استدرجوه من الضالع لسرقة سيارته .. مقتل مواطن على يد عصابة ورمي جثته في صنعاء    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    نقطة أمنية في عاصمة شبوة تعلن ضبط 60 كيلو حشيش    مركز الإنذار المبكر يحذر من استمرار تأثير المنخفض الجوي    مليار دولار التكلفة الأمريكية لإحباط هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    الحكومة تطالب بتحرك دولي لوقف تجنيد الحوثي للأطفال تحت غطاء المراكز الصيفية    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    الدوري الاوروبي ... ميلان وليفربول يودعان البطولة    الدوري السعودي ... الشباب يكتسح ابها بخماسية    "لا حل إلا بالحسم العسكري"..مقرب من الرئيس الراحل "علي صالح" يحذر من مخيمات الحوثيين الصيفية ويدعو للحسم    "طاووس الجنان" و"خادمة صاحب الزمان"...دعوة زفاف لعائلة حوثية تُثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مافيها(صورة)    "ابتزاز سياسي واقتصادي للشرعية"...خبير اقتصادي يكشف سبب طباعة الحوثيين للعملات المزيفة    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    إصابة 3 أطفال بانفجار مقذوف شمالي الضالع    انطلاق أعمال الدورة ال33 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لأفريقيا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    لجنة الطوارئ بمأرب تباشر مهامها الميدانية لمواجهة مخاطر المنخفض الجوي    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 33.970    مصرع وجرح عدد من العناصر الإرهابية على يد القوات الجنوبية بوادي عومران    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    سقوط 9 مدنيين في الحديدة بسبب الألغام ومخلفات الحرب خلال مارس الماضي مميز    الرئيس: مليشيا الحوثي تستخدم "قميص غزة" لخدمة إيران ودعم الحكومة سيوقف تهديداتها    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    إسقاط طائرة تجسس حوثية في شقرة بمحافظة أبين    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    دراسة: اقتصاد العالم سيخسر 20% بسبب التغيرات المناخية    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    أضرار مادية وخسائر بشرية بسبب الفيضانات شرقي اليمن وإغلاق مدينة بالكامل    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    ليلة للتاريخ من لونين.. وخيبة أمل كبيرة لهالاند    أهلي جدة: قرار رابطة الدوري السعودي تعسفي    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    اليمن: الكوارث الطبيعية تُصبح ظاهرة دورية في بعض المحافظات الساحلية، ووزير سابق يدعو لإنشاء صندوق طوارئ    مأساة إنسانية: صاعقة رعدية تُفجع عائلتين في تعز    على رأسهم مهدي المشاط ...ناشطة حوثية تدعو إلى كسر الصمت حول قضية السموم الزراعية في اليمن    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبين والقاعدة.. الشعب والجيش يفشلان مخططات النظام
نشر في نشوان نيوز يوم 26 - 09 - 2011

القاعدة.. الملف الأمني الأكثر انتشاراً في وسائل إعلام العالم، والسر الأقل هتكاً من قبل هذه الوسائل.. وإليها ينسب كل تفجير أو عملية إرهابية مباشرة، توقعاً أو قطعاً، منذ عقد من الزمان.. ورغم انتشارها وتصدرها عناوين الصحف وقنوات التلفزة. فهي الأقل حضوراً في واقع الناس مقارنة بما سواها، وباحثوها المتحدثون لا يعطون دائماً ما يقنع الكثير من الناس.

وكثيراً ما نسأل السؤال الثاني دون أن نكون قد عرفنا إجابة السؤال الأول، تحت تأثير تسارع الأحداث وكثرتها، فتنقشع الرياح ونكتشف أن الواقع هو من يسيرنا دون وعي منا.. كأن نسأل: من انتصر في أبين؟ وننسى: لماذا سُلمت أبين إلى القاعدة؟..
