وسط ترقب حذر من جميع الأطراف السياسية لما سيخرج به مجلس الأمن الذي سينعقد اليوم الثلاثاء بشأن اليمن -حذر مركز أبعاد للدراسات والبحوث من انفجار وشيك للوضع العسكري في اليمن، بالتزامن مع انتقال الملف إلى مجلس الأمن بعد انسداد الأفق السياسي واستمرار رفض الرئيس علي عبدالله صالح توقيع المبادرة الخليجية لنقل السلطة في البلاد. مركز أبعاد الذي نوه في تقريره عن الوضع الذي تعيشه البلاد بأن أمام المجتمع الدولي فرصة أخيرة لإنقاذ اليمن تتمثل في الضغط باتجاه نقل السلطة بصورة سريعة تمنع تفاقم الأوضاع.. قال إن الخطاب الأخير للرئيس صالح حمل رفضاً واضحاً لانتقال السلطة سلمياً عبر المبادرة الخليجية، مالم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات جادة وحازمة تضمن حماية المدنيين اليمنيين وفرض عقوبات فردية على كل من يتورط في أعمال القتل والعنف وإحالة ملفاتهم بصورة مستعجلة إلى محكمة الجنايات الدولية وحظر سفرهم وتجميد أموالهم.. وتوقع المركز في تقرير حديث باحتمالية تجدد المواجهات العسكرية بين القوات العسكرية الموالية للثورة والقوات الموالية لنظام الرئيس صالح وخصوصاً بعد خطاب الرئيس الأخير الذي ذهب لطرح مقترحات تعد في نظر المعارضة تهديداً وبداية جدية لتشكيل مجلس يشرف على عمليات الحسم العسكري ضد المطالبين بإسقاط نظامه،الأمر الذي يجعل العسكريين المؤيدين للثورة والمتحالفين مع النظام على استعداد تام لأية مواجهات محتملة. وأضاف التقرير الصادر عن المركز «إن أية مواجهات قادمة لن تكون بمثابة اختبار أو نزهة لطرف ما وإنما ستكون حرباً ضروساً قد يستخدم فيها الطرفان الأسلحة التي لم يسبق استخدامها في المواجهات الماضية مثل الطيران والصواريخ متوسطة وبعيدة المدى»..لافتاً إلى «أن استخدام نظام صالح للقوة العسكرية من أجل إنهاء الاحتجاجات ضد نظامه سيكون له تداعيات محلية وإقليمية ودولية ولن يحقق هدف القضاء على معارضيه».. وبرهن على ذلك بالمواجهات التي خاضها النظام بعد 18 سبتمبر فيما يعرف بمواجهات (كنتاكي) ونجم عنها سيطرة الجيش المؤيد للثورة على التقاطع الاستراتيجي الذي يقسم شارعها الممتد من عصر إلى الزبيري العاصمة إلى نصفين، وهو ما دفع النظام لتوجيه عشرات القذائف الصاروخية لمقر قيادة الفرقة أولى مدرع مع ثاني يوم من وصول الرئيس صالح، كما أن أسلحته الثقيلة ضد القبائل في نهم وأرحب والحيمة خارج صنعاء لم تمنع القبائل من الاستمرار في ضرب البنى العسكرية لمعسكرات الحرس الجمهوري ومهاجمتها وقتل قادتها والحصول على أسلحة وذخائر تزيد من قوتهم، وكل ذلك مؤشر قوي بأن أية عملية عسكرية للنظام ضد المحتجين سلمياً في ساحات التغيير أو معسكرات مناصري الثورة لا يعد سوى انتحار قد يؤدي إلى سقوط النظام عسكرياً. مركز البحوث والدراسات لأبعاد الذي قال «إن جيش الثورة يمتلك الآلاف من صواريخ غراد التي تعجز منظومة الدفاع الصاروخية عن ردعها..أكد بأن أي استخدام للطيران أو الصواريخ بالذات البعيدة المدى من قبل قوات النظام سيؤدي إلى تفجير أو إسقاط الطائرات قبل أو بعد إقلاعها أو استخدام بعضها من قبل مناصري الثورة من العسكريين، محذراً من أن أية مواجهات عسكرية قد تؤدي بانزلاق اليمن إلى حرب أهلية طويلة الأمد وسينعكس ذلك سلباً على الأمن الإقليمي والدولي، لوجود اليمن في موقع استراتيجي يتحكم بانتقال أكثر من ثلاثة ملايين برميل نفط يومياً، كما أن شرارة الحرب قد تصيب الجوار السعودي أولاً والجوار الخليجي لاحقاً، خاصة في ظل التمدد الشيعي لإيران في المنطقة ». أبعاد الذي أكد بأن ترك اليمن ينهار معناه فقدان الإقليم والعالم للأمن..شدد في نهاية تقريره بضرورة استغلال التحرك الدولي الذي تزامن مع مكسب جديد لأنصار الثورة السلمية المتمثل في حصول أحد رموز الثورة وهي توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام والتي تعتبر"رسالة دولية بشرعية الثورة السلمية أغلقت جميع ملفات المخاوف التي فتحها النظام خلال محاولاته لتشويه الاحتجاجات المطالبة بإسقاطه".