أبين إلى عدن، اشتدت المعارك بين المسلحين واللواء "25" ميكا، ما أدى إلى نزوح الآلاف من سكان مدينة زنجبار إلى محافظتي عدن ولحج وبعض قرى المحافظة وذلك جراء القصف الذي طال منازلهم ليستقروا في مدارس محافظتي عدن ولحج والبعض ذهب للبحث عن استئجار منازل لإيواء أسرهم بعد أن شردتهم الحرب وكلهم أمل على أن تنتهي الحرب ويعودوا إلى محافظتهم. لقد صمد اللواء "25" ميكا طيلة "103" يوماً منذ سقوط مدينة زنجبار في "27/5/2011م رغم كل المؤامرات التي كانت تحاك ضده من خلال حصاره وعدم إمداده بالتموين والمواد الغذائية والمشتقات النفطية وظل يقارع ويواجه تلك العناصر ببسالة نادرة قلما تجد أي لواء يحارب مثله مسلحين يجيدون حرب العصابات واستخدام الأسلحة التي اغتنموها من الأمن المركزي والعام والأمن السياسي واستطاع اللواء أن يسطر ملحمة بطولية ويقف صامداً في وجه تلك العناصر وأن يكبدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.. بعد مرور قرابة شهر من المعارك في أبين بين المسلحين واللواء "25" ميكا حاولت الألوية الثلاثة "119" "201" و"39" المساندة لثورة الشباب أن تنتشر إلى وادي دوفس معززة بالدبابات والأطقم العسكرية، وذلك لمواجهة العناصر المسلحة والتي خاضت ضدهم معارك ضارية بين كر وفر واستطاعت تلك الألوية أن تكبد المسلحين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح بمساندة الطيران الحربي الذي لعب أيضاً دوراً في أغلب طلعاته واستطاع أن يدمر أسلحة المسلحين وهروبهم من جبهة القتال المحيطة بدوفس والمتمركز في مدينة الكود وواصلت تلك الألوية قتالها حتى تمكن قادة تلك الألوية وأفرادها المغاوير أمس من فك الحصار عن اللواء "25" ميكا عند دخولهم عبر الطريق الساحلي باتجاه اللواء "25" ميكا. وبعد انتصار جيش الثورة على الإرهابيين في أبين يعيش شباب الثورة بساحة التغيير حالة استثنائية متمسكين برحيل ومحاكمة إرهابيين آخرين ينتمون إلى نظام عائلي عاث في الأرض فساداً، وجرع أهلها ظلماً وطغياناً –حسب رأي الكثيرين منهم. معتبرين الإنتصار الذي حققه اللواء -119- المنضم لثورة الشباب بقيادة اللواء فيصل رجب، الخطوة الأولى نحو الإنتصار بسلمية الثورة نحو الإنتصار الكبير على بقايا النظام، ومحاكمة المجرمين من النظام السابق، كما اعتبروا الانتصار على تنظيم القاعدة المختلق من نظام علي صالح في أبين، انتصاراً مرحلياً على ما تبقى من بقايا النظام، الذي ساند ودعم الإرهابيين طوال الأربعة الأشهر الماضية، متوقعين سرعة الحسم خلال الأيام القادمة،والوصول إلى الهدف المرسوم للثورة اليمنية التي بدأت منذ فبراير الماضي. أنور الحذيفي –ناشط سياسي بساحة التغيير- يقول إن انتصار الجيش المؤيد للثورة في أبين يشكل سقوطاً وفشلاً لمشروع صالح الذي حاول من خلال فزاعة القاعدة ابتزاز الغرب لدعمه ومساندته للإنقلاب على ثورة الشباب السلمية، لكن هذه النظرية أصبحت من الماضي بعد الإنتصار الجديد الذي حققة اللواء 119 ضد قاعدة علي صالح". وينظر عبدالاله البكالي –أحد الناشطين بساحة التغيير- إلى الانتصار في أبين على أنه انتصار للثورة، واصفاً الإرهابيين في أبين بالخارجين عن القانون الرباني، متهماً علي صالح وبقايا نظامه بدعم المارقين على البلد. وأضاف " إن حصار الجيش المؤيد للثورة لهؤلاء العصابة التابعة لعلي صالح، بعد جفاف معين علي صالح عليهم، وتقدم ثورة الشباب، أوهن عزيمتهم وقوتهم، مما سهل على اللواء المنضم للثورة، تحرير مدينة أبين من أيديهم ". رفيق السامعي –أحد شباب الثورة – يرى أن جيش الثورة بإنتصاره على الإرهابيين أوقف فلول النظام عند حدهم، وبتماديهم ستكون هناك عواقب وخيمة. وقال السامعي: "يعد الإنتصار دفعة قوية لشباب الثورة لمواصلة السير قدماً نحو تحقيق الهدف الأكبر وهو رحيل ما تبقى من النظام، ومحاكمتهم، والمضي قدماً نحو بناء دولة يسودها النظام والقانون،بدون حكم العائلات والعسكر". وأكد السامعي أن الإنتصار وفاءً لدماء الشهداء الذين سقطوا منذ بدء الثورة السلمية، وربط بين أعمال القاعدة في أبين خلال الفترة الماضية، وأعمال بقايا نظام علي صالح في كل من أرحب ونهم والحيمتين، وتعز، واصفاً ذلك بالعملية الممنهجة ضد أبناء الشعب اليمني. بينما تقبل مالك الذارعي –أحد أفراد اللجان الأمنية في الساحة – بروح متفائلة، يملأ تفائله بإقتراب النصر للثورة المباركة، بسلميتها المجيدة، التي ضحت بدماء المئات من أجل أن يحيا هذا الوطن - حسب وصفه. وبعث الذارعي رسالة إلى الجيش المنضم للثورة قائلاً: "نحن نفخر بكم، أنتم من يعول عليكم في حماية الثورة، وحماية الوطن، في الشمال أو الجنوب، من أي تمرد أو تسلط فرد أو عائلة تسخر الوطن بسلطته وخيراته، لصالح أفراد معينين، لا يكنون لهذا الوطن أي حب، ولا يؤدون أبسط كرامة لهذا الشعب ". وقال محمد اللحجي – ناشط حقوقي – إن الإنتصار على إرهابيين التابعين للنظام في محافظة أبين، بتر أحجيات علي صالح بأنه من يوقف القاعدة، وأنه الشخص الوحيد القادر على حماية البلد منها. وشدد اللحجي على الجيش المنضم للثورة حماية الثورة والبلد من إرهابيين آخرين يعملون على إدارة السوء لهذا الوطن من داخل غرفهم المغلقة، تتمثل في بقايا النظام الزائل لا محالة، مطالباً الفئة الصامتة من أبناء الشعب اليمني المبارك، المسارعة في الانضمام إلى الثورة قبل أن يفوت الأوان، ويندمون حين لا ينفع الندم.