وخلال ثلاثة أشهر من الثورة الشعبية السلمية في اليمن المطالبة بالتغيير وأحداث العالم العربي تغيب ملف القاعدة بشكل شبه كلي (فبراير، مارس، أبريل) إلى أن سقطت أبين دون مقاومة بيد العناصر المفترضة لتنظيم القاعدة، رغم حديث السلطات المتنامي خلال السنوات الماضية عن القضاء على القاعدة.. فمن أين جاءت هذه القاعدة بهذه القوة؟ وأين كان النظام عندما تواجدت القاعدة بهذا الحجم الذي يجعلها بهذه الخطورة؟
هذا قبل أن تأتي الثورة، أما عندما اندلعت الثورة الشعبية، وسيطرت القاعدة على أبين، فالسؤال الآخر الأهم الذي من الضرورة فهمه، فهو لماذا تم تسليم أبين لمن تقول السلطات إنهم عناصر القاعدة؟ ولماذا تدعي السلطات بعد ذلك أنها تحارب القاعدة؟ وهي التي سلمت المدينة؟ أليس الأهم هو أن تقول هذه السلطة هو لماذا تقول اليوم إنها تحرر هذه المدينة وهي التي كانت تحت سيطرتها؟ وهل من البديهي الاستمرار في ترديد أن النظام يريد القاعدة فقط لتخويف أمريكا، لأن أمريكا بهذا الغباء كل هذا الوقت؟
لماذا واجه اللواء 25 ميكا تنظيم القاعدة وحيداً لشهرين على الأقل، مع أن هناك قوات خاصة لمكافحة الإرهاب أنشأت لهذا الغرض، ويقودها نجل الرئيس أحمد علي عبدالله صالح؟ ولم يحصل اللواء على أي دعم منها أو من قيادة المنطقة الجنوبية الموالية لصالح لأكثر من شهرين؟
هل كان وصول مهدي مقولة إلى أبين هو لفك الحصار عن اللواء 25 ميكا، وطرد القاعدة، بعد أن أصبح ماطل لشهور في دعمه، واقتصر الدعم على الأمريكيين والقبائل والألوية المناصرة للثورة؟ أم أنه لقطف ثمار نصر أصبح محتماً بدونه، حتى لا يكون النصر للجيش المؤيد للثورة الشعبية، وبعد أن مؤكداً فشل استمرار سيطرة القاعدة على أبين وتقدمها إلى عدن؟.. خصوصاً مع وصول اللواء 119 واللواء 201 إلى زنجبار؟.
من حارب القاعدة في أبين؟..وما دور مقولة؟.. وإجابة السؤال الأول تغني عن السؤال الآخر؟ إذ هل من سلم المحافظة للمسلحين بحاجة إلى انتصار استعادتها؟ وهل استعادتها بالنسبة له تحتاج إلى حرب أم اتفاق مشابه لاتفاق تسليمها للقاعدة؟
كل تلك الأسئلة تجيب على بعضها البعض، وتبقى الكثير من الحقائق حبيسةُ في قفص اللاعبين الكبار، بانتظار الأيام والسنين للإفراج عنها.. وربما كانت محاولة اغتيال الصوملي الاثنين الماضي بعد الإعلان عن تحرير زنجبار هو للتغطية على تفاصيل مستقبلية تقتضي الأحداث عدم الإفصاح عنها! فكم من الحقائق قتلت أصحابها.. وعاشت الأسئلة غصصاً على حلوق المواطنين الذين يسألون: من يعبث ببلادنا؟..
السقوط والصمود
سقطت زنجبار عاصمة محافظة أبين بيد المسلحين المفترضين لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، أو ما يسمى ب"أنصار الشريعة" بتاريخ 27/5/2011 بطريقة مفاجئة، حيث قام النظام بسحب الأجهزة الأمنية والموظفين من المؤسسات الحكومية في خطوة أثارت العديد من علامات الاستفهام حولها، حيث لم يجد المسلحين أية مقاومة واستطاعوا السيطرة على مقرات أهم الأجهزة الأمنية منها مبنى النجدة ومقر امن المحافظة ومقر المخابرات ومعسكر الامن المركزي ومكتب محافظ المحافظ، وحاصروا معسكر اللواء 25 ميكا، بينما كانت العديد من المناطق في أبين قد سقطت تدريجيا بيد القاعدة فور تخلي الدولة عن تلك المناطق، وكل ذلك تزامناً مع الهجوم على منزل الشيخ صادق الأحمر في منطقة الحصبة... ما يفسر تسليم أبين للقاعدة في ذلك الوقت بالذات، على أنه إشعال نار تصرف أعين الناظرين إليها عن نار أخرى. واختلاق موت مغري لوسائل الإعلام بعيداً عن الثورة، يبعد العالم عن الاهتمام بالحرب الأهلية التي يعد لها النظام طوال أشهر الثورة..
وبهذا الحدث الكبير تكون مدينة يمنية ساحلية هامة قد سقطت في أيدي مئات المسلحين، ما يهدد الأمن القومي اليمني وكذلك الإقليمي والدولي، وتكمن خطورة أحداث أبين كونها الطريق إلى عدن التي تشرف على أحد أهم الممرات الدولية المتمثلة في باب المندب، ثاني أهم المدن اليمنية، ما من شأنه إن يفتح المجال للتدخل الخارجي من قبل القوى الدولية الحالمة بعدن بحجة تأمين الممرات الدولية ومواجهة الإرهاب وبالتالي إخماد الثورة وإبقاء النظام!!
كما تزايدت المخاوف لدى المواطنين في أبين وكذلك في عدن، التي ترددت أنباء عن استعداد المسلحين لاقتحامها.. بالتزامن مع سحب الأجهزة الأمنية في صعدة.. وكأن النظام يريد إثبات أن البديل عنه هو "الإمامة في صعدة وما جاورها التي تتأهب لصنعاء" و"الاستعمار الرابض في البحر الذي يستعد لمواجهة القاعدة في عدن"، وهذا ما هدد به الرئيس علي عبدالله صالح في أكثر من خطاب.
هكذا فُسرت الرسالة للداخل.. أما للخارج فتذهب أكثر التفسيرات لقيام النظام بتسليم المدينة للقاعدة على أنها تأتي لتخويف العالم بأن القاعدة هي البديل عن النظام الحالي، حيث جاءت تلك الخطوة بعد أن قال صالح في خطابه في 21مايو إن القاعدة سوف تسيطر على ثلاث مدن يمنية.. وهي (أبين، وشبوة، ومأرب).. وقد صرح السياسي علي عشال وهو نائب عن محافظة أبين في تصريح سابق "إن ما يحدث في أبين سيناريو معد مسبقاً بين السلطة وتلك الجماعات، مستدركاً بأن المواطنين تمكنوا من إفشال تلك المخططات ، مشيراً إلى وجود وثائق تؤكد التنسيق القائم بين السلطة والقاعدة"..
أبين.. البيان رقم (1)
وفي أول رد فعل ينم عن إدراك عسكري وأمني لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع التي بدأت بسقوط أبين، كان "البيان رقم 1"، للقيادات العسكرية المؤيدة للثورة حيث يتضح من سياقه أن تسليم أبين للمسلحين كان الدافع الأهم لصدور البيان الذي جاء فيه: "إننا يا أبناء قواتنا المسلحة والحرس الجمهوري ورجال الأمن الأباة باسمكم جميعا ندين ونستنكر بشدة ما أقدم عليه النظام من تسليمه لبعض المحافظات لمجاميع من المسلحين من قطاع الطرق والمخربين والإرهابيين الذين أوجدهم النظام وشجعهم على القتل والتقطع والتخريب في محاولة يائسة منه للإساءة إلى مؤسستنا العسكرية من أنها مؤسسة فاشلة وغير حريصة على الوطن ومكتسباته، وللإيحاء للآخرين بأن اليمن بدونه ستغدو صومال أخرى، فهيهات هيهات أن يتحقق له ذلك ونحن جميعا على قيد الحياة".
وأوضح البيان الذي قرأه اللواء عبدالله علي عليوه ومعه اللواء علي محسن صالح واللواء حسين عرب: "وما توجيهاته (النظام) بالأمس للأجهزة العسكرية والأمنية بمحافظة أبين لتسليم مؤسسات الدولة للإرهابيين والمجاميع المسلحة وتسليمه مرافق الدولة ومؤسساتها في العاصمة صنعاء لمجاميع من البلاطجة المسلحين وسحبه الأمن والحرس الجمهوري والشرطة العسكرية من هذه المرافق التي أضحت الآن مستباحة من قبل هؤلاء البلاطجة نهبا وتخريبا إلا دليلا دامغا على حقده على الوطن وقواته المسلحة وأمنه البواسل. وأمام هذه التصرفات لا بد أن نثبت لشعبنا ووطننا وأمتنا وللتاريخ أننا كنا ولا نزال الحماة الأمناء لمكتسبات الوطن والثورة والجمهورية والوحدة، وأن نؤكد ولاءنا لله وللوطن الأغلى لدينا من أرواحنا وأبنائنا، وأن نحرص جميعا على وحدة مؤسستنا العسكرية والأمنية التي حاول رئيس النظام جاهدا تفكيكها وتدميرها وزرع الأحقاد فيما بين فروعها ووحداتها ظنا منه أنه سيفلح.. وخاب ظنه، وأضحت نواياه مكشوفةً للعيان من أنه يريد تدمير الوطن عبر تدمير مؤسسته العسكرية والأمنية ليثبت زيف مقولته بأنه إذا سلم السلطة سيتدمر الوطن.. فهل سنكون نحن الأداة لتحقيق حلمه المريض؟ حاشا لله أن نكون كذلك".
وأضاف البيان: إننا إذ نهيب بالجميع في كافة الفروع والألوية والوحدات بالحفاظ على وحدة مؤسستنا العسكرية والأمنية وعدم الرضوخ لأي أوامر للزج بها في مواجهة مع بعضها أو مع الشعب، ومن أجل الحفاظ على تماسك المؤسسة العسكرية والأمنية كمؤسسة وطنية واحدة نهيب ببقية إخوتنا قادة المناطق والألوية والوحدات أن يعلنوا بكل شجاعة تأييدهم للثورة للاصطفاف إلى جانب الشعب والوطن. وكذلك نهيب بقيادات وموظفي الدولة في الحفاظ على الوزارات والمؤسسات من عبث أعوانه وزبانيته، وأن علينا جميعا أن ندرك أننا مسؤولون أمام الله والشعب والوطن في الحفاظ على مقدراته"...
اللواء 25 ميكا وحيداً..
مثلما ذكرنا أن الأجهزة الأمنية سلمت مقارها وأسلحتها للمسلحين وانسحبت من المحافظة، فقد صمد اللواء 25 ميكانيك والمرابط على مشارف مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، ورفض الانسحاب من المدينة؛ إذ ظل اللواء 25 محاصراً يخوض مواجهات عنيفة وحيداً مع المسلحين لأكثر من 100 يوم، بالتنسيق مع القيادات والألوية العسكرية المؤيدة للثورة بالإضافة إلى نائب الرئيس عبدربه منصور هادي وقيادة وزارة الدفاع و وأبناء المحافظة وكذلك مع الجانب الأمريكي، بينما كان قائد المنطقة الجنوبية العسكرية يرفض تقديم الدعم للواء 25 ميكا، حسب العديد من التقارير الصحفية، وكما أكد ذلك قائد اللواء العميد محمد الصوملي في مقابلته مع "الشرق الأوسط" أواخر يوليو الماضي بطريقة غير جارحة...
وعن صمود اللواء وعدم لحاقه بالأجهزة الأمنية المنسحبةى يقول الصوملي: واجبنا الوطني والديني والأخلاقي أمام الله والوطن وأمام المحافظة لا يسمح لنا أن نتخذ خطوة مثل هذه، هذا نوع من الهروب والجبن الذي لا ترضاه لي أخلاقي العسكرية ولا يرضاه كذلك زملائي من ضباط وأفراد اللواء. وقد اجتمعت مع ضباط اللواء وقلت لهم بالحرف الواحد: لن ننسحب، لن نسلم أسلحتنا ل«القاعدة»، لن يتحدث الناس أننا انهزمنا أمام عصابات مسلحة تتلبس بالدين ولا علاقة لها به. وقلت لهم عن نفسي إنني سأقاتل حتى يأتي فرج من الله أو أستشهد ولو لم يبق معي أحد. وما زال هذا موقفي ولن أتزحزح عنه، وصلنا مدد أم لم يصل. أقول لك هذا اللواء حاجز بين هذه العناصر المسلحة والوصول إلى عدن، ولو ننسحب أو نستسلم فسوف يدخلون عدن اليوم الثاني، ومنها إلى بقية المحافظات، ولك أن تتصور مستقبل البلد إذا سيطرت عليه هذه العناصر الهمجية المسلحة. لا، لن نقوم بعمل جبان كهذا".
مقابلة الصوملي وتفاصيل السقوط..
في ذلك الظهور الإعلامي الأول مع جريدة "الشرق الأوسط"، بدا قائد اللواء العميد الركن محمد الصوملي محايداً قدر الإمكان رغم ما كشف عنه من خذلان الانسحاب الذي وصفه ب«الجبان» للطاقم الأمني والإداري، وتحدث متعجباً عن عن القدرات التي تملكها «القاعدة»، وأسباب سيطرتها على مدينة زنجبار..
وعن ملابسات سقوط زنجبار التي بدأت في 25 مايو (أيار) الماضي، يقول الصوملي: "فوجئنا في اللواء بسقوط جميع الأجهزة الأمنية والإدارية دون أدنى مقاومة تذكر. ومن ثم تسلم تنظيم القاعدة معظم المنشآت والعتاد الذي كانت يتبع تلك الأجهزة الحكومية. وبعد أن تم لهذه العناصر ما أرادت من الاستيلاء على زنجبار والسيطرة على العتاد والمنشآت العسكرية والمدنية، بدأ عناصر «القاعدة» بشن هجوم عنيف وشامل على اللواء 25 ميكا لإجباره على الاستسلام والسيطرة على معداته الحربية"..
الصوملي: لا أستطيع فهم ما حصل من انسحاب للأجهزة الأمنية
أما عن انسحاب الأجهزة الأمنية، فإن الصوملي لا يقطع ببراءة ذلك الانسحاب ولكنه يضع فراغاً حوله، ويقول: إن "الأجهزة الأمنية انسحبت من أبين مخلفة أسلحتها وراءها، و«القاعدة» استولت على هذه الأسلحة وهم اليوم يستخدمونها ضدنا، هذا ما لا يستطيع أحد إنكاره. أما إذا سألتني عن الدوافع وراء ذلك فأنا أقول لك «الله أعلم». صراحة أنا لا أريد أن يذهب ظني بعيدا لأتهم زملاءنا بالتواطؤ مع «القاعدة» ضدنا".. ويضيف: لا أستطيع أن أفهم ما حصل، وقلت لك إنني لا أعتقد أن زملاءنا قد خانونا لصالح «القاعدة»، ولكن التفسير الأنسب بالنسبة لي هو أن الجبن قد أصابهم ففضلوا النجاة وتركونا لمصيرنا. وانسحبوا دون قتال. وإذا كان الأمن العام والنجدة قد قاموا ببعض المناوشات وحوصروا من قبل عناصر «القاعدة»، فإن الأمن المركزي انسحب دون أي مواجهة، وهذا أمر مخجل"..
خذلان قيادة المنطقة الجنوبية
لم يكن خذلان أو تواطئ قيادة المنطقة الجنوبية يحتاج إلى دليل مع بقاء اللواء 25 ميكا محاصراً لأكثر من ثلاثة أشهر، وتناقلت وسائل الإعلام عن مصادر في السلطة إن اللواء مهدي مقولة كان يرفض أوامر النائب هادي بدعم اللواء 25 ميكا، وذكرت صحيفة "الوسط" أن النائب هادي عبر عن استيائه من ذلك وتساءل في اجتماع له مع وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان حول ما إذا كان "مقولة" يتبع لهم، وأجابوه ب"لا".
ويتهرب الصوملي من الاتهام المباشر لقيادة المنطقة الجنوبية، لكنه عتب عليها وحاول التبرير لها، قائلاً: "الحقيقة أن عدم التخطيط والتردد والخوف هو المسيطر على قيادة المنطقة، والمأساة أنه توجهت في الأيام الماضية بعض الوحدات العسكرية لفك الحصار وتزويد اللواء بالمواد التموينية، ولكن هذه الوحدات للأسف الشديد وقعت في كمائن في الطريق" في إشارة إلى اللواء 119 واللواء 201.
ويذكر الصوملي دور مقولة خلال شهرين من المواجهات قائلا: "لدينا وعود واتصالات من اللواء مهدي، والمقولة التي تتكرر في اتصالاته: «غدا نكون عندكم»، ويأتي الغد ولا يأتي أحد، عدا بعض الوحدات التي تصل إلى وادي دوفس" ..وحول ما إذا كان هناك تواطؤا ضد اللواء 25 ميكا، قال الصوملي: لا دليل على ذلك، لا أشك في أحد، نحن نتمنى أن تأتينا تعزيزات عاجلة لنصرة أفراد اللواء، ولكننا لا نريد أن نسيء الظن بزملائنا في القوات المسلحة. ربما لم تصلنا تعزيزات من عدن لخوفهم على عدن نفسها من دخول عناصر «القاعدة» إليها، ففضلوا الاحتفاظ بالقوة في عدن، أنا لا أعرف على وجه الدقة لماذا. الله أعلم"..
أبناء أبين أقلية بين المسلحين
ويستغرب الصوملي الدعم البشري الذي يصل عناصر القاعدة قائلاً "الحقيقة أن الدعم البشري الذي يتلقونه أمر يبعث على الاستغراب"، ويضيف: أؤكد لك أننا في مواجهاتنا معهم نقتل العشرات منهم غير أننا نفاجأ أننا كلما قتلنا منهم عددا كبيرا جاءهم مدد بشري من المحافظات الأخرى. وقال إن تلك الأعداد "تأتي من حضرموت ومأرب وريمة والبضاء ورداع ومن صعدة، وعناصر من مصر والسعودية والصومال".. ويؤكد الصوملي أن عدد عناصر «القاعدة» التي تنتمي "لمحافظة أبين ذاتها قليل جدا مقارنة بالأعداد الكبيرة التي تأتي من المحافظات الأخرى".
القيادات المعروفة للقاعدة في أبين لم تشارك
ويذكر الصوملي أن العناصر لا قيادة لها، ويقول إنها "مجاميع شتى من مناطق بل ومن دول مختلفة، همها القتل، تتمسح بالدين، وفيهم من يجهل الدين بشكل كبير. بعضهم من المتطرفين، وبعضهم عناصر قبلية ليس لها هدف، ليس لهم هدف واضح ولا قيادة واضحة، وكثير منهم أطفال مدفوعون بحماس للقتال، وبعضهم تم شراؤهم بالمال. وحتى القيادات المعروفة في أبين، مثل خالد عبد النبي، لدي معلومات بأنه لا يقاتل معهم". وعن أسلحة التنظيم قال الصوملي: زملائنا في الأمن العام والنجدة والأمن المركزي الذين انسحبوا من المحافظة، وتركوا كل العتاد العسكري وراءهم غنيمة سائغة لعناصر «القاعدة»، وهو عتاد ضخم لا تزال هذه العناصر تتحصن به وتشن به هجماتها علينا، بأسلحة زملائنا".
النظام يقصف القبائل أثناء ملاحقتها للقاعدة!
إلا أن النظام وعند شعوره بأن القبائل سيحققون النصر لا محالة وجه طيرانه بقصف قبائل النخعين في وادي حسان والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 33 من القبائل وإصابة نحو "80" آخرين وقد حاولت القبائل الانسحاب إلى منطقة العرقوب واشتبكوا مع العناصر المسلحة وتمكنوا من قتل العديد من تلك العناصر التي لجأت إلى استخدام السيارات المفخخة في العرقوب وعملية انتحارية أخرى في مودية اسفرت عن استشهاد "3" في العرقوب، فيما ظلت القبائل تنتشر في النقاط لمنع دخول المسلحين إلى زنجبار.. كما تمكن أيضاً شباب ملتقى لودر من تطهير مدينتهم من العناصر المسلحة واستطاعوا إحباط العديد من العمليات الانتحارية والعبوات الناسفة التي كانت تستهدفهم من قبل المسلحين الذين اعتقلوا العديد منهم، وقد ساند ملتقى شباب لودر اللواء
"111" المتمركز في المدينة.
وقد ضيقت مشاركة القبائل على عناصر القاعد وأدت إلى انشقاقات في صفوفها، باعتبار أن ابن المنطقة يعرف ظروف المنطقة أكثر من القوات النظامية. كما أنهم يستطيعون تمييز المسلحين ويعرفون من أين جاءوا وإلى أي القبائل ينتمون". حسب تعبير الصوملي.
فك الحصار.
بينما تمكن اللواء 119مشاة بقيادة فيصل رجب واللواء "201" بقيادة محمود الصبيحي من فتح طريق ساحلي وفك الحصار عن اللواء 25 ميكا، سارع قائد المنطقة الجنوبية العسكرية اللواء مهدي مقولة ومعه وسائل الإعلام إلى زنجبار ليعلن الإعلام الرسمي النصر ويتجاهل دور اللواء 119.. بعد أن كان يرفض إنقاذ اللواء خلال الأشهر الماضية..
محاولة الاغتيال
بعد أن لمع نجمه وأصبح بطلاً للصمود تعرض قائد اللواء 25 ميكا العميد الركن محمد الصوملي لمحاولة اغتيال ظهر الاثنين الماضي، أثناء وصول وفد إعلامي من الفضائية اليمنية ودائرة التوجيه المعنوي إلى المعسكر، عن طريق قذيقة لم يعرف مصدرها، ما أدى إلى إصابة عدد من الجنود واثنين من طاقم الوفد الإعلامي.
وتزامنت المحاولة مع اغتيال نجل القيادي حسين عشال أمس الأول في صنعاء، الذي يعتبر من الزعامات القبلية التي كان لها دور بارز في المشاركة إلى جانب اللواء 25 ميكا في مواجهة القاعدة في أبين.
دور أبناء أبين
كان لأبناء أبين دور بارز منذ اللحظة الأولى، حيث وقف مسلحون من أتباع الشيخ طارق الفضلي والحراك في طريق المسلحين، لكن المسلحين استطاعوا السيطرة بعد ذلك، وعززت القاعدة وجودها في أكثر من منطقة بعد أن كانت منحصرة في جعار.
وبعد اشتداد المعارك وتكاثر الخسائر الفادحة لأبناء أبين نتيجة سيطرة القاعدة بدأت جهود بالتنسيق القيادات العسكرية المؤيدة للثورة، وشكلت القبائل تحالفاً لمواجهة القاعدة منتصف يوليو الماضي، وقامت بتطهير مديريات مودية ولودر والمحفد والوضيع من تلك العناصر المسلحة، كما انتشروا بالنقاط لمنع دخول المسلحين إلى زنجبار وحاولوا أيضاً الوصول إلى مدينة شقرة ووادي حسان، وذلك من أجل مساندة للواء "25" ميكا وفك الحصار عنه..
مأساة النازحين
بلغ عدد النازحين من من مدينة زنجبار ومناطق متاخمة لها بأبين نتيجة المواجهات مع القاعدة قرابة 100 ألف نازح بحسب الإحصائيات الرسمية، وقد عانوا ظروفاً صعبة زاد من صعوبتها الوضع الصعب الذي تمر به مختلف البلاد، وارتفاع الأسعار.. وقد جرت حملات موسعة في ساحات الاعتصام للقيام بحملات تبرع لإغاثة نازحي أبين، فيما عينت السلطة أحمد محمد الكحلاني، مسؤولاً عن ملف النازحين.
الألوية المساندة للثورة:
بعد مرور قرابة شهر من المعارك في أبين بين المسلحين واللواء "25" ميكا حاولت الألوية الثلاثة "119"، و"201"، و"39" المساندة لثورة الشباب أن تنتشر إلى وادي دوفس معززة بالدبابات والأطقم العسكرية، وذلك لمواجهة العناصر المسلحة والتي خاضت ضدهم معارك ضارية بين كر وفر واستطاعت تلك الألوية أن تكبد المسلحين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح بمساندة الطيران الحربي الذي لعب أيضاً دوراً في أغلب طلعاته واستطاع أن يدمر أسلحة المسلحين وهروبهم من جبهة القتال المحيطة بدوفس والمتمركز في مدينة الكود وواصلت تلك الألوية قتالها حتى تمكن قادة تلك الألوية وأفرادها من فك الحصار عن اللواء "25" ميكا عند دخولهم عبر الطريق الساحلي باتجاه اللواء "25" ميكا.
الدعم أمريكي..
تابعت الولايات المتحدة الأمريكية سقوط أبين بتحركات سياسية مكثفة ولقاءات بالمسؤولين في العاصمة صنعاء، وخصوصاً نائب الرئيس، كما شاركت في طلعات جوية استطلاعية وشنت غارات متفرقة على المسلحين، وتصاعدت العمليات الجوية الأميركية وطورت أسلوبها منذ سيطرة المسلحين على ملعب الوحدة الرياضي في ضاحية مدينة زنجبار..حيث بدت العمليات الجديدة أكثر فتكاً بالمسلحين، "من خلال عملية رصدهم بدقة واستهداف أي حركة على الأرض، خاصة بعد ما تردد عن عزمهم الدخول إلى مدينة عدن، باعتراف بعض المسلحين.. الذين أكدوا سقوط العديد من عناصرهم"، كما أكد الصوملي أن الدعم الوحيد الذي وصل اللواء هو شحنة مواد غذائية من الجانب الأمريكي عبر الجو، ورفض تأكيد أو نفي مشاركة الأمريكيين بالعمليات الجوية.
اللواء علي محسن: المسلحون في أبين هم قاعدة بقايا النظام
أما اللواء علي محسن قائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع فيشير في مقابلة مع صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أن "مسلحي القاعدة الذين يعتدون على المواطنين في أبين وحاصروا معسكر اللواء 25 ميكا، هم في الأصل "قاعدة بقايا النظام"، وهم الذين دفعوا بهم إلى أبين لإسقاطها بعد أن أفسحوا لهم المجال عبر سحبهم قيادات المحافظة والأمن بمختلف فروعه والوحدات العسكرية التابعة لبقايا النظام".
مؤكداً أن "من واجه ولا يزال يواجه عناصر قاعدة بقايا النظام هم من وحدات الجيش المؤيد للثورة بما فيهم الوحدات التابعة للفرقة الأولى مدرع، وللأسف فإن من يدعم هؤلاء المسلحين هم بقايا النظام ومن قبلهم الأخ علي عبدالله صالح في محاولة منهم للهروب من استحقاقات الثورة أمام المجتمع الدولي وتكتيك فاشل يحاولون من خلاله التصوير للمجتمع الدولي أن نظام علي عبدالله صالح لو سقط فإن البديل هو القاعدة، وهذه فزاعة اكتشف الأشقاء والأصدقاء كذبتها".
وقال محسن إن الجيش المؤيد للثورة أثبت "انه هو المواجه الحقيقي لتلك المجاميع، والحمدلله استطاعت الوحدات العسكرية المؤيدة للثورة بما فيها الوحدات التابعة للفرقة الأولى مدرع والمواطنون الشرفاء المنضمون للثورة من أبناء أبين ولحج وعدن من دحرهم وإيقاع الضربات الموجعة بهم، إضافة إلى هؤلاء الدعم اللوجستي من الأشقاء في المملكة العربية السعودية والأصدقاء في الولايات المتحدة الأمريكية وبتوفيق الله تم الآن فك الحصار عن اللواء 25 ميكا، ومازالت تصفية جيوب مسلحي القاعدة في زنجبار مستمرة"..
وقال محسن: الشيء المخزي لبقايا النظام أن كثيراً من العناصر التي تم أسرها تابعة لبقايا النظام ومن بينهم مرتزقة من اللاجئين الأفارقة، جندهم بقايا النظام لتنفيذ مخططه الفاشل في أبين، فالنظام الذي سلم محافظة أبين للقاعدة ومرتزقته وعناصره المسلحة قبل عدة أشهر عند ازدياد وهج الثورة السلمية وفضحت ممارساته أمام العالم، هاهو اليوم، بعد أن أفشلنا مخططه نحن في الجيش اليمني الحر المؤيد للثورة والمواطنين الشرفاء من أبناء أبين ولحج وعدن، يحاول سرقة ما حققناه من إنجاز في التغلب على هذه العناصر ودحرها بواسطة الألوية العسكرية 25 ميكاً، واللواء 119 مشاة، واللواء ،201 واللواء، 39 والمجاميع من المواطنين الشرفاء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.